وجهة الجيش السوري المقبلة 1: حميدي العبدالله

معركة تحرير الحجر الأسود في أيامها، بل ساعاتها الأخيرة. وترحيل الإرهابيين من شمال حمص وجنوب حماة على وشك الانتهاء، ولم تتبقّ مناطق خارج سيطرة الدولة السورية سوى ثلاث مناطق، الأولى تقع في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي الغربي، والثانية في المنطقة الجنوبية، لا سيما في محافظة درعا، والثالثة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الأميركي في محافظة الرقة، وفي أرياف محافظتي دير الزور والحسكة .

السؤال المطروح الآن: ما هي وجهة الجيش السوري القادمة، بعد أن استكمل تحرير الجيوب التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين في دمشق وريفها، وفي ريفي حمص وحماة؟

لا شك أنّ لكلّ منطقة من المناطق الثلاث التي لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية حسابات خاصة بها، وسيكون اختيار منطقة من هذه المناطق لتكون في البداية هي وجهة الجيش السوري خاضعاً لهذه الحسابات، وبناء على تقدير عام للموقف ولحسابات كلّ منطقة من هذه المناطق، تتحدّد الأولوية بما يخدم المعارك اللاحقة في المناطق الأخرى. ومما لا شك فيه أنّ هذه الحسابات هي ملك القيادة العامة للجيش السوري، وليس ملك أيّ جهة أخرى، وهي صاحبة القرار في تحديد الوجهة التالية لتكون أولوية الجيش في معاركه المقبلة لاستكمال تحرير ما تبقى من أرض سورية لا تزال خارجة عن سلطة الدولة السورية.

لكن بكلّ تأكيد لكلّ منطقة من هذه المناطق الثلاث حسابات خاصة، وقد تتساوى الأهمية في ما بينها، وسيكون الاختيار لتحديد منطقة من بينها لتكون لها الأولوية أمراً حساساً ودقيقاً للغاية وله تأثير كبير على المعارك اللاحقة لاستعادة سيطرة الدولة على المنطقتين الأخريين.

معركة تحرير المنطقة الجنوبية أسهل من الوجهة العسكرية على الجيش السوري، ولكن لها حسابات سياسية مختلفة تتعلق بالوضع مع الأردن والكيان الصهيوني. معركة تحرير إدلب سهلة في بعض مراحلها، كما أظهرت معركة تحرير الريف الجنوبي الشرقي من المحافظة، ولكن لها حسابات خاصة عندما يقترب الحسم من الحدود التركية.

أما تحرير المنطقة التي تخضع للاحتلال الأميركي فدونها المواجهة الكبرى مع الدول التي كانت وراء الحرب على سورية، وبالتالي لها حسابات خاصة.

لكلّ ما تقدّم فإنه قد يمرّ بعض الوقت لتقرّر القيادة العامة وجهة عملياتها المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى