من الصحف الاميركية
نقلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن مسؤولين في البيت الأبيض ومصدر مطلع على المناقشات الداخلية للإدارة الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر تقريبا الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 بحلول 12 أيار/مايو، لكن لم يتضح بعد ما الذي سيفعله على وجه التحديد .
وقال المصدر إن هناك احتمالا لأن يختار ترامب بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق الدولي، الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وذلك من أجل “الحفاظ على التحالف” مع فرنسا وحفظ ماء وجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي التقى بترامب الأسبوع الماضي، وحثه على عدم الانسحاب من الاتفاق، وقال دبلوماسيون إنه إذا قرر ترامب عدم تمديد رفع العقوبات عن إيران فسوف يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق، وقد يثير رد فعل عنيفا من قبل إيران التي قد تستأنف برنامجها النووي أو “تعاقب” حلفاء أميركا في سورية والعراق واليمن ولبنان.
وقال مسؤول البيت الأبيض إن ترامب “يتجه على الأرجح إلى الانسحاب من الاتفاق، لكنه لم يتخذ القرار بعد”، وإنه “يبدو أنه جاهز لعمل ذلك، ولكن إلى أن يتم اتخاذ قرار من جانب هذا الرئيس فالأمر ليس نهائيا“، وقال مسؤول ثان بالبيت الأبيض إن كبار المساعدين لا يسعون بقوة للحديث عن انسحاب ترامب من الاتفاق لأنه يبدو أنه عاقد العزم على ذلك.
من ناحية اخرى ابرزت الصحف أعلان رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني الذي انضم حديثا إلى الفريق القانوني للرئيس دونالد ترامب أن الاخير سدّد لمحاميه الشخصي مايكل كوهين على دفعات مبلغ الـ130 ألف دولار الذي دفعه كوهين للممثلة الإباحية، ستورمي دانيالز، مقابل التزامها الصمت بشأن علاقة جنسية تزعم حصولها بينها وبين الملياردير، ويمثّل تصريح جولياني هذا تناقضا مع ما دأب ترامب على قوله بشأن هذه القضية. فالرئيس الذي ينفي إقامة أي علاقة بالممثلة الإباحية، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، نفى في البداية أي علم له بالأموال التي دفعها كوهين لها، ثم عاد وأكد الأسبوع الماضي أن محاميه أبرم صفقة معها بالنيابة عنه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقل شيئا مهما أو جديدا حول البرنامج النووي الإيراني، ولم يقدم دليلا واحدا على خرق إيران الاتفاق النووي، ونتائج حديثه ستزيد التوترات بالمنطقة واحتمالات الحرب.
ورد ذلك بافتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز وتقرير لمجلة ذا أتلانتيك حول خطاب نتنياهو عن النووي الإيراني، ووصفت الأولى حديثه بأنه هراء وقالت الثانية إن نتنياهو لم يقل إن الاتفاق النووي ليس مفيدا.
وقالت نيويورك تايمز إن نتنياهو لم يقدم جديدا ضد إيران خلال عرضه آلاف الوثائق المتعلقة بنشاطها النووي التي “سرقها” الموساد، ويبدو أنه أراد تحقيق ثلاثة أهداف بخطابه ذاك:
– تعزيز صورة إيران المخادعة من أجل مساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والضغط على الكونغرس للتخلي عن الاتفاق النووي مع طهران.
– بعث رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل قادرة على اختراق أعمق أسرارها.
– التباهي بإنجاز استخباراتي “فذ” للموساد.
وأضافت الصحيفة أن المخاطر التي تمثلها إيران على المنطقة تدفع للتمسك بالاتفاق النووي المبرم معها، والبديل له هو زعزعة المنطقة المضطربة أصلا وربما الحرب التي ظهرت نذرها بالهجوم الإسرائيلي الأحد الماضي على سوريا وقتلها 16 إيرانيا على الأقل هناك.
واختتمت افتتاحيتها قائلة إن الانسحاب من الاتفاق النووي يطلق يد إيران لاستئناف نشاطها النووي، ويدفع الدول الأخرى لبدء برامج نووية خاصة بها ووصفت ذلك بالبديل الأسوأ.
أما مجلة أتلانتيك فقالت إن ما لم يقله نتنياهو عن النووي الإيراني أهم مما ذكر:
– لم يقل إن إيران خرقت الاتفاق النووي وإن الاتفاق غير مفيد.
– لم يقل صراحة إنها تعمل على إنتاج قنبلة.
وبشأن ما ذكره -ووصفته أتلانتيك بأنه أقل أهمية- فإن إيران كذبت على المجتمع الدولي حول برنامجها النووي، وإنها وحتى بعد الاتفاق النووي استمرت في الاحتفاظ بمعرفتها النووية وتطويرها للاستخدام مستقبلا، وهذا من قبيل ما يعرفه كل الناس.