من الصحافة العربية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف العربية
تشرين: بيان سورية في مجلس حقوق الإنسان: الحماية الأميركية لـ«إسرائيل» تشجعها على انتهاك القانون الدولي
كتبت تشرين: جدّد نائب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف الوزير المستشار توفيق أبو غالون إدانة سورية للمجازر الوحشية التي ارتكبتها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين الرافضين للاحتلال والمدافعين عن حقوقهم الوطنية المشروعة.
وقال أبو غالون في بيان الجمهورية العربية السورية خلال الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع المتدهورة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية: إن قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي منذ نهاية آذار الماضي بالقتل المتعمد لما يزيد على مئة فلسطيني وجرح آلاف آخرين هو الرد الأوضح على المدافعين في هذا المجلس عن جرائم «إسرائيل» وهو الدليل الأحدث على وحشية السلطات الإسرائيلية وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني واستهتارها بقرارات الأمم المتحدة.
ولفت أبو غالون إلى أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ما كانت لتحدث لولا الحماية الأمريكية لـ «إسرائيل» في مجلس الأمن ومنعها اتخاذ أي موقف يلجم «إسرائيل» ويلزمها بالكف عن جرائمها حتى لو كان ذلك الموقف مجرد بيان صحفي يصدر عن مجلس الأمن.
وأضاف: لقد دفعت الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين ومنعهم من العودة بأبناء الشعب الفلسطيني إلى الاحتجاج ضد تلك الممارسات وإلى تنظيم مسيرات العودة للتأكيد على حقوقهم المشروعة.
ونقلت (سانا) عن أبو غالون تأكيده أنه في الوقت الذي شكل فيه قيام الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم (478-1980) الذي يؤكد وجوب امتناع الدول عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس فقد شجع ذلك سلطات الاحتلال على القمع الوحشي للتظاهرات السلمية وارتكاب مذابح وجرائم حرب وممارسة القنص المتعمد للمدنيين والأطفال الفلسطينيين.
ولفت إلى أن إصرار الولايات المتحدة على حماية جنود الاحتلال من المساءلة عن أفعالهم الإجرامية يحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية خاصة عن تبعات قراراتها غير المسؤولة وعن استمرارها في إشعال الحرائق في المنطقة.
مجلس حقوق الإنسان يقرر إرسال بعثة تحقيق إلى قطاع غزة
في غضون ذلك قرّر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب للتحقيق في المجزرة التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في الـ14 من أيار الجاري.
ووافق المجلس على القرار خلال دورة خاصة عقدت لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بتأييد 29 دولة وامتناع 14 دولة عن التصويت ومعارضة اثنتين هما الولايات المتحدة وأستراليا.
وينص القرار على تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقوانين الدولية في مجال حقوق الإنسان على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية منذ الـ30 من آذار الماضي.
ومن المقرّر أن ترفع اللجنة تقريراً شفهياً حول سير التحقيق إلى الدورة الـ39 لمجلس حقوق الإنسان في أيلول المقبل وتقريراً خطياً إلى الدورة الـ40 في آذار عام 2019.
وسارعت «وزارة خارجية» كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التنديد بالقرار وقالت في بيان: «إنه يثبت مرة أخرى أن المجلس منظمة تحتوي على أغلبية معادية لـ«إسرائيل» بشكل تلقائي ويسيطر عليها النفاق والسخافة».
الخليج: ترأست المجموعة العربية في جنيف.. ودانت بشدة مجزرة غزة… الإمارات تقود تحركاً عربياً وإسلامياً لحماية الفلسطينيين
كتبت الخليج: ألقى عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف، كلمة دولة الإمارات في إطار أعمال الدورة الاستثنائية الثامنة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان، المعنية بالنظر في حالة حقوق الإنسان الآخذة في التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتي دعت إلى عقدها دولة فلسطين ودولة الإمارات نيابة عن المجموعة العربية.
وعبر الزعابي في مستهل الكلمة عن إدانة دولة الإمارات الشديدة لما شهده العالم خلال المجزرة التي ارتكبتها سلطات جيش الاحتلال «الإسرائيلي» ضد المتظاهرين الفلسطينيين، الذين خرجوا في مسيرات سلمية؛ تعبيراً عن رفضهم للأمر الواقع، الذي فرضته قوات الاحتلال بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس الشريف، والتي أدت إلى وقوع أكثر من 70 شهيداً، وما يفوق 3000 جريح بالرصاص الحي لقوات الجيش «الإسرائيلي».
وأعرب عن شجب دولة الإمارات الشديد للتصعيد «الإسرائيلي»، الذي يشهده قطاع غزة، واستنكارها الشديد لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل، وفي هذا الصدد، حذر من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطر.
ونوّه إلى أن دولة الإمارات تؤكد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم (478) لعام 1980 الذي ينص بشكل واضح على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة المقدسة، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي هذا السياق، أعلن الزعابي عن استعداد دولة الإمارات التام للعمل في الإطار العربي؛ بغية الخروج بتحرك دبلوماسي عربي حازم وفاعل؛ لطلب تدخل دولي عاجل؛ لتوفير حماية دولية للفلسطينيين، وإبراز التداعيات السلبية للقرار الأمريكي على مستقبل القضية الفلسطينية في المنظمات الدولية كافة، فضلاً عن تداعياته على الأمن والاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط؛ بل على العالم أجمع.
وأكد أن «إسرائيل» القوة القائمة بالاحتلال لا يجب أن تبقى في مأمن من المحاسبة على ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، وهو أمر مخالف للقواعد كافة، التي وضع أسسها القانون الدولي في مجالي المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.
وفي ختام كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، جدد الزعابي موقف دولة الإمارات الثابت والمستمر تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وألقى عبيد الزعابي كلمة في هذا الإطار باسم المجموعة العربية، كون الإمارات تترأس المجموعة العربية في جنيف حالياً فيما يلي نصها: «شكراً السيد الرئيس.. أتقدم بهذا البيان نيابة عن المجموعة العربية.. بداية، اسمحوا لي السيد الرئيس أن أتوجه بالشكر الخالص إلى كافة الدول التي أيدت دعوتنا إلى عقد هذه الدورة الاستثنائية على خلفية الأحداث الدموية التي شهدتها غزة، وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تزامنت مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف في بداية هذا الأسبوع؛ وذلك في تحد صارخ لإرادة المجموعة الدولية، وفي انتهاك مفضوح لمبادئ القانون الدولي وقرارات مختلف هيئات الأمم المتحدة بما فيها مجلس حقوق الإنسان، وتؤكد التنديدات الرسمية من أغلب حكومات العالم والمسيرات الشعبية التي جابت معظم دول العالم استياء واستنكار المجتمع الدولي لعدوان الجيش «الإسرائيلي» ضد تظاهرات سلمية نظمها المواطنون الفلسطينيون؛ احتجاجاً على تدهور حقوقهم الأساسية وحالتهم الإنسانية.
كما تعلمون السيد الرئيس، أدت الجرائم المرتكبة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، إلى استشهاد العشرات من المدنيين من بينهم الأطفال والنساء، وجرح الآلاف من الآخرين، إضافة إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع، التي أدت إلى استشهاد ليلى الغندور الطفلة الرضيعة التي لم تتجاوز ثمانية أشهر من عمرها؛ نتيجة استنشاقها للغازات المسمومة، فضلاً عن إصابة المئات من المدنيين.
السيد الرئيس، قدمنا كمجموعة عربية مشروع قرار تم مناقشته هذا الصباح (أمس)، عبرنا فيه عن قلقنا العميق إزاء جرائم القتل المتواصلة ضد الفلسطينيين المدنيين من قبل «إسرائيل»، القوة القائمة بالاحتلال والعدوان، والتي اعتبرتها العديد من التقارير الدولية المستقلة بأنها أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب، كما عبرنا كمجموعة عن استيائنا لغياب أية مساءلة أو آلية لمنع «إسرائيل» من الإفلات من العقاب كلما تعلق الأمر بها.
وعلى ضوء التعديلات المقترحة من قبل الوفود المشاركة، سنقوم بتوزيع نسخة نهائية من مشروع القرار، ونناشد باسم المجموعة العربية ونخاطب الضمير الإنساني لكل الدول في هذا المجلس الموقر وخاصة الدول الأعضاء بأن يتم اعتماد مشروع القرار المقدم أمام الدورة الاستثنائية ليوم غد بتوافق الآراء».
البيان: سلاح الجو يقصف مواقع الجماعات الإرهابية.. الجيش الليبي يسيطر على محيط درنة ويتقدم داخل المدينة
كتبت البيان: سيطر الجيش الوطني الليبي على ما لا يقل عن 420 كيلومتراً من محاور القتال المحيطة بدرنة وشرع في عمليات اقتحام للأحياء الوسيطة في المدينة بعد أن سيطر على منطقة مصنعي الدقيق والمكرونة.
ويحاصر مقاتلي التنظيمات الإرهابية في منطقة المشتل، في وقت نفذ الطيران الحربي الليبي قصفاً مركزاً على تجمعات الإرهابيين داخل المدينة وقالت مصادر عسكرية إن تحرير المدينة من الإرهابيين بات مسألة وقت وتكتيك ليس إلا.
وأكد آمر غرفة عمليات عمر المختار التابعة للقوات المسلحة، اللواء سالم الرفادي، سيطرة الجيش الليبي على 420 كيلومترا من محاور القتال على تخوم مدينة درنة منذ انطلاق العمليات العسكرية الأخيرة.
وقال الرفادي، «إن الجيش الليبي سيطر على مصنعي الدقيق والمكرونة، ولا يوجد أمامه إلا المشتل الذي يتمركز به مقاتلو مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها وهم محاصرون من قبل وحدات الجيش، وعقبة درنة».
وأوضح الرفادي «أن وحدات استطلاع الجيش الليبي نزلت إلى منطقة شيحا الشرقية لتقييم الوضع الميداني والرصد». ولفت الرفادي إلى أن «قناصة من مقاتلي شورى درنة، يعتلون مقرات حكومية ونتج عنها استشهاد جندي واحد فقط في صفوف الجيش الليبي».
وأضاف: «الجيش الليبي يتقدم بحذر شديد تنفيذاً لتعليمات المشير خليفة حفتر لحسم معركة تحرير درنة بأقل الخسائر البشرية في صفوف الجيش الليبي، والحفاظ على حياة المدنيين والمدينة». وأشار آمر غرفة عمليات عمر المختار اللواء سالم الرفادي، إلى أن مجلس شورى مجاهدي درنة «تكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء الاشتباكات مع الجيش الليبي في العمليات العسكرية الأخيرة».
في الأثناء قالت مصادر عسكرية إن تحرير مدينة درنة من العصابات الإرهابية بات مسألة وقت فقط وأشارت المصادر أن العصابات باتت لا تملك القوة الكافية التي تمكنها من الصمود، مؤكدة أن التأني في اقتحام الأحياء التي يحتمي بها الإرهابيون يعود إلى التعليمات القوية للجنود بمراعاة حياة المدنيين.
إلى ذلك أكدت مجموعة عمليات عمر المختار أن سلاح الجو يواصل استهداف الجماعات المتطرفة المسيطرة على مدينة درنة (المدرجة على لائحة الإرهاب). وقال المنسق الإعلامي للمجموعة عبد الكريم صبرة إن سلاح الجو قصف معسكر الصداقة الواقع قبل الملعب البلدي عند مدخل درنة الغربي، موضحا أن هذا المعسكر يتبع الجماعات المتطرفة.
وكان الناطق باسم الجيش العميد احمد المسماري أكد أن القوات المسلحة تسير بخطى ثابتة في درنة، مبيناً أنها تمكنت من الدخول إلى داخل المدينة من عدة محاور، مضيفا أن الجماعات الإرهابية التي كانت متمركزة في الظهر الحمر والحيلة هربت ودخلت المدينة وتمركزت بالجبال لكن تم طردهم وقتل أعداد كبيرة منهم.
وصلت فجر أمس، الكتيبة 302 أجدابيا «جوارح» بقيادة محمد داوود القابسي، للتمركز بالقرب من وادي الناقة بالمدخل الغربي لمدينة درنة، استعدادا للمشاركة في عمليات تحرير المدينة من الإرهاب.
وكان رئيس إدارة الإعلام الحربي للقيادة العامة للجيش الليبي خليفة العبيدي، قد أعلن أن تعزيزات عسكرية قد وصلت يوم الخميس إلى القوات العسكرية بمدينة درنة من أجل مساندة الجيش في حربه على الإرهاب، موضحا أن التعزيزات العسكرية الجديدة متمثلة في مدرعات ودبابات وأسلحة ثقيلة وخفيفة.
الحياة: واشنطن طلبت توسّط دولة عربية لإقناع «حماس» بـ «صفقة القرن»
كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع إحدى الدول العربية في شأن قطاع غزة، ما يثير قلق السلطة الفلسطينية وغضبها. يأتي ذلك في وقت اكتسبت التحركات لتوفير حماية دولية للفلسطينيين والتحقيق في أحداث غزة، زخماً كبيراً بعدما تبنى أمس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو إلى «إرسال لجنة دولية مستقلة في شكل عاجل» إلى غزة للتحقيق في الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين العزل، في حين يجتمع مجلس الأمن بعد غد لمناقشة مشروع قرار عرضته الكويت، ويدعو إلى نشر «بعثة حماية دولية» في الأراضي المحتلة.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية لـ «الحياة» أن مبعوثين من البيت الأبيض زاروا دولة عربية في الأسابيع القليلة الماضية وأجروا اتصالات معها بحثوا خلالها الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية في قطاع غزة، كما ناقشوا أموراً سياسية حساسة، مثل فرص إقناعها حركة «حماس» باتخاذ خطوات سياسية وأمنية في غزة، من قبيل عدم معارضة المساعي الأميركية لحل سياسي شامل في المنطقة (صفقة القرن)، وتشكيل إدارة خاصة لقطاع غزة من شخصيات مستقلة تتلقى دعماً مالياً أميركياً وغربياً لحل المشاكل الإنسانية في غزة. وقالت إن الأطراف المختلفة ما زالت في مرحلة درس الأفكار.
وذكرت المصادر أن هذه الاتصالات أثارت غضب الرئيس محمود عباس الذي رأى فيها محاولة أميركية للضغط عليه للعودة إلى المسار السياسي. وأصدر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الأربعاء الماضي بياناً مفاجئاً اعتُبر بمثابة رد على هذه الاتصالات، وحض فيه الدول العربية على التخلي عن وهم «إقامة سلام مع العرب من دون الفلسطينيين».
وأفاد البيان الذي جاء عقب زيارة قام بها المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إلى إحدى الدول العربية، بأن «الاستفزاز الأميركي والاستهتار بالعالم العربي والمجتمع الدولي ساهما في زيادة عدم الثقة غير الموجودة أصلاً… وسقوط وهم إقامة سلام مع العرب من دون الفلسطينيين من خلال تجاوز مبادرة السلام العربية، والمس بالتوازن الوطني والقومي». ودعا إلى «موقف فلسطيني وعربي موحد لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي – الأميركي على المقدسات والحقوق الوطنية وقرارات الشرعية الدولية».
بموازاة ذلك، يبدأ مجلس الأمن بعد غد مناقشات لمشروع قرار صاغته الكويت، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رفع تقرير خلال 30 يوماً عن تبني «سبل وأساليب لضمان وحماية أمن المدنيين الفلسطينيين وسلامتهم في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، مع إرسال بعثة للحماية الدولية».
ويدين مشروع القرار «لجوء الجيش الإسرائيلي المحتل إلى القوة، بما في ذلك استخدام ذخائر قاتلة ضد متظاهرين مدنيين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، بينهم أطفال وأفراد طواقم طبية وصحافيون». كما يؤكد «مجدداً الحق في التجمع والتظاهر سلمياً»، و «أهمية إجراء تحقيقات مستقلة وغير منحازة وشفافة» حول حوادث سقط فيها قتلى، ويطالب «برفع كامل للحصار» الإسرائيلي وإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بلا عراقيل، وإطلاق عملية سياسية لتسوية النزاع عبر «مفاوضات تحظى بصدقية».
ورجح ديبلوماسيون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) لمنع تبني مشروع القرار إذا طرحته الكويت للتصويت. ورفض سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مشروع القرار، ووصفه بأنه اقتراح «مشين» هدفه «دعم جرائم الحرب التي ترتكبها حماس ضد إسرائيل وسكان غزة الذين يتم إرسالهم كي يموتوا من أجل الحفاظ على حكم حماس».
تأتي هذه الخطوة بعد يوم هو الأشد دموية للفلسطينيين منذ حرب غزة عام 2014، استشهد خلاله أكثر من 62 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، وتزامن مع فتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس.
في غضون ذلك، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس قراراً يدعو إلى «إرسال لجنة دولية مستقلة في شكل عاجل» للتحقيق في الانتهاكات وحالات سوء المعاملة المفترضة «في إطار الهجمات العسكرية خلال التظاهرات المدنية الكبرى التي بدأت في 30 آذار (مارس) 2018» في غزة. وحاز القرار على تأييد 29 صوتاً ومعارضة إثنين وامتناع 14. وندّدت إسرائيل بما وصفته بـ «النفاق والسخافة».
وفي إسطنبول حيث تجمع الآلاف دعماً للفلسطينيين بعد أحداث غزة، عُقد الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي للبحث في نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في الكلمة الافتتاحية: «يجب ألا نسمح لدول أخرى بأن تحذو حذو الولايات المتحدة» في نقل السفارة إلى القدس، معتبراً أن هذه «الجرائم… تتطلب تنسيقاً جاداً بين الدول الإسلامية والمجتمع الدولي».
القدس العربي: قمة إسلامية في إسطنبول على وقع تظاهرة لمئات الآلاف والأمم المتحدة تشكّل لجنة تحقيق في مجزرة «الإثنين الأسود».. نشطاء الأقصى يرفضون وجبات الإفطار الإماراتية «التطبيعية» تحت شعار «إحنا مش جعانين»… واردوغان يشبه إبادة الفلسطينيين بجرائم النازية
كتبت القدس العربي: وسط تواصل مسيرات العودة في غزة التي لم تردعها مجازر الاحتلال، واستمرار جُمع الغضب والمواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، تدعمها مظاهرة احتشد فيه أكثر من نصف مليون تركي في اسطنبول تحت عنوان «اللعنة على الظلم والدعم للقدس»، انعقدت في وقت لاحق من أمس القمة الإسلامية الاستثنائية، بدعوة من الرئيس التركي طيب رجب اردوغان، على أمل اتخاذ مواقف عملية لمواجهة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووقف سفك إسرائيل للدم الفلسطيني.
وتتزامن هذه التحركات، مع خطوة تعكس عزة النفس الفلسطينية وأهل القدس المحاصرين ورفض المساومة على الحقوق، كما تعكس حالة الغضب الشديدة التي تنتاب أهالي مدينة القدس المحتلة، من دولة الإمارات العربية، على خلفية مشاركتها في سباق رياضي إسرائيلي، هدفه شرعنة احتلال المدينة، وما سبقها من الكشف عن لقاء سفيرها بواشنطن برئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأعلن نشطاء المدينة المقدسة عن رفض الوجبات الإماراتية المقدمة للصائمين في باحات المسجد الأقصى، وأطلقوا على حملتهم شعار «إحنا مش جعانين». ومع بداية الشهر الفضيل، الذي تقدم فيه وجبات الإفطار والسحور للصائمين في شهر رمضان، من قبل مؤسسات خيرية وبدعم من بعض الدول العربية والإسلامية، أعلن نشطاء في المدينة المقدسة رفضهم استقبال أي من وجبات الطعام المدعومة من دولة الإمارات، بسبب مواقفها المتقاربة مع إسرائيل. وأطلق هؤلاء وسما على مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان «#إحنا مش جعانين»، وهو الشعار ذاته الذي اتخذته الحملة.
ونشر المعلقون الذين استخدموا الشعار صورا للفريق الإماراتي الذي شارك أخيرا في سباق للدراجات الهوائية استضافته إسرائيل، في سياق عملها على تكريس احتلالها للقدس، ومن أجل دعم مخططات الاستيطان. ووضعت إلى جانب تلك الصور اللافتة الخاصة بدولة الإمارات الموضوعة في إحدى باحات المسجد الأقصى، التي تقدم في محيطها وجبات الإفطار للصائمين بدعم من أبو ظبي، لتنبيه الصائمين للابتعاد عن هذه اللافتة، وقت تناول وجبات الإفطار.
وأدى الصلاة في الجمعة الأولى من رمضان أكثر من 120 ألف فلسطيني، متحدين بذلك التشديدات الأمنية الاحتلالية، ورغم منع من يقل عن سن الأربعين من دخول المدينة المقدسة.
وانعقدت القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي دعت إليها تركيا بمشاركة أكثر من 40 دولة من أصل 57 دولة منضوية تحت إطار المنظمة الإسلامية. وتمثلت 9 دول بزعمائها. وبحثت القمة موقفا إسلاميا موحدا وجديدا من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المدنيين في قطاع غزة.
وقال اردوغان قبل افتتاح القمة وأمام الحشود الغفيرة: «تركيا دولة حددت موقفها من مسألة القدس وفلسطين من خلال العمل عبر القنوات الدبلوماسية والخطوات الفعلية على الأرض». واضاف «تم التطاول على قدسية القدس مرة أخرى بقرار الولايات المتحدة الأخير، ويدنس الصهاينة المتطرفون بأحذيتهم المسجد الأقصى بشكل مكثف، والحرم الإبراهيمي ما زال تحت الاحتلال، ونحن المسلمين لا نفعل شيئا سوى الإدانة».
وأشار إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية في دعم دولة الإرهاب إسرائيل، مثلما فعلت من قبل مع التنظيمات الإرهابية، «لا بد أن تعود يوما وتضرب أمريكا»، وشبه أعمال العنف التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بممارسات النازيين في الرايخ الثالث بألمانيا قائلا: «بين الفظائع التي مورست بحق اليهود في أوروبا قبل 75 عاما وبين ما يتعرض له إخوتنا اليوم في غزة، لا يوجد أي فارق»، مضيفا: «إن أبناء أولئك الذين عذبوا خلال الحرب العالمية الثانية داخل معسكرات الاعتقال بأبشع الطرق، يهاجمون اليوم فلسطينيين أبرياء، بطرق لا تقل عن مناهج النازيين بشاعة».
وفي ساحات المنظمات الدولية نجح الفلسطينيون أمس في استصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في مجزرة يوم «الإثنين الأسود» الإسرائيلية في قطاع غزة. وتبنى المجلس بتأييد 29 صوتاً ومعارضة اثنين وامتناع 14، قراراً يدعو لإرسال لجنة دولية مستقلة، بشكل طارئ «للتحقيق في الانتهاكات وحالات سوء المعاملة المفترضة في إطار الهجمات العسكرية التي نُفذت خلال التظاهرات المدنية الكبرى التي بدأت في 30 مارس (آذار) 2018 في غزة».
وفيما رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: «يثبت مجلس حقوق الإنسان مرة أخرى أنه هيئة ذات أغلبية تلقائية معادية لإسرائيل يسيطر عليها النفاق والعبث». وأضافت: «نتائج لجنة التحقيق التي قرر المجلس تشكيلها معروفة مسبقاً، وهي تنعكس في صياغة القرار نفسه».