الخيارات في يوم الانتخاب
غالب قنديل
تجربة لبنان في السنوات الأخيرة أفرزت دروسا ينبغي ان تكون حاضرة في أذهان المواطنين عند الاختيار والاقتراع يوم الأحد المقبل ودروس هذه التجربة تقدم المعيار الوطني الواضح لقياس المواقف والمشاريع.
التهديد الصهيوني مستمر وهو تهديد مدمر جربه لبنان من زمن بعيد ومنذ اغتصاب فلسطين وجرب لبنان كيفية ردع الخطر الصهيوني المستمر بالمقاومة التي حررت الأرض ووفرت بقدراتها إمكانات الدفاع عن الوطن والمطلوب اليوم لاستكمال مقومات الدفاع والحصانة الدفاعية هو الارتقاء بقدرات الجيش اللبناني لتعزيز دوره في معادلات القوة وهذا يتطلب تحريره من أسر السياسة التقليدية للسلطة اللبنانية التي جعلت تسليح الجيش وتدريبه رهينة عند الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أي عند الدول الغربية الحليفة للعدو الصهيوني التي تمنع على الجيش وضباطه وجنوده امتلاك السلاح او الخبرات الرادعة للعدو.
إيران وسورية الدولتان الداعمتان للمقاومة ساعدتا على نموها وتطور إمكاناتها منذ انطلاقها ولا تزالان في صلب الشراكة مع حزب الله التي وطدتها وطورتها المجابهة مع العصابات التكفيرية الإرهابية خلال السنوات السبع الماضية والسلطة السياسية اللبنانية خاضعة لضغوط غربية وخليجية تمنع تطوير العلاقات مع سورية وإيران ومع حليفهما الروسي الذي بات شريكا في توازنات المنطقة ويمكن للشراكة مع روسيا في التعاون الدفاعي توفير إمكانات وفرص جديدة لتعزيز قوة الجيش اللبناني تحجبها دول الغرب وتمنعها.
عندما ندعو لانتخاب المرشحين المنتمين إلى المقاومة والملتزمين بها بمصداقية التجربة الفعلية إنما ندعو إلى تأكيد الناخبين لانحيازهم الواضح إلى خيار الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية ولتحرير القرار اللبناني من جميع أشكال الوصاية.
التجربة تقول ومنذ العام 1992 ان النهج الاقتصادي والمالي الذي حكم البلد كان نهجا مدمرا قام على الخصخصة والتقاسم الطائفي وهنا الجذر السياسي للفساد الذي هو نهج في الحكم عممته الحريرية وشركاؤها في الارتهان لحلف الغرب والخليج والذين شاركوها في السنوات الأخيرة في تبني ودعم العدوان الصهيوني في تموز 2006 وهم من شاركوها في استحضار عصابات الإرهاب التكفيري وفي العدوان على سورية تحت يافطة الثورة المتأمركة المسعودة الكاذبة التي انكشف جذرها الصهيوني للعميان بوصفها فصلا من خطة تدمير القدرة السورية المركزية في محور المقاومة بسبب الدور السوري الرئيسي في هزائم الكيان الصهيوني امام المقاومة.
في الانتخابات اختيار لنهج سياسي اقتصادي ولخطة دفاعية ولكيفية معينة في التعامل مع التحديات والأخطار وفي قلب ذلك الاختيار توجهات تقترب او تبتعد من فكرة الوحدة الوطنية والسعي لتطوير الحياة الوطنية بالحد من طائفية النظام السياسي.
المسألة المركزية هي الاستقلال والسيادة الوطنية لأن الهيمنة الاستعمارية والوصاية الغربية الخليجية هي القيد الذي يكبل قدرات الدولة ودورها في الدفاع عن الوطن وهي نفسها الصيغة الآسرة للاقتصاد الوطني والمانعة لتنمية حقيقية ترتبط بالعدالة الاجتماعية واليوم يتم الربط العضوي الوثيق بين الشروط السياسية التي تنتهك السيادة وبين المزيد من المديونية والهيمنة على القرار الاقتصادي والمالي وحيث يشكل تطويق المقاومة وحصارها هدفا رئيسيا تحمله العقوبات الأميركية والغربية والخليجية المفروضة على لبنان.
التصويت للوائح المقاومة وتفضيل المرشحين الملتزمين الأشد شجاعة وجراة في تبني المقاومة وفي التصدي لأعدائها والمتربصين بها في جميع الدوائر هو تصويت لمستقبل أفضل وكل خيار آخر يضيف رصيدا لمزيد من التعفن والخراب والاستباحة وفتح لأبواب التهديد والدمار في جميع المجالات.