بقلم ناصر قنديل

سورية مقبرة الذين سيلبّون نداء ترامب: ناصر قنديل

أن يقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزيد من التفاصيل لمشروع الانسحاب من سورية، بعدما أطلق الموقف بتغريدة شكّك الكثيرون في صدقيتها، وأعاد تأكيدها في تكذيب لكلام الرئيس الفرنسي المراهق إيمانويل ماكرون الذي ادّعى إقناع ترامب بالعدول عن القرار، ثم يشرح تفاصيل البدائل التي بشّر بها بكلامه عن حلفاء يتولّون المهمة، يمنح قرار الانسحاب صدقية ويجعله تعبيراً أدق من العدوان على سورية، في رسم مستقبل الدور الأميركي فيها .

يتوجّه ترامب للدول العربية لإرسال جيوشها للحلول مكان القوات الأميركية شرق سورية، وتكشف معلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن «مفاجأة من العيار الثقيل، تتمثل في طلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال مصر لقواتها إلى سورية «، مشيرةً إلى أنّ «مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس دونالد ترامب، جون بولتون تواصَلَ مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لاستطلاع مدى استعداد القاهرة للمشاركة في مبادرة لتشكيل قوة عربية مشتركة تعوّض الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من سورية». ومعلوم أنّ مصر التي تختلف عن دول الخليج بالحفاظ على علاقتها بالحكومة السورية تربط أيّ مشاركة عسكرية بتسوية سياسية سورية تستدعي إرسال مراقبين بقبول الحكومة والمعارضة في سورية، كما أنّ الأهمّ هو أنّ مصر تثير حفيظة تركيا بقوة وربما يتسبّب وجود قواتها على الحدود التركية وفي مناطق الأكراد إلى فتيل حرب لا تريدها واشنطن، ولذلك نقلت الصحيفة، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ «إدارة ترامب طالبت السعودية وقطر و الإمارات بضخّ مليارات الدولارات، وكذلك إرسال قوات عسكرية لاستعادة شمال سورية»، معتبرةً أنّ «نية مصر دعم هذه المبادرة ما زالت غير واضحة المعالم»، مضيفة أنّ «الجيش المصري ، أحد أكبر جيوش الشرق الأوسط ، يقاتل بالفعل فرع داعش في سيناء ويؤمّن الحدود الصحراوية الواسعة بين مصر و ليبيا الواقعة تحت سيطرة خليط من الميليشيات المسلحة». وقالت الصحيفة إنّ «مصر نادراً ما تنشر قوات مسلحة خارج حدود البلاد منذ حرب الخليج 1991، بالإضافة إلى أنّ الحكومة تؤكد أنها لا تنحاز إلى أيّ طرف في الأزمة السورية «.

التوجّه إلى دول الخليج طلباً للحضور العسكري أو لتمويل جلب مرتزقة يبدو هو التوجّه المعتمد، كما فصّلت صحيفة الغادريان البريطانية، التي حذّرت من فكرة إرسال قوات عربية إلى سورية لتحلّ محل القوات الأميركية بعد انسحابها من هناك، مؤكدة أنّ «مثل هذه الخطوة دونها عقبات كثيرة، وقد تؤدّي إلى تفاقم الصراع»، واصفة تلك الفكرة بأنها «غير قابلة للتطبيق»، وأضافت: «بالنسبة للسعودية و الإمارات ، فقد دخلتا حرباً وحشية في اليمن منذ عام 2015، وهما بالأصل ليست لديهما قوة بشرية كافية، فضلاً عن قلة مواردهما العسكرية»، لافتة الى أنّ السعودية والإمارات تعيشان اليوم صراعاً مع قطر، التي كان يمكن أن تكون قوة مساهمة في مثل هذا التشكيل المفترض، بينما تبدو مصر أقرب إلى النظام السوري من بقية شركائها في الخليج». وأوضحت أنه «سبق لوزارة الدفاع الأميركية أن رفضت طلباً، العام الماضي، حول إرسال قوات من المرتزقة إلى أفغانستان ، لكن فكرة إرسال قوات إلى سورية بدت أكثر جاذبية مع وجود شخص مثل جون بولتون ، مستشار الأمن القومي الأميركي ، الذي يرى أنّ الولايات المتحدة تحمّلت العبء العسكري في سورية، وأنّ الدول العربية يجب أن تقدّم الجنود والمساعدة المالية في الحرب ضد تنظيم الدولة».

– الخيار الخليجي المالي أو العسكري يبدو جدياً على الطاولة، والرسالة التي تنتظر الخيارين يلخّصها مصدر متابع لجبهة شرق الفرات، أنّ سورية ستكون مقبرة الخيارين معاً وقد أعدّت العدّة لاستقبال لائق بالقادمين لعودة سريعة بالتوابيت، وربما يكون اختبار هذين الخيارين فرصة لسورية لإعلان نصرها على العداون الدولي الخليجي الإرهابي المثلّث مرة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى