من الصحف الاميركية
زعمت بعض الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي حي يرزق ونشط، رغم الأخبار العديدة عن وفاته أو إصابته وعدم قدرته على الحركة، ويقوم حاليا بإدارة الانتقال من دولة الخلافة إلى حركة سرية ذات مهمة وصفتها صحيفة واشنطن بوست بالتي “تقشعر لها الأبدان“، وشرع البغدادي في الإعداد لمشروعه الجديد، وهو تعليم الجيل الجديد، فور سقوط الموصل وبدء حصار الرقة بهدف الحفاظ على مبادئ التنظيم .
وقال المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة “الإرهاب” بالولايات المتحدة نيكولاس راسموسين إنهم كانوا يلاحظون أن قادة تنظيم الدولة وهم يفقدون الموصل والرقة يقومون بالتخطيط لعمل سري جديد، “حتى عندما يُطردون من معاقلهم فإنهم يتركون خلفهم نوعا من الخلايا“.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن ما يواجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضغوط يمثلها التحقيق الذي يقوده المحقق المستقل روبرت مولر يدفعه إلى تقديم تنازلات كبيرة لـكوريا الشمالية، وإن الأخيرة تعلم ذلك وتوظفه ببراعة، وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن كوريا الشمالية اختارت -بالصدفة أو بالتخطيط- الذكرى السنوية للأسبوع الذي تم فيه تعيين المحقق المستقل روبرت مولر لقياس رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوصل إلى صفقة نووية، وكانت النتيجة أن رغبته قوية.
ورد ذلك في تقرير لصحيفة لوس أنجلوس تايمز مشيرا إلى أن ترامب أوضح تماما في تغريداته وتعليقاته أن التحقيق الذي يجريه مولر ومباحثات الأسلحة النووية مع كوريا الشمالية متداخلان في عقله.
كل يوم يمر تقريبا خلال الفترة الأخيرة نجد أن أحد أحلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحقق فانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقتل عشرات الفلسطينيين على حدود غزة دون الانتقاص من شعوره بالنصر أمثلة على ذلك.
ورد ذلك في مقال لمراسل صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنشيل بفيفر نشرته صحيفة نيويورك تايمز، مشيرا إلى أن نتنياهو كان يتعرض للازدراء والتوبيخ عند الإدارات الأميركية السابقة منذ إدارة الرئيس رونالد ريغان في الثمانينيات مرورا بإدارة بوش الأب وبيل كلينتون وباراك أوباما.
فقد وجهت له إدارة ريغان توبيخا وأوشكت على منعه من دخول البيت الأبيض، بينما تم حظره من دخول وزارة الخارجية خلال رئاسة بوش الأب لانتقاده سياسات تلك الإدارة، كما كان في حالة خلاف مستمر مع إدارتي كلينتون وأوباما، اللذين لم يخفيا ازدراءهما له، لكننا اليوم نجد أنه يتمتع بمشاركة الحكومة الأميركية لمواقفه بشكل تلقائي.
والتفسير الأبسط لهذا التغيّر الكبير هو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهيمن عليها نوعان من الأيديولوجيين الذين يفضلهم نتنياهو: صقور السياسة الخارجية مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، والمسيحيين الإنجيليين مثل نائب رئيس الوزراء مايك بنس، وعلى رأسهم جميعا ترامب الذي عرفه نتنياهو وأحبه في نيويورك خلال الثمانينيات.
لكن تفسير نجاح سياسة نتنياهو الخارجية بوصول ترامب للبيت الأبيض فقط، أمر لا يحيط بالصورة كلها؛ فغداة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران كان نتنياهو ضيف شرف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، علما بأن بوتين مؤيد للاتفاق النووي ويحتفظ بتحالف ضمني مع طهران، ومع ذلك قدم بوتين نتنياهو باعتباره حليف روسيا الوثيق. كذلك سمح بوتين لنتنياهو بأن يهاجم القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة الإيرانية في سوريا، وحتى قصف البطاريات المضادة للطائرات التي بنتها روسيا هناك.
ويتمتع نتنياهو بصداقة رؤساء الهند والصين واليابان ومجموعة من رؤساء الدول الأصغر، بمن فيهم رؤساء حكومات المجر وبولندا والنمسا اليمينية، كما لا تقل أهمية عن ذلك علاقته الوثيقة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبقادة بعض دول الخليج من خلف الكواليس.
ونتنياهو هو نخبة الموجة الجديدة من القادة اليمينيين والشعبويين وأشباه الديكتاتوريين؛ فهم يرون فيه ما يشبه الأقارب وحتى المرشد؛ فقد صارع الرؤساء الأميركيين وتفوق عليهم، وهو الذي يقود دولة صغيرة.
وتحدى نتنياهو بنجاح أجندة حقوق الإنسان الليبرالية الغربية، مركزا بدلا من ذلك على الأمن والتجارة. وأصبح نجاح إسرائيل كقوة اقتصادية وعسكرية في الإقليم برهانا في نظرهم على أن النهج غير الليبرالي قادر على البقاء.
وهو رائد “عصر الرجل القوي” الجديد الذي جاء للسلطة في أجزاء كثيرة من العالم، هذا العصر هو عصر نتنياهو.