الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

 

ربما شكك كثير من المراقبين والمحللين في مدى جدية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعزمه للانسحاب من اتفاق النووي الإيراني، لكن ترامب أعلن انسحاب بلاده من هذه الصفقة، فما هي النتائج المتوقعة لهذه الخطوة؟.

في هذا الإطار تساءلت معظم الصحف الأميركية عن ما قد يسفر عنه هذا الانسحاب من الاتفاق الذي تم إبرامه بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، حيث تشير نيويورك تايمز إلى أن ترامب يرى أن بإمكانه التوصل إلى اتفاق أفضل لا يسيطر من خلاله على برنامج إيران الصاروخي فحسب بل وعلى نفوذها الإقليمي.

لكن الصحيفة تقول في افتتاحيتها إن ترامب سبق صرح بشيء أفضل عندما أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، لكنه هو نفسه الوعد الفارغ الذي قطعه عندما صرح بأنه سيقدم خططا أفضل لسلام الشرق الأوسط.

وتضيف أن ترامب أظهر مرارا وتكرارا مهارته في تدمير الاتفاقيات، وأنه يفتقر تماما إلى عمق السياسة أو الرؤية الإستراتيجية والصبر لإنشاء صفقات جديدة.

من جانبها حذرت واشنطن بوست إزاء عواقب هذه الخطوة التي اتخذها ترامب، وقالت إنها قد تدفع تجاه الحرب بشكل أكبر، وإنها منحت النظام الإيراني بعض الفرص “المؤسفة“.

وتصف الصحيفة قرار ترامب بالمتهور لكونه يأتي في ظل عدم وجود إستراتيجية واضحة لاستبدال الصفقة، وتقول إن إلغاء الاتفاق يسبب صدعا في العلاقات بين الولايات المتحدة وشركائها ممثلين في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا الذين كانوا شركاء فيه إلى جانب روسيا والصين.

وفي السياق ذاته نشرت ذي إغزمنر مقالا للكاتب فيليب كلين قال فيه إن اتفاق النووي الإيراني كان مكتوبا على الماء وإن ترامب قام بإغراقه، وذلك في وقت تعاني فيه إيران جراء معدلات بطالة عالية وتضخم وأزمة اقتصادية مما يجعل الحياة أكثر صعوبة على الملالي الحاكمين.

وعلى صعيد متصل، تقول واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن خطوة ترامب بهذا السياق من شأنها أن تغرق علاقات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين في حالة من عدم اليقين، مضيفة أن تصرفات ترامب قد تتسبب في زيادة التوتر مع روسيا والصين وتعرض المحادثات المتوقعة مع كوريا الشمالية للخطر.

وأشارت واشنطن تايمز -في تقرير منفصل- إلى أن مسؤولا إيرانيا رفيعا هو علي شمخاني سبق أن حذر بأن بلاده لن تبقى مكتوفة اليدين إذا ما شرعت الولايات المتحدة بالمواجهة.

وأما ذي وول ستريت جورنال فقالت بافتتاحيتها إن التحدي الذي يواجهه ترامب الآن يتمثل في مدى قدرته على بناء إستراتيجية وتحالفات لإحتواء إيران، حتى تتقبل القيود الحاسمة التي رفض الرئيس السابق باراك أوباما فرضها عليها.

وتشير إلى أن إيران قد تحاول دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا للحفاظ على تدفق اليورو إلى طهران.

لكنها تستدرك بأن لدى الولايات المتحدة نفوذها، للدرجة التي قد تخير الشركات الأوروبية بين التعامل مع واشنطن أو طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى