العدوان الثلاثي عقَّدَ الحل السياسي؟: حميدي العبدالله

أعلن مندوب سورية الدائم في مجلس الأمن بشار الجعفري، تعليقاً على العدوان الثلاثي الذي شنّته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على سورية، أنّ دمشق لن تقبل مشاركة الدول الثلاث في الحلّ السياسي. من جهتها روسيا أعلنت على لسان أكثر من مسؤول، بما في ذلك الرئيس الروسي، أنّ هذا العدوان عقَّدَ الحلول السياسية للأزمة في سورية، وأكد مسؤولون إيرانيون في تعليقهم على العدوان على هذه المسألة، وقال السيد حسن نصر الله إنّ العدوان قوّض إمكانية البحث عن حلّ سياسي .

لا شكّ أنّ هذه التصريحات المتقاطعة للأطراف التي تشكل محور محاربة الإرهاب في سورية لا تشكل مجرد ردّ فعل آني وعاطفي أو فورة غضب. ذلك أنّ الحلّ السياسي بمشاركة الدول الثلاث التي شاركت في العدوان على سورية يواجه بالأساس عثرات كبيرة حالت دون وصوله إلى أيّ نتائج، وعلى الرغم من أنّ الكثيرين قد صرّحوا أن لا حلّ للوضع القائم في سورية إلا الحلّ السياسي، لكن الأوضاع في الميدان والمكاسب التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه، من تحرير حلب الشرقية والبادية السورية، ومحافظة دير الزور، بمدنها الكبرى الثلاث دير الزور الميادين – البوكمال مروراً بتحرير ما يوازي ثلث محافظة إدلب، وانتهاءً بتحرير الغوطة أكبر تجمع عسكري للمسلحين المدعومين من الدول التي خاضت الحرب على سورية وشنّت العدوان الثلاثي. أكدت أنّ الحسم العسكري هو الذي يتقدّم، ولم يعد هناك أيّ دور للحلّ السياسي، على الأقلّ في مسار جنيف، الذي تحوّل إلى مسار هامشي حتى قبل العدوان الثلاثي.

اليوم توازن القوى الميداني، لا يشكل قوة دفع لمصلحة مسار الحلّ السياسي الذي تدعمه دول العدوان الثلاثي، وجاء العدوان وما تركه من ردود فعل لدى محور مكافحة الإرهاب ليطلق ما يشبه رصاصة الرحمة على مسار جنيف.

مسار جنيف، أو الحلّ السياسي بمشاركة دول العدوان الثلاثي لم يعد قائماً على الإطلاق، إلا في حالة واحدة، إذا كان الحلّ هو صيغة لمساعدة الولايات المتحدة والدول التي ساندتها في العدوان على الانسحاب من الحرب على سورية، وتسليم المنطقة الشرقية والشمالية إلى الدولة السورية، وهذا احتمال لا زال ضعيفاً، على الأقلّ حتى هذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى