من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم تحليلات صحيفة نيويورك تايمز أن عملية اغتيال العالم والأكاديمي الفلسطيني، فادي البطش (35 عامًا)، بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، كان جزءا من عملية واسعة النطاق للموساد الإسرائيلي، تهدف إلى القضاء على ما اعتبرته “عقول حماس في الخارج” ، في إشارة إلى العلماء والمهندسين الفلسطينيين المختصين في الخارج، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين في أجهزة استخباراتية في منطقة الشرق الأوسط أن عملية اغتيال العالم الفلسطيني في الـ21 من نيسان/ أبريل الجاري، جاءت بأمر مباشر من رئيس الموساد، يوسي كوهين، وأن عملية الاغتيال كانت جزءا من عملية واسعة النطاق أجراها الموساد للقضاء على “مشروع حماس في الخارج“.
من ناحية اخرى لفتت الصحف الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عبّر عن ترحيبه بعزم رومانيا نقل سفارتها لدى إسرائيل لمدينة القدس المحتلة وهي الخطوة التي يعارضها الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، فيما نفى بيان صادر عن الحكومة التشيكية اعتزامها نقل سفارتها إلى القدس، وأكد اكتفائها بتسمية قنصل جديد بالمدينة المحتلة، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، بالتزامن مع زيارة رئيسة وزراء رومانيا الاشتراكية الديموقراطية، فيكتوريا دانسيلا لإسرائيل.
اعتبر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، أن المنظومة الدفاعية الجوية “أس 300” لا تزال تقدم خدمات مضاعفة لروسيا، فهي، أولا، وسيلة عسكرية لحماية ممتلكات عسكرية روسية في سورية، وثانيا لكونها وسيلة فعالة في الحرب النفسية، بما يدفع بالمصالح الواسعة لروسيا.
وبحسبه، فإنه خلال المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران، فإن روسيا هددت بتزويد إيران بصواريخ “أس 300” لحماية منشآتها النووية. وفي نهاية المطاف قدمت منظومة الصواريخ لإيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015. والآن يصرح الروس بنيتهم تسليح قوات النظام السوري بأسلحة مماثلة.
ويضيف، أنه على أرض الواقع، فإن منظومة “اس 300” موجودة في شمال غربي سورية، إلى جانب المنظومة الأحدث “أس 400”. وقد نشرت في المنطقة في أعقاب إرسال طائرات سلاح الجو الروسي إلى قاعدة “حميميم”، قبل سنتين ونصف، ويتم تفعيلها من قبل الجيش الروسي.
واعتبر هرئيل أن ذلك بمثابة رسالة موجهة أولا إلى الولايات المتحدة، وليس لإسرائيل، مفادها أنه بعد الهجوم الأميركي على سورية فإن “روسيا هي التي تقرر ماذا سيحصل الآن في سورية، وإن روسيا تتوقع أن يلتزم الرئيس ترامب بتصريحاته المعلنة، والتوجه إلى الجنود الأميركيين القلائل الباقين في سورية“.
وأضاف أن الجدول الزمني لتنفيذ ذلك لا يزال غير واضح، فأولا من غير المعروف ما إذا كان روسيا تنوي تنفيذ ذلك في حال التزم ترامب بتصريحاته، وثانيا، لأن الحديث عن منظومة معقدة نسبيا، فإن ذلك يتطلب وقتا أطول لإعداد طواقم سورية لتفعيلها.
واعتبر أن ذلك بالنسبة لإسرائيل ليست أخبارا سارة. وكتب “صحيح أن سلاح الجو قد تدرب، مقابل منظومات روسية مضادة للطائرات تم بيعها لقبرص، وموجودة اليوم لدى اليونان، ولكن من الممكن التقدير بأن لدى إسرائيل وسائل وطرقا تتيح لها التحليق، في حال الضرورة، رغم وجود هذه المنظومة“.
وبحسبه فإن “السؤال الأساسي هو: ما هو مستوى المخاطرة الذي يفرضه تواجد صواريخ أس 300 في سورية على سلاح الجو الإسرائيلي في العمليات اليومية، مع الأخذ بالحسبان التقارير التي تتحدث عن هجمات إسرائيلية متواترة هناك. ويضيف أن ذلك تحد يستوجب استعدادا آخر، خاصة وأن سورية تلمح منذ مدة أن أيام ضبط النفس مقابل الهجمات الإسرائيلية قد انتهت.
إلى ذلك، ورغم التهديدات الإيرانية المتواترة، والتصريحات التي لا تتوقف من الجانب الإسرائيلي، فإن الرد الإيراني لم ينفذ بعد على الهجوم المنسوب لإسرائيل في قاعدة “T4”.
وتدعي التقديرات الاستخبارية أن إيران تبحث عن رد يوضح أنها لن تمر مرور الكرام على مقتل 7 من عناصر حرس الثورة في القاعدة العسكرية، ولكن لا يقودها إلى مواجهة عسكرية مباشرة ومكثفة مع إسرائيل تكون فيه بظروف ليست بصالحها، حيث أن انتشار القوات الإيرانية في سورية، الآن، على نطاق ضيق ومكشوف نسبيا للاستهداف الإسرائيلي، كما أن شركاء إيران، النظام نفسه وحزب الله، ليسا معنيين بفتح مواجهة تعرض النظام للخطر.
ويخلص إلى أنه رغم استدعاء ممثلين إسرائيليين وإيرانيين إلى سوتشي في روسيا، فمن المشكوك فيه أن تكون موسكو قادرة على لعب دور وسيط حقيقي بين الطرفين، وبدون هذه الوساطة وبدون تسوية معقولة بين المصالح المتناقضة، فإن تمركز إيران في سورية مقابل تصميم إسرائيلي معلن على عرقلة ذلك بكل الوسائل، يعني أن سيناريو عمليات الرد الإيراني لا يزال قائما.