ميقاتي يستقبل فرنجية.. لا شراكة نيابية والتعاون السياسي مفتوح… غسان ريفي
يلتزم الرئيس نجيب ميقاتي بكل الشعارات التي رفعها خلال الحملة الانتخابية، والتي نالت ″لائحة العزم″ على أساسها ثقة أبناء طرابلس والضنية والمنية بأربعة حواصل انتخابية وبفوز أربعة نواب، وبإعطاء رئيسها أي ميقاتي أكبر عدد من الأصوات التفضيلية وتكريسه اولا في طائفته، وثالثا على الصعيد الوطني.
من ابرز هذه الشعارات استعادة قرار طرابلس مع إمتدادها الاستراتيجي في الضنية والمنية، والسعي الى إنمائها وتحسين واقعها وتفعيل مرافقها الاقتصادية والتأكيد على أنها لؤلؤة على ساحل البحر المتوسط.
من هذا المنطلق لا شيء يتقدم لدى الرئيس ميقاتي على المهمة الانمائية التي لا يمكن ان تتحقق الا بكتلة نيابية وازنة، حصل عليها في الانتخابات، وهي تتمثل اليوم بنصف عدد نواب طرابلس، وهو يستمر في سعيه الى إيجاد أكثر من صيغة تعاون مع عدد من نواب طرابلس والشمال من اجل دعم هذا التوجه، بغض النظر عن كل التباينات السياسية.
لا يختلف إثنان على ان ميقاتي يسعى الى الحفاظ على خصوصية طرابلس وحضورها بما تمثل من رمزية على مساحة الوطن، والى ان تكون دائما رأسا في المعادلة، لذلك فإن اَي مشاركة او رعاية لأي تكتل نيابي شمالي او لبناني تنطلق لديه من تأمين مصلحة طرابلس وحضورها، بغض النظر عن التوجه السياسي، حيث يتمسك ميقاتي بالنهج الوسطي والمعتدل الذي تتمسك فيه الجمهورية اللبنانية برمتها، كما يحرص على الانفتاح على جميع المكونات اللبنانية للسعي الى بناء الدولة القوية، ومحاربة الفساد وانتزاع حقوق طرابلس والشمال.
من هذا المنطلق يتريث الرئيس ميقاتي في المشاركة في ″التكتل النيابي المستقل″ الذي يسعى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بلورته، والذي من المفترض ان يضم كتلة المردة مع النواب المنتخبين فيصل كرامي وجهاد الصمد وفريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني، والذي يتجه الى ان يخرج من صيغته الشمالية الى صيغة لبنانية بانضمام الخازن والحسيني اليه.
ومن الطبيعي فان تكتلا من هذا النوع سيكون لديه أولويات سياسية ووطنية ستطغى على الإنماء الذي تحتاجه طرابلس ومعها الشمال.
وعلمت ″سفير الشمال″ في هذا الإطار، أن الرئيس ميقاتي استقبل في دارته في بيروت مساء أمس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حيث عُقد اجتماع ثنائي جرى خلاله البحث في التكتل النيابي المزمع تشكيله.
وتشير المعلومات الى ان اللقاء كان إيجابيا جدا، وأن ميقاتي وفرنجية أكدا على العلاقة الممتازة التي تربطهما والقائمة على التحالف وعلى الصداقة والاخوة والتعاطي الإيجابي في كل القضايا والتطلعات.
وبحسب المعلومات فقد شرح فرنجية لميقاتي الهدف من انشاء هذا التكتل في ظل التكتلات التي يشهدها لبنان بعد الانتخابات النيابية والتي تهدف الى تثبيت الحضور سواء في مجلس النواب او في الحكومة والمشاركة فيها، او في مواجهة الأزمات، مؤكدا على احترامه خصوصية طرابلس وخصوصية الرئيس ميقاتي وما يمثل.
كما شرح ميقاتي لفرنجية الأولويات التي ينطلق منها وخصوصية طرابلس بالنسبة له.
وتقول هذه المعلومات أنه تم الاتفاق بين الرجلين على احترام كل منهما لخصوصية الآخر، وعلى ان التعاون سيبقى مفتوحا بينهما على الصعيد السياسي بغض النظر عن اَي شراكة وعن اَي تكتل نيابي، مع إمكانية السعي الجدي لإيجاد صيغة للتعاون سواء في جبهة سياسية او في اَي إطار آخر وذلك بعد تشكيل الحكومة.
إذا، لا شراكة بين ″كتلة العزم″ و″التكتل النيابي المستقل″ الذي قد يبصر النور خلال الأيام المقبلة بسبعة نواب، في وقت يستعد فيه الرئيس ميقاتي الى الانطلاق بعمل سياسي ـ إنمائي من خلال كتلته التي ستفتح ذراعيها لكل من يريد خدمة طرابلس والشمال وإنمائهما.