من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: لافروف: لا أحد يريد التصعيد ليبرمان: لا نرغب في التورّط بحرب إيران: لم نردّ بعد سورية تُعلن جهوزيتها للردّ على أيّ عدوان… وموسكو: الدفاعات السورية أثبتت فاعليتها التمثيل المسيحي والسني والحقائب السيادية والبيان الوزاري ووزارة المال… قضايا الحكومة
كتبت “البناء”: احتفظت إيران بحق الردّ على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة إيرانية في مطار التيفور قرب حمص، برفضها العرض الإسرائيلي باعتبار الصواريخ التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتلّ، صواريخ إيرانية تترجم التهديد بالردّ، واعتبار الحساب قد أقفل. فكان الكلام الإيراني الرسمي عن أنّ الردّ لا زال حقاً إيرانياً، وأنّ الصواريخ التي تساقطت على المواقع العسكرية الإسرائيلية الحساسة هي صواريخ سورية، فيما لم تشارك سورية الكلام الإيراني بتبنّي إطلاق الصواريخ واكتفت بتبنّي مسؤولية الردّ على العدوان الإسرائيلي بصواريخ دفاعاتها الجوية، معلنة بلسان نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد جهوزيتها لمواصلة الردّ على أيّ عدوان، بينما شهدت لها موسكو عبر بيان لوزارة دفاعها بإثبات كفاءة وأهلية دفاعاتها الجوية وإسقاطها أكثر من نصف الصواريخ الإسرائيلية، التي بلغت سبعين صاروخاً.
فشلت “إسرائيل” بالحصول على تغطية روسية خصّصت زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى موسكو لنيلها، وفشلت في الحصول على إعلان إيراني عن طيّ صفحة المواجهة، كما فشلت في الحصول على فرصة الحرب التي كانت تبشر بقدرتها على خوضها والفوز بها، وتنتظر الخروج الأميركي من التفاهم النووي مع إيران لخوضها وقد منحتها الصواريخ التي استهدفت مواقعها العسكرية مبرّر إعلان انطلاقها، وفوق كلّ ذلك فشلت في فرض معادلة حلمت بها طويلاً وعنوانها القدرة على التحليق والاستهداف عبر السماء والأراضي السورية من دون ردّ.
عملياً، تبدّدت غيوم الحرب، لأنّ الذي كان يهدّد بها تهرّب من خوضها، واكتفى بإرضاء غروره الإعلامي بالقول إنه دمّر ما بنته إيران في سنوات خلال ساعات وردّد وراءه ذلك عرب ولبنانيون، من دون أن يجيب أو يسألوه، أين الحديث عن الجهوزية لحرب والفوز بها، وإعادة إيران وسورية ولبنان إلى العصر الحجري، ومن أين حلت مكان كلّ هذا الخطاب الناري لغة الحديث عن عدم الرغبة بالذهاب للحرب، وعدم وجود نية للتصعيد، كما قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان صاحب التصريحات الحافلة بنيات الحرب والتدمير.
عملياً قرّرت “إسرائيل” النزول عن شجرة الحرب، رغم تزوّدها بخروج واشنطن من التفاهم النووي مع إيران، واعترافها بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ورغم وقوف حكومات عربية عديدة تصفق لـ”إسرائيل” وتعلن دعمها علناً في حرب قالت إنها ذاهبة إليها ولم تفعل في اللحظة الأخيرة، رغم الاستنفار الاستباقي والمناورات التمهيدية، والإعلان عن الجهوزية، لأنها في قلب النار اكشتفت حجم الكلفة التي لا تستطيع تحمّلها إذا رفعت منسوب المواجهة من جولة إلى حرب، وقرّرت “إسرائيل” التأقلم مع الانتقال إلى قواعد اشتباك فرضتها سورية ومن ورائها حلفاؤها جميعاً، في محور المقاومة وروسيا، وعنوانها أنّ زمن الحرب الخاطفة والنصر الحاسم اللذين كانا سمة الحروب الإسرائيلية قد ولى إلى غير رجعة، وأنّ حروب الاستنزاف الطويلة التي لا تحتمل “إسرائيل” التورّط فيها باتت هي الحروب الوحيدة الممكنة في الزمن السوري الجديد، مع تقدّم وتصاعد الانتصارات السورية المحققة في الميدان والمتوّجة بتماسك التحالفات، ومقدرات الجيش السوري، وعزيمة القيادة السورية.
هكذا اختتم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جولة ليل الصواريخ الطويل التي كان مقرّراً أن تكون اليوم الأول في الحرب، بقوله، لا أحد يريد التصعيد، وهو ما كان معلوماً على جبهة سورية وحلفائها، لكنه جديد على الجبهة الإسرائيلية، التي حصلت على كلّ ما كانت تنتظر حصوله للذهاب إلى الحرب وصفتها بعرس قوّتها الجديد، وها هي ترجع مكسورة الجانح من “ليلة الدخلة”.
لبنانياً، تجاذبات الحكومة الجديدة صارت على الطاولة، دون ان تحجب الاهتمام بالمخاطر الإقليمية المحيطة، لكن بثقة يعيشها أصدقاء المقاومة وحلفاؤها كما خصومها، عنوانها أنّ لبنان بمنأى عن التصعيد الإسرائيلي بفضل ميزان الردع المتين الذي بنته المقاومة، رغم المؤامرات التي تستهدفها ويشارك فيها بعض اللبنانيين ويسوّق لها بعضهم الآخر.
في تجاذبات الحكومة الجديدة، يبدو شبه إجماع على تسمية رئيس الحكومة سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، بعدما التقى عليه المختلفان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، مع تحفظ كلّ من حزب الله والقوات اللبنانية، بانتظار التفاهمات، لتصير تسمية الحريري قائمة مع وقف التنفيذ، بانتظار توافقات لن تقلع الحكومة الجديدة، وربما لن تتمّ تسمية رئيسها قبل إنجاز عناوينها، وهي تدور حول محاور، وزارة المالية التي يتفق على التمسك بها حزب الله وحركة أمل للطائفة الشيعية، وترجمة مفهوم حكومة العهد كحكومة وحدة وطنية جامعة باعتماد تمثيل كلّ الكتل النيابية بحجم ما نالت من مقاعد في المجلس النيابي الجديد، بعدما تتشكل في صيغ جبهات نيابية وتكتلات كبرى تبدو قيد الإعداد، وحسم الموقف من تضمين معادلة الشعب والجيش والمقاومة. وهذه العناوين ومعها الأولويات المعيشية وفي طليعتها قضية النازحين السوريين ومستقبل التعاون مع الحكومة السورية، ستتصدّر الواجهة في الأسبوع المقبل مع اختتام احتفالات الانتصارات الانتخابية.
دفتر شروط سيحكم تسمية رئيس الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قد يحول دون التسمية السريعة، أو بقاء التكليف دون التأليف طويلاً، أو تأرجح مشروع حكومة الوحدة الوطنية على حبال الأحجام والبيان الوزاري.
حزب الله: جاهزون للحرب إنْ وقعت غداً
خيّم الهدوء على الجبهة الداخلية بعد اشتعال المحاور الانتخابية طيلة الأسبوع الماضي وما تخللها من أحداث أمنية تمّ تطويقها بجهود سياسية وأمنية، ليخطف الأضواء انفجار الجبهة بين سورية و”إسرائيل” في الجولان السوري المحتل، حيث ارتفع منسوب القلق من تمدد المواجهة بين الجيش السوري وجيش الاحتلال الى الجبهة الجنوبية بين “اسرائيل” والمقاومة.
غير أن مصادر عسكرية استبعدت انتقال شرارة الحرب الى الحدود مع فلسطين المحتلة، لكنها أشارت لـ “البناء” الى أن “المقاومة اتخذت أعلى درجات الاستنفار وهي على أتم الجهوزية لكافة الاحتمالات والسناريوات، فإذا جنحت الأمور الى الهدوء كان به وإذا تدحرجت باتجاه التصعيد فإن وحدات المقاومة اتخذت مواقع القتال على كافة محاور الجبهة، لكن في كل الاحوال تتصرّف قيادة المقاومة وتشكيلاتها العسكرية في الميدان على أن الحرب واقعة غداً”. وأوضحت المصادر بأن “التقييم الاستراتيجي يؤشر الى أن إسرائيل عاجزة عن اتخاذ قرار الحرب على لبنان في ظل معطى استراتيجي جديد تمثل باندلاع جبهة الجولان. وهذا ما كان يخشاه كيان الاحتلال منذ مدة طويلة وتعمل قيادته العسكرية للحؤول دونه من خلال شنّ ضربات على مواقع إيرانية لإبعادها عن حدودها وإخراجها من الاراضي السورية ومن خلال توسّل قيادته السياسية روسيا لمنع التمدد الإيراني في سورية ومنع طهران من الرد على العدوان الإسرائيلي على قواعدها في سورية”.
الاخبار: رسالة “المحور” وصلت
كتبت “الاخبار”: أظهرت الليلة الماضية “تفوّق” إسرائيل في التهديدات الكلامية. كلام عن إسقاط النظام في سوريا “إذا استُهدفنا”… “ستُضرب طهران، وسيدمر كل موقع عسكري إيراني يهدد إسرائيل في سوريا، مهما كان الثمن” قال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان.
في ساعة الحقيقة، ظهرت تل أبيب كطرف في معركة شبه متكافئة. تَقصف وتُقصف، ثم تأمل أن تنتهي جولة القتال.
عملياً، دشّنت “ليلة الصواريخ” أمس محور المقاومة كطرف مُبادر تجاه العدو. سُلَّم المواجهة تواصل صعوداً ليرسو على معادلة جديدة، أتى “الردّ” على ضربات “تي فور” كجزء منها ضمن “حساب مفتوح” في مواجهة تل أبيب. عادت بنا جولة القصف المتبادل إلى ليلة من ليالي الجنوب اللبناني في تموز 1993. وتحديداً إلى جولة من جولات حرب “الأيام السبعة” حين عمدت المقاومة إلى قصف المستوطنات الشمالية، مقابل قصف إسرائيلي مكثف ومركز. لم يتوقّف الرد حتى تثبيت معادلة النار بالنار.
منذ الضربة التي وجّهها الإسرائيليون إلى قوات إيرانية في مطار “تي فور”، وقف كيان العدو أمنياً وعسكرياً وسياسياً، مترقباً ومتأهباً ينتظر التحرك المقابل. ثم اتخذ الإسرائيليون قراراً بخلط الأوراق، وعمدوا إلى تحريك الجبهات بشكل يمنع الإيرانيين أو السوريين وحلفائهم، من الركون إلى الهدوء الإسرائيلي للتجهيز لعمل ضدها.
طوال الأيام الماضية، كان العدو يراقب عن كثب كل المنطقة، ابتداء من الشريط الحدودي وحتى الكسوة وجديدة عرطوز وقطنا في ريف دمشق، بشعاع يصل الى 40 كلم. بحسب مصادر عسكرية مطلعة، تحدثت إلى “الأخبار”، فإن “العدو كان يرصد بشكل مكثّف جداً المنطقة الجنوبية كلها، وتحديداً الريف الجنوبي لدمشق. استقدم منظومات رصد جديدة إلى مواقعه في الجولان المحتل، كما عمد إلى نصب منظومات دفاع جوي مختلفة على طول المنطقة الحدودية”. في السماء، كما في الجبال المواجهة وخصوصاً جبل الشيخ، كانت عيون العدو مفتوحة على أدق تفاصيل التحركات في الجبهة الجنوبية، وكانت الوسائل الإلكترونية فاعلة جداً للتنصت والتجسّس على المناطق القريبة من الحدود. “أي هدف كان يشعر الإسرائيلي بأنه يعدّ لشيء ما ضده، كان يستهدفه مباشرة بالقذائف المدفعية، أو بالغارات والصواريخ، كما حدث في الكسوة منذ يومين، ومدينة البعث العمالية قبيل الهجوم الصاروخي” تقول المصادر. كل التقارير التي وصلت إلى القيادة الإسرائيلية، كانت تشير إلى رد إيراني أو سوري متوقّع في أي لحظة، وهذا ما وضع العدو في حالة إرباك وتوتّر، جعلته يبادر إلى فعل أي شيء قد يمنع أو يعرقل إتمام أي عمل ضده.
النهار: أوسع قصف إسرائيلي لسوريا منذ حرب 1973
كتبت “النهار”: أثارت الغارات الاسرائيلية المكثفة على أهداف ايرانية مفترضة في سوريا والتي قدمت على انها رد على اطلاق غير مسبوق لصواريخ على الجولان المحتل، مخاوف من الانزلاق أكثر نحو مواجهة اقليمية.
وأعلنت إسرائيل أنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا تقريباً، بعدما قالت إن قوات إيرانية أطلقت صواريخ على أراض تحتلها وذلك للمرة الأولى في قصف متبادل هو الأوسع نطاقاً بين الخصمين.
وكان هذا أعنف قصف إسرائيلي في سوريا منذ حرب عام 1973، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً على مواقع سورية وإيرانية في سوريا، مضيفة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت نصف تلك الصواريخ ودمرتها.
وحصلت المواجهة بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني بتحريض من إسرائيل.
وصرح الناطق العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس بأن إسرائيل دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت من دون جدوى إسقاط طائرات إسرائيلية.
الديار: صواريخ سوريا ضربت المواقع الاسرائيلية في الجولان فهل سقط اتفاق الفصل؟ الحكومة المقبلة لن تتألف الا على اساس المقاومة والإنماء
كتبت “الديار”: بعد سبع سنوات من الحرب الداخلية بين الجيش العربي السوري واحزاب تكفيرية متشددة، وبعدما كان الجميع يعتقد ان سوريا انتهت ولم يعد لديها القدرة على التحرك، انتقل الجيش العربي السوري من الدفاع الى الهجوم. وكانت اولى الاشارات ان تصدت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الاسرائيلية واصابت طائرة اف 15 هبطت اضطراريا. ثم بدأت منظومة اس 200 صواريخ سام 5 باستعمالها سوريا بعد تنظيفها وتركيبها من قبل سلاح الصواريخ السوري بالتنسيق مع مهندسين من روسيا، واستطاعوا تحضير 25 الف صاروخ ارض – جو ولو كان قديم العهد، لكنه قادر على الاصابة اذا تمت معرفة تشغيل راداره في لحظة اطلاق الصاروخ.
في هذا الوقت، كانت تجري الانتخابات في لبنان. ويبدو ان حزب الله شعر ان المقاومة بحاجة الى غطاء سياسي متكامل من خلال المجلس النيابي القادم، لذلك كانت اطلالات سماحة السيد حسن نصرالله كثيفة مما اعطت نتائجها في الانتخابات النيابية. وحصلت المقاومة على اكثرية داخل المجلس النيابي اذا جمعنا حلفاءها مع نواب حزب الله، فانها تشكل كتلة برلمانية كبيرة قادرة على فرض رأيها في المجلس النيابي، لان بيضة القبان هي التيار الوطني الحر الذي جمع 30 نائبا برئاسة الوزير جبران باسيل. وهنا لن يكون القرار بيد جبران باسيل، بل القرار سيكون بيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهو تحالف مع حزب الله بشكل واضح على الدفاع عن لبنان وعلى ان لبنان بحاجة الى سلاح المقاومة ما دام ان الدول لا تسلح الجيش اللبناني بالاسلحة التي يحتاج اليها.
من هنا اجواء تأليف الحكومة المقبلة سيكون اتجاه حكومة مقاومة وانماء في الوقت نفسه، مقاومة لان ما يجري في سوريا ومن حرب اسرائيلية – سورية ورد من سوريا على العدو الاسرائيلي، كذلك الدور الايراني في سوريا والدور الروسي في سوريا يعلم ان سوريا قادرة على رد الهجوم الاسرائيلي وضربه كما فعلت امس عندما لاول مرة منذ حرب 1973 وقرار مجلس الامن بفصل القوات الاسرائيلية السورية بعضها بعضاً، قام الجيش السوري باطلاق صواريخ عبر الراجمات الثقيلة على مواقع الجيش الاسرائيلي في الجولان وعلى المراكز العسكرية الاسرائيلية.
واذا كان كلام الاعلام قد ركز على ان راجمات قصفت فقط 20 صاروخا، فالحقيقة هي انه وفق تقرير الاندوف القوات الدولية في الجولان فانه جرى اطلاق 60 صاروخا ارض – ارض على المواقع الاسرائيلية وعلى البلدات في الجولان من ناحية بحيرة طبريا وغيرها، مما ادى الى خوف وهجرة اكثرية سكان البلدات في الجولان من المستوطنات، اضافة الى تفريغ مستوطنات اسرائيلية بالكامل وانزالها باتجاه تل ابيب، ولاول مرة يرسل الجيش الاسرائيلي منذ 1973 تعزيزات ضخمة الى جبهة الجولان. وحتى الان، المعركة هي على جبهة الجولان وسوريا، والرئيس بشار الاسد هو اول رئيس دولة عربية تقوم مدافعها وراجماتها بقصف العدو الاسرائيلي منذ حرب 1973 في الجولان وفي سهل الحولان في اسرائيل.
وقال وزير الدفاع ليبرمان انه بعد الضربة الصاروخية الكبيرة على كل المراكز العسكرية الاسرائيلية والمستوطنات والتي بلغ عدد صواريخها 63، فان اسرائيل اعدت خطة لضرب كل المراكز الايرانية في سوريا، وابلغت روسيا بذلك كي، لا يقع سوء فهم. واكدت اسرائيل انها لن تضرب مراكز روسية، بل ستركز على نقاط دقيقة وتابعة للقوات الايرانية. وبالفعل، شنت 28 طائرة غارات متواصلة على اهداف في سوريا قالت انها تابعة لايران، وفي الوقت نفسه قامت المدفعية السورية المضادة للطائرات والصواريخ بإسقاط أكثر من 50 بالمئة من الصواريخ التي ضربتها اسرائيل ارض – ارض ومن الطائرات باتجاه المواقع على الاراضي السورية.
والموقف من الان وصاعدا سيتصاعد وهي نقطة البداية، وقد انكسر حائط الزجاج ولم يعد باستطاعة احد ترميمه. والقرار الشجاع جدا الذي اخذه الرئيس بشار الاسد بضرب المستوطنات الاسرائيلية في الجولان والمواقع العسكرية الاسرائيلية، هو اخطر قرار يأخذه زعيم عربي منذ فترة طويلة.
وقبل الاسترسال في العمليات الحربية نعود لنتحدث عن الحكومة الجديدة ونتائج الانتخابات النيابية. واذا كان وزير الخارجية اللبنانية لم يستنكر قرار ترامب لالغاء توقيعه على الاتفاق النووي في حين ان بريطانيا وفرنسا استنكرا فان وزير خارجية لبنان لم يستنكر العدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية فإن الزمن في الحكومة المقبلة قد تغير ولن تكون الحكومة المقبلة الا حكومة مقاومة وانماء وجاهزة للدفاع عن لبنان، ورأس الحربة حزب الله. والعمل على الانماء والدفاع عن لبنان لا يعطل البناء الداخلي لان لبنان اساس البناء تم به سنة 1993 حتى 1998، وخلال ست سنوات كانت معظم المشاريع منفذة، وخرج الرئيس الراحل رفيق الحريري سنة 98 وعاد سنة 2000، وحصلت خلافات مع رئيس الجمهورية، وكان الجميع بانتظار انتخابات 2005، وراهن الحريري بحصوله على الاكثرية قبل استشهاده، ولكنه استشهد امام السان جورج دون تحقيق حلمه.
لا يمكن ان يأتي رئيس حكومة، في ظل الصراع الايراني – السعودي بهذا الشكل، الى رئاسة الحكومة. ورغم تقديرنا للرئيس الحريري، فلا يستطيع ان يتجاهل ضرب اسرائيل لدولة عربية هي سورية، ولا يستطيع تجاهل موقف ترامب من الغاء الاتفاق النووي مع ايران. فمثلا، السعودية ايدت الغاء الاتفاق مع ايران فيما اكثرية الدول العربية انتقدت قرار ترامب، حتى ان الرئيس الفرنسي قال انه قرار خاطئ جدا. فما هو موقف الرئيس الحريري هنا، هل يعلن ان ترامب على خطأ او يرحب مثل السعودية بالغاء الاتفاق، ام يبقى صامتا لا لون له احمر ام اصفر ام اخضر باتجاه القرار الاميركي نحو ايران؟
الرئيس الحريري عاد الى الحضن السعودي وكان ذلك واضحا من خلال دعمه في الانتخابات النيابية في لبنان. واكبر دليل هو ان المفتي دريان حضر احتفالات الحريري الشعبية، ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار حضر كل احتفالات الرئيس الحريري، بينما قاطعت دار الفتوى والمفتين في المناطق الاحتفالات السياسية لكل الاحزاب السنية في الدرجة الاولى. ورغم ان مهرجان الرئيس ميقاتي حضر اكثر من 120 شيخا وايدوه كل مشايخ طرابلس حيث لم يبق الا 5 مشايخ مع المفتي مالك الشعار، الا ان السعودية اعادت الاعتبار للحريري، فهل يستطيع اخذ موقف مغاير للموقف السعودي؟
اللواء: “أقوياء الطوائف” يناورون على حافة التسوية المأزومة الإتحاد الأوروبي ينفي الإشادة بالإنتخابات.. وقلق لبناني من المواجهة الصاروخية بين طهران وتل أبيب
كتبت “اللواء”: وسط تدوير “الزوايا الاقليمية” للمواجهة الاسرائيلية – الإيرانية على الأرض السورية، وشظاياها التي تصيب الحدود اللبنانية جنوباً، وفي الأجواء أيضاً عبر تحليق الطيران الحربي والمروحي ليل نهار، من الجنوب إلى الشمال والبقاع، بهدف تجنّب الذهاب إلى “مواجهة واسعة ومفتوحة” وعلى وقع حالة من الترقب في الأوساط السياسية والاقتصادية من ضغوطات مالية واقتصادية جديدة، تمضي لوائح السلطة، في ربط جمهورها به عبر تنظيم احتفالات، فاليوم عند السادسة مساءً يقيم تيّار المستقبل احتفال النصر في بيت الوسط بدعوة من الرئيس سعد الحريري، وغداً عند السادسة مساءً، يقيم تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر “مهرجان الانتصار” في الفوروم دي بيروت، بدل القصر الجمهوري، لاعتبارات تتعلق بموقع الرئاسة الأولى.
المستقبل: إسرائيل تدّك “الخطوط الحمر” وإيران تهدّئ
كتبت “المستقبل”: أعلنت إسرائيل أنها شنت “هجوماً واسعاً جداً ضد أهداف إيرانية في سوريا” محتفية بأنها دكت بغاراتها فجر أمس “الخطوط الحمر”، وذلك بعد ساعات من لقاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، وكأن لديها ضوءاً أخضر من موسكو، اللاعب الأقوى على الخارطة السورية، التي قامت بدور المراقب الذي أحصى عدد الطائرات المُغيرة والصواريخ التي أطلقتها ثم دعا إلى “ضبط النفس”.
وإذ أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لا تريد توترات جديدة في المنطقة، خرج نتنياهو ليُعلن في شريط فيديو على موقع تويتر أن “إيران تجاوزت خطاً أحمر وردنا كان متناسباً”، مضيفاً أن “جيش الدفاع شن هجوماً واسعاً جداً ضد أهداف إيرانية في سوريا”، وأنه “لم يسقط أي صاروخ داخل الأراضي الإسرائيلية”.
الجمهورية: دعوات دولية لضبط النفس.. وإنتخاب بري في 22 الجاري
كتبت “الجمهورية”: خطف الوضع الإقليمي وهجَ الاستحقاق الانتخابي، ونَغّص فرحة الفائزين، وأغرق البلدَ كلّه بسحابة كثيفة من علامات الاستفهام حول مستقبل المنطقة، ومن ضمنها لبنان. وإذا كانت عملياتُ القصف المتبادَل الذي طاولَ في الساعات الماضية اهدافاً إسرائيلية في الجولان، واهدافاً سورية وإيرانية داخل الاراضي السورية، قد جرى حصرها – ربما موقتاً- ضمن حدود المناطق المستهدَفة في الجانبين، من دون توسيعها الى ما هو أبعد منها، فإنّ هذا التطوّر العسكري يعكس مناخاً خطيراً يبدو وكأنه يتدحرج في اتّجاه حرب مدمرة وشيكة، بدأ العدّ العكسي لإشعال فتيلها بشكل خطير، وهو الأمر الذي شغل العالم بأسره وحرّك الديبلوماسية الدولية، وتحديداً موسكو، في اتّجاه محاولاتِ احتواء التصعيد، والتحذير من الآثار المدمّرة التي تخلّفها الحرب على كل الأطراف، وبالتالي على منطقة الشرق الأوسط بأسرها والعالم.
ما بين القصف الذي طاول مواقع إسرائيلية في الجولان، والقصف الاسرائيلي على اهداف سورية وايرانية داخل سوريا، “صواريخُ طائشة” طاولت بعض المناطق اللبنانية الحدودية في الجنوب والبقاع. علماً أنّ هذا الوضع أرخى جوّاً من القلق في الجانب اللبناني واستنفاراً على طول الحدود جرى الحديثُ خلالَه عن جهوزيّةٍ لـ”حزب الله” على امتداد الخط الجنوبي، بالتوازي مع حركة ديبلوماسية غربية ناشطة علمت “الجمهورية” أنّ لبنان تبلّغ خلالها تأكيداتٍ من مصادر ديبلوماسية غربية قريبة من إسرائيل، بأنّ تل أبيب غيرُ راغبة في التصعيد على الحدود الجنوبية، وأنها غيرُ معنيّة بالرد في لبنان طالما أنّ المواجهات محصورة على الجبهة السورية.
وكشفت الرسالة الديبلوماسية هذه عن اتّصالاتٍ كثيفة، في الداخل والخارج، القصدُ منها إبقاءُ لبنان محيّداً عمّا يجري من تصعيد في المنطقة. وأملت أن تشهد الايام المقبلة سحباً لفتيل الانفجار”.
وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ”الجمهورية”: “ليس مستبعَداً أن يدرس لبنان تقديمَ شكوى الى مجلس الأمن حول انتهاك سيادة أجوائه، وذلك ربطاً بالصواريخ التي أصابت بعض المناطق اللبنانية.
وفي السياق العسكري، كان اللافتُ للانتباه نأي إيران بنفسها عن قصف مواقع إسرائيلية في الجولان، وهي من المرات الأولى التي تُستهدَف فيها هذه المواقع التي تُعتبر حسّاسة بالميزان العسكري الإسرائيلي وكذلك عدم رفع اسرائيل للوتيرة الحربية، بل الردّ المحدود، من دون أن تلجأ الى إجراءاتٍ أو تعليماتٍ احترازية في جبهتها الداخلية، وهو الامر الذي بدا وكأنها غيرُ راغبة بالذهاب الى تصعيد أكبر. طبعاً هذا لا يعني النوم على حرير، وتجاهُل ما قد يختنزه العقل الاسرائيلي السياسي والعسكري من مفاجآت عدوانية تجاه المنطقة.