شؤون دولية

واشنطن بوست: هل تحارب أمريكا في افغانستان إلى الأبد؟

جابرييل دي كوندي” البالغ من العمر 22 عاماً، كان طفلاً وقت عزو بلاده أفغانستان عام 2001، ولكنه أصبح هذا الأسبوع أحدث ضحية للأمريكيين في الحرب الدائرة هناك .

ووفقًا لمسؤولين في البنتاجون ، أصيب كوندي بنيران العدو أثناء مشاركته في مهمة لمكافحة الإرهاب في منطقة شرق كابول، مما يجعله ثاني أمريكي يقتل في أفغانستان هذا العام، حيث قتل أكثر من 2400 جندي خلال الحرب، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سلطت فيه الضوء على عجز الولايات المتحدة عن الخروج من أفغانستان وكأن حروبها هناك سوف تظل إلى الأبد، رغم مرور سبع سنوات على قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، والدماء التي انسكبت ، والأموال التي انفقت والقنابل التي سقطت .

وكان انعدام الأمن في أفغانستان ، وعجز القادة السياسيين للبلاد وداعميهم الدوليين عن التوسط في سلام دائم ظهر بقوة خلال الأيام العشرة الماضية، وراح كوندي ضحية تفجيران مزدوجان في كابول أسفرا عن مقتل 31 شخصًا بينهم 10 صحفيين، وقبل أسبوع ، قام شخص بتفجير عبوات ناسفة خارج مركز لتسجيل الناخبين في المدينة، مما أسفر عن مقتل 57 شخصاً على الأقل وإثارة القلق بشأن جدوى الانتخابات المقبلة، التي تأتي بعد عام من تضاعف الهجمات الانتحارية والطائفية ثلاث مرات في أفغانستان.

وأوضحت الصحيفة، رغم أن الرئيس دونالد ترامب يستاء من استنزاف القوى البشرية والموارد في حرب أفغانستان، فإن إدارته دفعت بأكثر من 15000 جندي في محاولة لمساعدة الحكومة الأفغانية المتعثرة، ولكن لا يوجد ما يشير إلى إحراز تقدم يذكر أو إمكانية الخروج من المستنقع الأفغاني.

وأظهر تقرير جديد للبنتاغون أن صفوف القوات العسكرية والشرطة الأفغانية، والتي تدربها الولايات المتحدة وتدعمها تتضاءل، كما أن مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية تهدر بشكل كبير، بجانب الفساد المنتشرة على نطاق واسع في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن “مايكل كوغيلمان”، الباحث في مركز وودرو ويلسون الدولي بواشنطن قوله: ” إن المتفائلين فقط يمكن أن يشيروا إلى أن الخطة الجديدة تسير على ما يرام.. لكن هناك القليل من المؤشرات على أن مهمة التدريب والقتال في ساحة المعركة ينجح بشكل كبير ، وما دامت طالبان تعتقد أنها ستفوز ، فمن غير المرجح أن توافق على محادثات السلام.

وأوضحت الصحيفة، أن هذا استنتاج مؤسف في أفضل الأوقات، وتحت حكم الرئيس ترامب ، الذي أبدى القليل من الاهتمام بالدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في البلاد، يبدو الأمر أسوأ، ويقول محللون يجب ممارسة المزيد من الضغوط على القوى الإقليمية مثل باكستان.

وقال “ستيف كولي” مؤرخ مخضرم في حروب جنوب آسيا : هذا هو المسار الأكثر عقلانية.. لأنه يجب على الرئيس ترامب العمل بشكل وثيق مع الحلفاء، وإعطاء الأولوية للدبلوماسية، والذكاء المخابراتي“.

لكن ترامب ومعاونيه يميلون للعكس، لقد دافع عن القوة الأمريكية الصارمة وقدرته على شن ضربات صاروخية عقابية على أهداف العدو ، سواء أكانت معارك مسلحة في أفغانستان أو مطارات النظام السوري.

وأطلقت قوات التحالف حملة “جوية لا هوادة” فيها ضد داعش، وسحقت مدينة الموصل العراقية والرقة السورية، وبعد عدة أشهر، لا يزال المتطوعون ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض، وبينما تشير جماعات حقوق الإنسان إلى عدد غير محدود من القتلى المدنيين الذين قد يصل عددهم للمئات وربما الآلاف، ورغم أن الإدارة أعلنت نهاية العمليات القتالية الرئيسية في العراق (مرة أخرى) ، إلا أن معركة الفوز بالسلام قد تكون المعركة الأكثر صرامة، لكن في أفغانستان الأمور مختلفة، وحتى الآن تعجز واشنطن عن إيجاد الطريق للخروج من هذا المستنقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى