بقلم غالب قنديل

معركة الصواريخ ومعادلة الردع

غالب قنديل

إن ما حصل مؤخرا على جبهة الجولان السوري هو عملية عسكرية ضخمة لجهة حجم الرد وعدد ونوعية الصواريخ التي أطلقت، ومن بينها صواريخ نوعية ذات مديات بعيدة وهي جاءت بعد سلسلة عمليات عدوانية رافقتها تهديدات صهيونية عالية النبرة ضد سورية وكان محورها استهداف شراكة سورية مع ايران وحزب الله بعد فشل جميع التحركات والضغوط الصهيونية لانتزاع التزامات وتفاهمات روسية أميركية على أعلى المستويات تضع حدودا للشراكة بين سورية وحلفائها في محور المقاومة الذين ساهموا مع سورية في محاربة الارهاب وتخشى اسرائيل ان يتحول دورهم في سورية نحو معادلات الصراع ضدها تدعيما للقدرات الدفاعية السورية التي استعادت تألقها وفاعليتها بسرعة مذهلة وهذا ما برهنت عليه جولة القصف الصاروخي

لقد أصاب الرد على العدو في قلب الجولان المحتل اهدافا مهمة والمواقع العسكرية التي أصيبت هي مواقع ضخمة، كبيرة المساحة، تضم عديداً كبيراً وتجهيزات حديثة ومتطورة بينما أثبت الدفاع الجوي السوري فاعلية نوعية بإسقاط العديد من الصواريخ المعادية.

أولاً، تعتبر هذه العملية أول رد كبير ونوعي في الجولان منذ احتلاله 1973، وبالتالي كسر هيبة إسرائيل.

ثانياً، الأهمية فيما حصل أن القيادة السورية ومعها شركاء المحور قررت أن ترد وأعلنت أنها سوف ترد وردت بالرغم من التهديدات الجوفاء بتدمير دمشق واغتيال الرئيس الأسد.

ثالثاً، لم تكن هنالك عناصر مخفية أو مفاجئة للجانب الإسرائيلي، لأن القرار بالرد كان معلناً، ولأن الطيران الإسرائيلي وأجهزة الرصد التابعة له كانت تعمل على مدار الساعة لكشف أي تحرك تجاه الجولان، ومع ذلك فإن الصواريخ أطلقت وأصابت أهدافها.

رابعاً، على الرغم من استقدام العدو كل التشكيلات والمنظومات الدفاعية لإسقاط الصواريخ إلى الجولان فإن ذلك لم يمنع وصول 40 صاروخاً على الأقل إلى أهدافها.

خامساً، على الرغم من أن القرار بالرد كان معلناً أثبتت التجربة أمس أن الجبهة الداخلية الصهيونية لم تكن جاهزة على الإطلاق وهذا يعني ما يعني بينما احتفل الشعب السوري بإنجاز جديد لجيشه وقواته المسلحة ولشركائها في محور المقاومة.

سادساً، بالرغم من التهديدات العالية واجتماع مجلس الأمن الصهيوني المصغر والتحريك الواسع للقوات في الجولان، أجرى العدو الإسرائيلي اتصالات عالية المستوى طالباً التهدئة.

وبمعنى آخر، لقد كرّست هذه الضربة في الجولان المعادلة “أنكم إذا ضربتم فإن ذلك لن يبقى من دون رد.”

وتنبغي الإشارة إلى أن رد الفعل الإسرائيلي استهدف اماكن سبق أن تم إخلاؤها رغم الدعاية الجوفاء بأن الغارات دمرت كل القواعد الإيرانية في سورية ووفقا لمعلومات موثوقة فكل المراكز التي استهدفت كانت مخلاة ما عدا بعض المواقع المتعلقة بالدفاع الجوي السوري الذي أثبت قدرته على اسقاط الصواريخ، وهذا انجاز كبير يسجل للدفاع الجوي السوري الذي طور قدراته بجهود وخبرات وطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى