التقرير الدوري لمراكز الأبحاث الأميركية 28/5/2018
التقرير الدوري لمراكز الأبحاث الأميركية
الصادر مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران والغاء الرئيس ترامب لقاء القمة الذي كان سيجمعه مع رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ اون، برزا على صدارة الاهتمامات الإعلامية والبحثية في الولايات المتحدة.
يتناول قسم التحليل المسألتين، لا سيما التبدل السريع في الموقف الأميركي بارساله إشارات عاجلة عن نيته بمقابلة الرئيس الكوري الشمالي عقب إعلان الأخير عن نيته الإلتزام بتعهداته، يسنده موقف صيني ذو أبعاد جيو-استراتيجية.
فيما يخص الإتفاق النووي، عادت واشنطن للتهديد بعزمها “تغيير النظام” في إيران، سرعان ما اطلقت تصريحات مناقضة باهتة لذلك.
تزامن ذلك أيضاً مع الأزمة الديبلوماسية بين واشنطن وكاراكاس، على خلفية فوز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثانية، وعودة ممثلي البلدين لعواصمهما؛ ثم زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، ولقائه مع الرئيس مادورو في القصر الرئاسي بكاراكاس.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
اعتبرت مؤسسة هاريتاج أن الرئيس ترامب لم يكن لديه خيار سوى “إطلاق رصاصة الرحمة” على الاتفاق ويمتلك “خطة عمل” للمرحلة المقبلة. وعن تفاصيلها، أكدت أن الاتفاق لم يسهم في تعديل مواقف ايران التي “أضحت سياساتها الخارجية مزعزعة للاستقرار وتهدد الآخرين وأشد وطأة على ما كان عليه الأمر قبل التوقيع؛ ولم تمنع قادة إيران من الحصول على أسلحة نووية.”
ذكّر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بخطل سياسة فرض العقوبات من جانب واحد، كما عبر عنها النائب السابق في مجلس النواب، جون هاينز، في عقد السبعينيات، معتبراً أنها سلاح يؤدي للخسارة الصافية “لما تفسحه من مجال لدول أخرى ملء الفراغ الناجم عن القيود المفروضة على الشركات الأميركية.” وأكد المركز أن عضو الكونغرس المذكور كان “محبطاً من الجو العام السائد حينئذ في الكونغرس ومن بعض زملائه بشكل خاص.”
https://www.csis.org/analysis/iran-sanctions-redux
تناول مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو حول “المطالب 12” من ايران بالتحليل معتبراً ما أعلنه يشكل “المطالبة الشاملة وحصادها صفر اليدين،” أرضيته “.. مطالبة إيران وقف كافة نشاطاتها التي تعتبرها الولايات المتحدة مهددة (لمصالحها) قبل إقدام الأخيرة على أي تنازلات حول اجراءات المقاطعة.” واستدرك المركز بالقول أن ادارة الرئيس ترامب “قد تجد لديها الجهوزية لإعادة النظر والمبادلة خطوة بخطوة أن عرضت إيران ما يكفي” من محفزات؛ بل قد تتبلور لدى الإدارة “الرغبة بتقديم بعض التنازلات حول العقوبات في تعاملها مع دول أخرى عند تيقنها من أن تلك الدول ستتخذ مواقف أكثر تشدداً في تعاملها مع إيران.”
https://www.csis.org/analysis/demanding-all-and-getting-nothing-secretary-pompeos-speech-iran
في معرض تفسيره لقرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الإتفاق النووي أوضح معهد كارنيغي أن الصفة القانونية لما تم الإتفاق عليه هي “اتفاق سياسي، وليس معاهدة ولا ينطوي عليها أي أحكام أو إجراءات للانسحاب .. (من حق) أي طرف مشارك التوقف عن الالتزام بتنفيذ بنوده ومواجهة ما يترتب على ذلك من مخاطر.” وأوضح أن “ايران وبعد امتثالها بتنفيذ كافة التزاماتها النووية، اقدمت الولايات المتحدة على إدخال تعديلات على عدد من القرارات الرئاسية .. واصدرت اعفاءات من العقوبات المتضمنة في القوانين الاربعة السارية.” أحد تلك الاعفاءات كان على وشك النفاذ وإعادة التجديد به يوم 20 أيار/مايو (الجاري) – والخاص بتهديد الدول الأخرى في حال عدم التزامها بتخفيض معدلات مشترياتها من النفط الإيراني.” بل إن “وزير الخارجية الأميركية هو من قام باصدار ذاك الإعفاء، بيد أن القرار النهائي من صلاحيات الرئيس.”
https://carnegieendowment.org/2018/05/07/trump-s-iran-deal-decision-what-comes-next-pub-76272
سخر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية من تيار “اليسار (الأميركي) الذي أصابه الذعر” لانسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي نظراً لجملة من الاسباب بعضها مرتبط بإرث الرئيس باراك اوباما وإثارة زوبعة من الشكوك حول مبررات كوريا الشمالية للوثوق بوعود الولايات المتحدة التي “لا تحترم التزاماتها الدولية.” وأوضح أن ذاك المنطق “خاطيء جملة وتفصيلاً .. بل قرار الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي يعزز موقعه التفاوضي مع بيونغ يانغ واعزيز الضغوط عليها لتقديم تنازلات هامة حول ترسانتها النووية.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3864
أوضح مركز الأمن الأميركي الجديد ما تردد حول “النموذج الليبي” لنزع الأسلحة بأن ما يدور في خلد إدارة الرئيس ترامب هو السعي “.. استدراج كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية تدريجياً مقابل تخفيف وطأة العقوبات ومكافآت اخرى تتزامن مع جملة أهداف تحققت.” ودلل على ذلك بتصريح للرئيس ترامب قائلاً ان التخلي مرة واحدة عن الأسلحة “سيكون مرحباً به،” كما كان الأمر في نموذج ليبيا؛ مستدركاً “.. لا أنوي تقديم تعهد ملزم بذلك.”
أعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن اعتقاده بأن قرار الرئيس ترامب الانسحاب من الإتفاق النووي “كان متوقعاً .. وله جذوره السياسية وآلية اتخاذ القرارت السياسية؛ بيد أن التداعيات المستقبلية على نقيض ذلك.” وأعاد إلى الأذهان الحملة الواسعة من المعترضين على الإتفاق عند ابرامه من قبل الرئيس باراك اوباما من منطلق “عدم أهليته للحد من نشاطات ايران النووية؛ بل وفّر لإيران فرصة نجدة من العقوبات .. بيد أنه كان يتعين إبقاء نظام العقوبات لتأخذ مجراها بشكل أشد.” واضاف أن الوضع الاقتصادي في ايران جراء العقوبات بدأ يؤتي ثماره “.. فالعملة الإيرانية فقدت جزءاً هاماً من قيمتها .. وانتشرت الإحتجاجات الإجتماعية ضد الأوضاع الإقتصادية؛ وظهر الضعف على قبضة النظام الإيراني بالتزامن مع سعي الساسة الأميركيين البحث عن سبل مواجهة تمدد إيران في الشرق الأوسط.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/heres-what-trump-should-do-post-nuke-deal
نقل السفارة الأميركية
تكهنت مؤسسة هاريتاج بفشل خطة السلام في الشرق الأوسط التي يسعى لتمريرها الرئيس ترامب “.. نظراً لموقف كل من اسرائيل و(حركة) حماس التحصن خلف موقف تصادمي يؤدي لنشوب حرب أخرى.” ومضت بالقول إن نقل موقع السفارة الأميركية في القدس ليس ذات الأهمية الكبيرة في السياق السياسي العام “.. لكنه يشكل مقدمة ضرورية (لحركة حماس) لحشد الفلسطينيين؛ يدلل عليها المظاهرات الجارية على المنطقة الحدودية في غزة كجزء من حملتها الدعائية ضد اسرائيل في “مسيرة العودة” – وليس بسبب نقل السفارة الأميركية.”