الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

اكدت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم انه مرة بعد أخرى يتكشف قصور القضاء الإسرائيلي، وعلى رأسه المحكمة العليا، التي تقف، عندما يتعلق الموضوع بالعرب الفلسطينيين في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو داخل الخط الأخضر، محايدة في أحسن الأحوال، ومشرعنة لأعمال القتل والتنكيل أو داعمة لقوانين التمييز العنصري المصممة خصيصا للمس بالعرب الفلسطينيين وممثليهم .

وقد عبرت العليا الإسرائيلية مؤخرا هذين الامتحانين بـ” نجاح منقطع النظير”، عندما ردت التماس المنظمات الحقوقية التي لجأت إليها لتقول رأيها القانوني في المذبحة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على “حدود غزة”، وعندما ردت الالتماس ضد تشريع القانون الذي يخول الكنيست بإقالة أحد أعضائها والموجه أساسا ضد النواب العرب.

في هذا السياق عبرت هآرتس عن استهجانها من الفحوة الفاصلة بين القلق الذي عبر عنه القاضي ملتسر من كثرة أعداد القتلى والمصابين بالجزء العلوي من أجسامهم وفي الظهر، وعدم ارتياح القاضية حيوت من خلق تصنيف جديد يسمى “محرضين رئيسيين” أو مخلين رئيسيين بالنظام”، يجوز إطلاق النار عليهم بشكل مخالف للقانون الدولي، وبين قرار المحكمة بعدم التدخل في خيارات الجيش الإسرائيلي وإرجاء فحص قضية الوقائع ومجمل القضية القضائية عمليا إلى ما بعد وقوع إطلاق النار، وهو ما يعتبره غروس بمثابة دفن للقضية مع جثث الأموات الذين يقضون من إطلاق النار.

وتابعت الصحف تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلية أييليت شاكيد التي دعت فيها الى الاستعداد لاحتلال قطاع غزة، وأضافت أن “الرد يجب أن يكون شديدا جدا، وكأنما سفكت دماء هنا”. كما قالت إن “كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك احتلال قطاع غزة، وكررت قولها إن الرد يجب أن يكون بقوة، وإن كل الخيارات على الطاولة. وأضافت “عندما نتحدث عن الحسم، فإن ذلك يعني القضاء على سلطة حماس بكل ما يعني ذلك“.

انتهت المرحلة الأولى من المشاورات العسكريّة التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مع القيادتين العسكريّة والسّياسيّة لبحث التصعيد في قطاع غزّة.

ونقل المراسل السّياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، باراك رافيد، عن مصادر عسكريّة، على اطّلاع بمحادثات نتنياهو، أن “إسرائيل غير معنيّة بتصعيد إضافي في القطاع”، لكنّه أصدر توجيهاتٍ لجيش الاحتلال بالردّ بقوّة على كل إطلاق نار من القطاع.

ولم يشذّ المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، بعيدًا عن القناة العاشرة، إذ ذكر في مقال له، أن تبادل إطلاق النار في القطاع “خطير، لكن بالإمكان منع نشوب حربٍ جديدة“.

وربط هرئيل بين إطلاق المقاومة للصواريخ على إسرائيل، صباح اليوم، وبين قيام الاحتلال باغتيال 3 من ناشطي حركة “الجهاد الإسلامي”، أول من أمسٍ، الأحد، واغتيال ناشط في كتائب عزّ الدين القسّام، الذراع السّياسي لحركة “حماس”، أمس، الإثنين.

ووصف هرئيل غارات الاحتلال على قطاع غزّة بأنها “أكثر قوّة ممّا كان الوضع عليه خلال السّنين الماضية، لكّنها محدودة”، إذ استهدف جيش الاحتلال 30 هدفًا في القطاع، اعتبرها مراكز لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، 7 مراكز منها هي مراكز عسكريّة؛ لافتًا إلى على تأكيد الجيش على عدد الأهداف الكبير وأنها قصفت نهارًا.

واعتبر هرئيل عدم سقوط شهداء في القطاع جرّاء العدوان الإسرائيلي دلالةً على أن جيش الاحتلال “لا زال يتصرّف بحذر، درءًا لقتلٍ يؤدي لتصعيد“.

لكنّ متحدثًا باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عقد مؤتمرًا صحافيًا عند الثامنة والرّبع من مساء اليوم، في تل أبيب، قال فيه “لن نوقف التصعيد طالما أن الإرهاب مستمر” في إشارة إلى إطلاق المقاومة الفلسطينيّة أكثر من 50 صاروخًا على بلدات داخل الخطّ الأخضر منذ صباح اليوم.

وهدّد المتحدث باسم جيش الاحتلال باغتيال قادة المقاومة في غزّة، إذ زعم أن “قيادة حماس مختبئة تحت الأرض وهم يعرفون سبب ذلك“.

بينما توجّه رئيس المعارضة الإسرائيليّة، يتسحاك هرتسوغ، إلى الأمين العام للأمم المتّحدة طالبًا منه إدانةً علنيّةً من الأمم المتّحدة لـ”العمليّات الإرهابية والهجوميّة لحركة حماس وباقي الحركات الإرهابيّة في القطاع ضدّ مدنيّي دولة إسرائيل في غلاف القطاع“.

وقبل انتهاء المشاورات العسكرية والسياسيّة في مقر إقامة نتنياهو، ألمح وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغادور ليبرمان، إلى تصعيد عسكريٍ إضافي للاحتلال في قطاع غزّة، إذ كتب على حسابه في موقع “تويتر” إنه “لا نيّة إسرائيليّة للعودة إلى الحياة اليوميّة أو لاحتواء الموقف”، وأضاف في تغريدةٍ أخرى إن “كل مكان تنطلق الصواريخ نحو إسرائيل هو هدف شرعي لسلاح الجوّ“.

من جهته، قال وزير الاستخبارات الإسرائيليّة، يسرائيل كاتس، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عصر اليوم، إن الأوضاع تتّجه للتصعيد مساءً، وأضاف أن الوضع هو الأقرب لحافة الحرب منذ انتهاء عملية “الجرف الصامد” عام 2014.

ولم يقتصر التعطّش إلى الحرب على وزيري الأمن والاستخبارات الإسرائيليين، إذ ذكر التلفزيون الرّسمي الإسرائيلي (قناة “كان”) أن وزراءً في الحكومة الإسرائيليّة وجّهوا نقدًا لعدم انعقاد المجلس الوزاري السياسي والأمني المصّغر – الكابينيت، حتى الآن، رغم أن الأوضاع في قطاع غزة هي الأخطر منذ 4 سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى