الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية  

الأخبار : تدخلات السلطة تهدد الانتخابات

كتبت “الأخبار “ : إنها الفوضى”. يصحّ هذا التوصيف للهستيريا التي تسود معظم المناطق اللبنانية، عشية الانتخابات النيابية. ‏تدخلات ورشىً وضغوط واستقدام مغتربين. استخدام فاجر للأجهزة الأمنية. الرئاسات والوزارات والإدارات ‏الأساسية تتحول إلى مكاتب انتخابية. إشكالات أمنية يومية. السؤال المطروح عن سرّ هذا التوتر وهل هو تعبير ‏عن تراجع شعبية هذا التيار أو ذاك، أم بسبب عدم قدرة على تمويل الانتخابات، وهل هناك من موّال أكبر؟

أرقام قياسية في الخروق الانتخابية، ولا من يسأل، ولا من يجيب. كل من يعترض لدى رئيس هيئة الإشراف على ‏الانتخابات نديم عبد الملك، يأتيه الجواب بأن الهيئة تفتقر إلى الصلاحيات، ولا يمكنها سوى أن توثّق، وبمقدور كل ‏معترض أن يطعن في النتيجة بعد الانتخابات، مستفيداً من هذا التوثيق!

نعم، هي دعوة بصريح العبارة من أحد القيّمين على الانتخابات إلى أن يزوّر من يريد أن يزوّر، وأن يخالف من ‏يريد أن يخالف. لا حسيب ولا رقيب. من عكار إلى بنت جبيل، مروراً بالعاصمة وطرابلس وجبل لبنان والبقاع، ‏مخالفات بالجملة والمفرق، لكن الأخطر منها هو الافتعال المنظَّم لإشكالات أمنية، وخصوصاً في العاصمة.

أرقام قياسية في الإشكالات تطرح أسئلة كبيرة ولا تجد لها مطرحاً في طيّات تقارير الهيئة الاستنسابية (عفواً ‏هيئة الإشراف على تزوير الانتخابات)، بدليل أن مشاهد حفلة الجنون الانتخابي المتمدّدة أفقياً من منطقة إلى ‏أخرى، والتي تتشارك فيها الرئاسات والوزارات وكل مكونات السلطة وأجهزتها الأمنية، لا تجِد من يوقِفها في ‏لحظة إقليمية دقيقة لا تحتمِل المغامرات أو أي تفريط بالأمن والاستقرار.

أقل من ثلاثة أسابيع تفصل البلد عن موعد إجراء الانتخابات النيابية في 6 أيار المُقبل. الممارسات “القمعية” ‏و”الزعرنات” تتصاعد يومياً بلا أية محاسبة. يتهم أحد المرشحين وزير الداخلية بأنه “أزعر” على الهواء ‏مباشرة. تضجّ مواقع التواصل بالصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية. عيّنة لا تستحقّ وقفة من أحد.

تُحجز طائرات ويجري التنافس بين الماكينات على تجنيد المندوبين وتوسيع الماكينات الانتخابية. التنافس ينتقل ‏إلى داخل اللائحة الواحدة. لا صورة رسمية واحدة تجمع “أبطال” لائحة كسروان وجبيل المدعومة من التيار ‏الحر، لعل رئيس الجمهورية ينجح في جولته المقررة غداً بجمعهم ضمن “كادر” واحد!

يُحرج فؤاد مخزومي منافسه سعد الحريري بحجز هواء تلفزيونه. يُجند ماكينة في العاصمة يمكنها أن تتولى ‏الانتخابات في كل لبنان. نموذج بيروت موجود في زحلة مع وفرة المتمولين هناك، وعلى رأسهم ميشال ضاهر. ‏الأمر نفسه يسري على نعمة أفرام في كسروان. لا يجنّد الأخير العاملين في مؤسساته وحسب، ولا يحجز مقاعد ‏وفنادق للآتين من الخارج بين الثالث والسابع من أيار، بل صار بمقدور كل من قصّر في تسديد فاتورة كهرباء أو ‏ماء أو قسط مدرسة أو قرض شخصي، أن يأتي إلى أحد مكاتبه الخدماتية متوسلاً، فيكون له ما يريده وعلى عينك ‏يا دولة.

ممارسات بالجملة تخفي في طيّاتها عمليات شراء ولاءات من خلال توظيف الأب أو الابن أو الابنة في الماكينة ‏لقاء بدلات تصل إلى ألفي دولار شهرياً بحسب عدد الأصوات التي يمون عليها كل مندوب. ظاهرة شراء المفاتيح ‏الانتخابية صارت ظاهرة “وطنية” بامتياز، ومعظمهم هؤلاء صاروا متعددي الولاءات. يقول أحدهم لأقرب ‏المقربين إنه يعمل اليوم في ماكينة فلان، لكنه في يوم الانتخابات سيكشف أوراقه لمصلحة خصمه الانتخابي!

يقول توفيق سلطان إنه لا في أيام المكتب الثاني، ولا في الزمن السوري، شهدنا ما نشهده في هذه الأيام. أجهزة ‏المخابرات والأمن مجندة في عاصمة الشمال وباقي الأقضية الشمالية لمصلحة تيار المستقبل والتيار الوطني ‏الحر. محافظ الشمال يقوم بجولات انتخابية، وعندما تصل الشكوى إلى وزارة الداخلية، يكون الجواب: لماذا لا ‏تثيرون القضية في مؤتمر صحافي بدل الشكوى الخطية؟ يريد أحمد الحريري تناول صحن فول أو لعب “فتة ‏ورق” في أحد مقاهي طرابلس، فتتجند الجيوش الجرارة له قطعاً للطرق وتأميناً للمواكب التي تبدأ ولا تنتهي. ‏يضيف سلطان: تقدمت بطلب تجديد رخصة مسدس حربي إلى وزارة الدفاع على جاري عادتي منذ ثلاثين سنة، ‏فكان الجواب أنني ارتكبت مخالفة في عام 1962، ولا يحق لي نيل رخصة مسدس!

التزوير علني ومكشوف، ونحن أمام استباحة كاملة، يقول توفيق سلطان، “والسبب شعور تيار المستقبل بأنه ‏خسر جزءاً من جمهوره. لم يكتفوا بمقدرات السلطة. قرروا الاستنجاد بأجهزة مخابرات عربية… وسيأتي اليوم ‏الذي نقول فيه كل الأشياء بمسمياتها الحقيقية“.

من يسترجِع أحداث شهرٍ مضى، يُمكن أن يجمَع ملفاً مُفصّلاً أشبه بنشرة أمنية ـــ سياسية، يستطيع الراصد لها أن ‏يلاحظ بسهولة أن الخطاب السياسي في فترة الانتخابات يطغى عليه التجريح والانحطاط، إذ تُجترح تعبيرات ذات ‏رنين انفعالي عالٍ من جهة، ومن جهة أخرى، لا تخلو من لغة التهديد والوعيد. يزيد الطين بلة الحجم الكبير ‏للاعتداءات على لوحات المرشحين الدعائية والمكاتب الانتخابية للوائح المتنافسة.

البناء : ترامب يفضح كذب ماكرون مؤكداً عزمه على الانسحاب من سورية… ولقاء بوتين بعثة تقصِّي الحقائق تبدأ غداً مهامها في دوما… و”إسرائيل” قلقة من عزم إيران الردّ جريصاتي وتبادل رسائل بين عون وبري… والكهرباء نحو دراسة العرض السوري

كتبت “البناء “: قبل أن تتحوّل صواريخ العدوان الأطلسي على سورية شيئاً من الماضي، ظهرت حميّة الدول المشاركة ‏في استهداف سورية بذريعة تأكّدها من استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي في الغوطة، ‏متجاهلة الدعوات لانتظار التحقيق، للتباكي على دور بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر ‏الأسلحة الكيميائية، التي صارت مهمتها بلا قيمة، طالما أنّ دول العدوان قد قامت بالتحقيق وأصدرت ‏النتائج والحكم وقامت بتنفيذه. وبكلّ وقاحة خرج وزراء وممثلو دول العدوان في منظمة حظر الأسلحة ‏الكيميائية يتّهمون روسيا بعرقلة عمل بعثة التحقيق، بعدما قضوا على مهمتها قبل أن تبدأ. الردّ الروسي ‏كان قاسياً وحاسماً أنّ التسهيلات الروسية والسورية للبعثة ستكون بلا حدود وأنّ عمل البعثة سيبدأ غداً ‏بعدما تمّ تأمين الإطار الأمني الملائم لعمل البعثة، وسيكون متاحاً للبعثة مقابلات الشهود وأخذ العيّنات ‏اللازمة لإصدار تقريرها بمدى صحة أو زيف الادّعاءات باستخدام سلاح كيميائي، والاطلاع على التجهيزات ‏والمواد الكيميائية التي كانت تمتلكها الجماعات المسلحة في الغوطة، بينما واصلت الشرطة العسكرية ‏الروسية وقوات حفظ النظام السورية انتشارها داخل مدن الغوطة وبلداتها.

في واشنطن، مع النتائج السلبية التي حصدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب من العمل العسكري الذي ‏تحوّل موضوع سخرية من الصحافة والسياسيين خصوصاً، تعليقاً على قول الرئيس ترامب إنّ المهمة قد ‏أنجزت بالكامل، حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغ عنوانه “المهمة نفّذت بالكامل” أرفقت ‏بتعابير لاذعة، مثل سقطت الصواريخ ولم تصل أهدافَها، أو زاد الرئيس السوري قوة، أو تفادينا إزعاج ‏الرئيس السوري، أو قمنا بتسليم سورية لإيران، كما فعلنا في العراق. خرج الرئيس ترامب في ردّ على ‏كلام للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيه إنه أقنع ترامب بالبقاء في سورية، وأصاب صورة ترامب ‏المهزوزة أصلاً، فقال ترامب إنه لم يغيّر قراره بالانسحاب في أسرع وقت ممكن، ما اضطر الرئيس الفرنسي ‏للتراجع وسحب كلامه، وفي وقت لاحق غرّد الرئيس الأميركي مجدّداً رغبته بلقاء الرئيس الروسي، مقابل ‏كلام للكرملين بأنّ اللقاء مع الرئيس الأميركي ليس على جدول الرئيس الروسي، وكلام لوزير الخارجية ‏الروسي سيرغي لافروف عن درجة السوء التي بلغتها العلاقات الأميركية الروسية.

لبنانياً، شكّل موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية، فرصة لتبادل الرسائل بين ‏رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أشاد بمواقف الرئيس عون، وكانت زيارة وزير ‏العدل سليم جريصاتي للرئيس بري، مناسبة لتبادل الرسائل والرأي حول الملفات المتداولة ولا سيما ما ‏لمّح إليه رئيس الجمهورية عن حلول قريبة للكهرباء، وسط معلومات عن تحضير وزير الطاقة سيزار أبي ‏خليل بتوجيه من رئيس الجمهورية بعرض دراسة عن إمكانية استجرار الكهرباء من سورية وعبرها، في ‏ضوء عروض سورية وإيرانية لنقل الكهرباء براً، وبأسعار وتسهيلات مالية بالدفع، مع وجود فرضية قيام لبنان ‏بتأمين الفيول اللازم لإنتاج كمية الكهرباء المطلوبة، وتسديد أجور الإنتاج فقط بأقساط ميسّرة. وفي حال ‏الحاجة لما يزيد عن قدرة سورية الإنتاجية فإنّ إيران سبق وعرضت قيامها بإيصال الكمية اللازمة عبر خط ‏ربط بالعراق فسورية بإيصال هذه الكمية اللازمة.

جريصاتي: بري ضمانة ضرورية للاستقرار

على ضفة التوتر الانتخابي المتصاعد بين التيار الوطني الحر وحركة أمل على خلفية خطاب وزير الخارجية ‏جبران باسيل في رميش أمس الأول، برزت زيارة وزير العدل سليم جريصاتي للمصيلح أمس، ولقائه رئيس ‏المجلس النيابي نبيه بري، حيث أوضح جريصاتي أن اللقاء حصل “بطلب مني”، وقال “الرئيس بري أشاد ‏بخطاب رئيس الجمهورية في القمة العربية واعتبره نوعياً يخرج عن المألوف“.

وقد عكست الزيارة الأجواء الإيجابية على خط بعبدا – عين التينة، رغم التوتر القائم على خط العين ‏الرابية، حيث أشار جريصاتي الى أنني “أطلعت دولته على بعض الامور السياسية في البلد، وهو طبعاً ‏على بيّنة منها، وتمت المصارحة في مواضيع كثيرة. وكالعادة وجدت في دولة رئيس مجلس النواب ‏الضمانة الضرورية اللازمة لاستقرار التسوية الكبرى في البلد التي ترتكز على الاستقرار السياسي ‏والأمني أولاً وعلى التفاهم العام، بالرغم من بعض التجاذبات الحاصلة في معركة الاستحقاق الانتخابي. ‏وكان اللقاء مميزاً كالعادة“.

وقالت مصادر بعبدا لـ “البناء” إن “الشراكة الوطنية تقتضي تواصل رئيس الجمهورية مع جميع القيادات ‏اللبنانية لا سيما الرئيس بري للتضامن والتنسيق لحل الملفات العالقة التي تعني المواطنين وشؤونهم ‏الحياتية، خصوصاً أزمة الكهرباء”. وكشفت مصادر عدة لـ “البناء” أن “جهوداً حثيثة تحصل لتأمين توافق ‏حكومي على ملف الكهرباء”، مشيرة الى أن “زيارة جريصاتي الى بري لها علاقة مباشرة بهذا الملف”، ‏مرجحة “إيجاد حلّ لأزمة الكهرباء في جلسة مجلس الوزراء المرجّحة يوم الأربعاء أو الخميس المقبل“.

ولفتت الى أن “جميع القوى السياسية أُبلغت بأن لبنان مقبل على أزمة كبيرة في الصيف المقبل، حيث ‏يزيد الطلب على الكهرباء لا سيما مع توافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب”. وتحدّثت المصادر أن “وزير ‏الطاقة سيزار أبي خليل سيطرح ثلاثة خيارات للحل للنقاش للتوافق على أحدها: الأول استجرار الطاقة ‏من سورية والثاني استقدام بواخر والثالث بناء معامل للإنتاج“.

الى ذلك كشف جريصاتي أن “ليس هناك مشاريع على النار تتعلق بالعفو العام، لكن في الوقت ‏المناسب وزارة العدل ستكون جاهزة لتضع مشروع عفو عام، وبالتالي عند توافر الإجماع السياسي ‏ستعرضه على مجلس الوزراء، ومن ثم يعرض على مجلس النواب لإقراره، وطبعاً نحن نرى أن ذلك يجب أن ‏يكون بعد الانتخابات النيابية“.

قاسم: لن نقبل بقواعد اشتباك جديدة في سورية

وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى أن “السعودية والإمارات تتدخلان في ‏الانتخابات وزيارة السفيرين إلى بعلبك دليل على ذلك”. وأشار إلى أن حزب الله “سيضع آلية لمكافحة ‏الفساد بصرف النظر عن الشخصيات المتورّطة في الفساد“.

وأشار إلى أننا “اتفقنا مع حركة أمل على التحالف معًا في كل الدوائر وذلك مفيد لنا وتركنا حرية ‏التحالفات لحلفائنا، لكن التحالف الانتخابي ليس له علاقة بالتحالف السياسي ومتفقون استراتيجياً مع ‏التيار الوطني الحر”. وأكد أن “الرئيس عون هو الرقم واحد بالنسبة إلينا والوزير باسيل منسجم معنا ‏ولدينا بعض الملاحظات على بعض مواقفه”. ولفت إلى أنه “من المبكر الحديث عن شخصية رئيس الوزراء ‏المقبل ونترك ذلك لما بعد الانتخابات النيابية“.

وفي الشأن الإقليمي لفت قاسم الى أن “العدوان الثلاثي على سورية لم يحقق أهدافه، لأنه لم يغيّر ‏شيئاً على الأرض”. وأكد أن القتل “الإسرائيلي” المتعمّد للإيرانيين في مطار “تي فور” سيكون له ردّ، ‏وتوقع رداً إيرانياً على الصهاينة في سورية “لكن لا نعرف شكله“.

الديار : سليماني بقي في دمشق خلال العدوان الثلاثي فارضا معادلتين : دمشق مقابل تل ابيب والجيش السوري مقابل “القواعد الاميركية”‏

كتبت “الديار “: على وقع اشتداد “الكباش” الاقليمي والدولي من “بوابة” الحرب في سوريا، ومع ‏تكشف المزيد من “كواليس” العدوان الثلاثي الاخير وما سبقه من غارات اسرائيلية ‏على مطار “تيفور” العسكري في ريف حمص، ترتفع حدة الحماوة الانتخابية في لبنان ‏مع اقتراب “اليوم الكبير” في السادس من ايار المقبل، لكن المفارقة خلال الايام القليلة ‏الماضية كانت في خروج بعض انصار تيار المستقبل عن “السيطرة” في بيروت ‏لمحاولة ترهيب مرشحي اللوائح الاخرى، فهل صحيح ان “بيروت” ستكون “ام ‏المعارك”؟ ولماذا هذا “القلق” المستقبلي”؟ اما الاهم اقليميا، فيبقى السؤال عن المهمة ‏التي كلف بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في دمشق؟ وما هي ‏المعادلات التي رسمتها طهران قبل “العدوان؟

وفقا لاوساط معنية بالتطورات الميدانية في سوريا، حضر الجنرال قاسم سليماني الى ‏دمشق بعد ساعات قليلة من استهداف الطائرات الاسرائيلية لمطار “تيفور” العسكري، ‏حيث قتل 7 من ضباط وعناصر الحرس الثوري الايراني، وكان لافتا حضور ‏‏”الجنرال” الميداني الى القاعدة الجوية التي يتشارك فيه الايرانيون مع الجيش ‏السوري، وقد عقد سلسلة اجتماعات مع حامية المطار، وتفقد الاضرار واطلع من القادة ‏الميدانيين على تفاصيل الاعتداء الصاروخي، وبحث في خطط انتشار عملانية لتجنب ‏حصول خسائر في حال حصول ضربات مماثلة في المستقبل…

“الخطوط الحمراء” الايرانية…

وبحسب تلك المعلومات، فان سليماني لم يغادر الاراضي السورية، وبقي يتابع مع ‏قيادات الجيش السوري، وقيادات ميدانية في حزب الله، ارتفاع حدة التهديدات الاميركية ‏بشن عدوان على سوريا، وكان حريصا على متابعة تفصيلية لعملية اعادة الانتشار ‏التي حصلت في القواعد العسكرية التي كانت مرشحة للقصف الاميركي… لكن الجزء ‏الاهم من هذه الزيارة كان يرتبط بالرسالة الحاسمة التي كان يحملها سليماني من ‏طهران الى القيادة العسكرية الروسية في سوريا، ففي الشكل كان حضوره شخصيا ‏دليلاً على جدية القرار الايراني بالمواجهة اذا ما توسع نطاق العدوان الاميركي ليشمل ‏‏”العصب” السياسي او العسكري للدولة السورية، وليس فقط القوات الايرانية في ‏سوريا، وقد ابلغ سليماني غرفة عمليات حميميم، بأن تعليماته واضحة بالرد بقوة على ‏اي تجاوز “للخطوط الحمراء” بمعزل عن قرار القوات الروسية في سوريا، واذا كان ‏الاميركيون ومن معهم يريدون تغيير “قواعد اللعبة” فان طهران جاهزة لـ”قلب ‏الطاولة” وفق معادلتين: الاولى، دمشق، برمزيتها السياسية، مقابل تل ابيب، والمعادلة ‏الثانية،ان استهداف الجيش السوري، سيعني حكما استهداف القواعد الاميركية في شرق ‏سوريا، وعندئذ ليتحمل الجميع مسؤولياتهم…

‏ “رسالة” سليماني “الحاسمة”

وتعتقد تلك الاوساط، التي لم تؤكد ولم تنف زيارة سليماني الى بيروت، ان “الرسالة” ‏الايرانية الحاسمة كان لها الدور الاكثر تأثيرا في تأخير الضربة لايام قليلة، حصلت ‏بعدها تلك “التخريجية” التي جعلت الاسرائيليين يقرون ان “اللعبة” كانت “مباعة”، ‏خصوصا مع اقرار الفرنسيين لاحقا بأن الروس تلقوا بلاغا مسبقا بالهجوم، وهم ابلغوا ‏بدوره دمشق وطهران، وكل من يوجد في سوريا اطلع بشكل مباشر أو غير مباشر ‏على حدود الضربة. الصواريخ الأميركية لم تدخل المجال الجوي للمنظومات الروسية، ‏كان الأميركيون حذرين جداً، والنتيجة هي مستوى متدن جداً لأي عملية محدودة يمكن ‏تصورها. وزارة الدفاع الأميركية نشرت بيانا تحدثت فيه عن هجوم لمرة واحدة. ‏والمعنى هو أنه حتى إذا لم تكن الاهداف قد دمرت ـ وقسم لا بأس به من الصواريخ ‏الجوالة، اعترضت ـ ليس للأميركيين نية للعودة لمهاجمة هذه المواقع. النتائج لا تعنيهم. ‏هذا كان هجوما لرفع العتب.

ووفقا لتلك الاوساط، الإيرانيون ابلغوا الجميع بمن فيهم الروس انهم لا يقبلون تعديل” ‏قواعد اللعب” في سوريا، اما الرد على غارة “التيفور” فهو حساب آخر ستدفعه ‏اسرائيل، وهو خارج سياق نتائج العدوان الاخير، ويدرك الاسرائيليون جيدا ان طهران ‏سترد عليه حكما، ولعل “الرسالة” الابلغ التي تشغل بالهم الان تلك “السطور” التي ‏تقصّد السيد حسن نصرالله قراءتها بعناية عن ورقة بين يديه، في خطابه قبل الاخير.

النهار: اضطرابات “الصوت التفضيلي” تهزّ القوى والتحالفات

كتبت “النهار”: شكّل مطلع الاسبوع محطة استراحة للمسؤولين الكبار عقب عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري من المملكة العربية السعودية حيث شاركا في أعمال قمة الظهران العربية فلم تشهد الحركة الرسمية أي نشاط بارز، إلا أن جبهة التحركات والمهرجانات والحملات الانتخابية اتخذت طابعا تصاعديا متسعا ايذانا باقتراب العد العكسي للانتخابات النيابية من مراحله النهائية. فقبل 19 يوماً من موعد الانتخابات في 6 أيار المقبل بدا ان الخط البياني العريض للتحركات العلنية والمضمرة المتصلة بالاستحقاق الانتخابي توزعت حول محورين اساسيين يمكن القول إنهما يشكلان النقطتين المحوريتين لاهتمامات معظم القوى السياسية والحزبية ان لم يكن كلها.

المحور الاول يتمثل في تعاظم “خطر” التنافس داخل كل لائحة وكل تحالف انتخابي على الصوت التفضيلي الذي، وان كان يشكل عاملاً محسوباً تهيأ له الجميع منذ انطلاق الاستعدادات للانتخابات فان هذا القوى الحزبية والسياسية بدأت تقارب هذا الخطر واقعياً وعملياً في المرحلة الراهنة كأكثر استحقاقاتها اثارة للقلق والاضطراب. ذلك ان “نموذج” انفجار التباين علناً قبل أيام بين النائب سليم كرم ولائحة تيار المردة بفعل التنافس على الصوت التفضيلي وتوزيع الاصوات المحازبة والصديقة على أعضاء اللائحة، ليس الا عيّنة علنية عن مئات العينات الصامتة التي تشهد اللوائح الاساسية للقوى والاحزاب معاناة توزيع الصوت التفضيلي على اعضائها. وتؤكد معظم الاوساط الحزبية والسياسية المعنية بهذه الظاهرة الجديدة تماما في الانتخابات النيابية بفعل القانون الجديد ان ثمة تفاوتاً واسعاً بين قدرات كل القوى السياسية والحزبية المنخرطة في السباق الانتخابي على التوفيق بين موجبات توزيع الاصوات بما يحمي تماسك اللائحة ويمنع انفراط عقد التحالفات بين القوى. وتكشف الاوساط المعنية ان اضطرابات داخلية اجتاحت أكثر من حزب وتيار سياسي بفعل مشكلة الصوت التفضيلي كادت تؤدي لدى بعض القوى الى فرط تحالفاتها مع احزاب وجهات أخرى. أما القوى التي نجحت في تجاوز هذا التعقيد فلم تسلم كليا من تداعيات الضغوط الكبيرة والقوية التي مارستها على الحزبيين لحملهم على التكيف مع القرارات الحزبية. وتعتقد الاوساط ان ما تبقى من مهلة قبل موعد الانتخابات سيشهد مزيدا من المتاعب والتعقيدات الداخلية لدى الاحزاب والقوى المختلفة، لانه كلما اقترب موعد “اليوم الكبير” يتصاعد شد الاعصاب والتنافس بقوة.

ويتمثل المحور السياسي الآخر الذي بات يطغى أيضاً على المشهد الانتخابي المحموم، في تصاعد حمى الفرز السياسي – الانتخابي على نحو يخشى معه كثيرون تصاعد العصبية الطائفية في خلفيات تبادل الحملات والهجمات الاعلامية. فما حصل في اليومين الاخيرين عقب زيارة وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للمنطقة الجنوبية واطلاقه موقفا من رميش استفز عبره بعض اهاليها ومن ثم استتبع موجة ردود عنيفة عليه من نواب ومسؤولي حركة أمل بدا بمثابة انذار اضافي متطور بتوهج المناخ السياسي والانتخابي بما يثير محاذير اللعب على حافة الهاوية الطائفية. ولا يقف الأمر عند هذه الواقعة وحدها فالموقف الذي كان اطلقه الوزير باسيل قبل أيام حول معركة عاليه الانتخابية وقوله إن تياره ليس معنياً بالمصالحة بل الذين سالت الدماء على ايديهم اثار ولا يزال يثير أيضاً ارتدادت سلبية. وجاء أحد أقوى الردود عليه من النائب غازي العريضي الذي قال: “يجب ان يدرك الجميع ان التاريخ لا يزور بكلمة واننا اصحاب ذاكرة ومحفور فينا كل ما جرى في تلك المرحلة السوداء وفي ذاك الزمن الصعب. لا يستطيع أحد ان يتنصل من المسؤولية بكلمة فكيف اذا كان أحد أبرز الاطراف السياسيين الذين تسببوا بخراب هذا البلد، ثم هذا الذي قال الكلام ذاته كان يقول لنا منذ أشهر إن المصالحة لم تنجز بعد. نسأل: لماذا يكون الجواب لأنكم لم تتصالحوا معنا، المصالحة ثابتة وليست مسألة استنسابية واستغلال لموقف على منبر في مرحلة انتخابية معنية. هذه اساءة الى المصالحة والجبل نعرف كيف نرد عليها بالحفاظ على الصلح، بالتمسك به، بتعزيز الشراكة والامانة والحفاظ عليها وبالتصويت في السادس من ايار المقبل”. واضاف: “الحقد والغباوة ليسا ضماناً. الحقد والغباوة مرضان قاتلان، فكيف اذا اجتمع المرضان في شخص أو في جهة؟ ويعز علينا ان تمس الثوابت فليقولوا ما يشاؤون لكن تحت سقف الثوابت”.

المستقبل: ماكينات “الوصاية” تتّحد.. من بيروت إلى الشمال والبقاع

كتبت “المستقبل”: تعدّدت الحملات وتنوّعت اللوائح والهدف والمستهدف واحد.. هي معركة “الوصاية” في مواجهة “المستقبل”. من بيروت إلى الشمال والبقاع، استعرت خلال الأيام الأخيرة شرارة عودة “الوصاية” في هشيم الساحة الانتخابية فاتحدت فتائل ماكيناتها المختلفة لتشعل بالتضامن والتكافل في ما بينها جبهة متكاتفة متراصة في مجابهة تسونامي “المارد الأزرق” المتمدد بخطابه السيادي الوطني على امتداد دوائر الاستحقاق.

ففي العاصمة، دخل “طابور الوصاية” على خط اللوائح المنافسة لـ”تيار المستقبل” مختلقاً إشكالات وتحرشات واستفزازات فتنوية لتعزيز حظوظ مرشحي “شقّ الصف” البيروتي خدمةً لأجندة “حزب الله” والنظام السوري الهادفة تحت مسميات وشعارات تحاكي تارةً الدفاع عن الكرامة البيروتية وأخرى الذود عن عاصمة الوطن إلى تحقيق ماكينة الحزب الانتخابية في 6 أيار 2018 ما عجزت عنه ماكينته الحربية في 7 أيار 2008: مصادرة قرار بيروت وسلب هويتها وتطويع كرامتها وتشويه انتمائها العربي.

اللواء: ممارسات لا ديمقراطية لماكينات السلطة: إستعادة مرفوضة لحقبة الوصاية مؤتمر صحفي للائحة “بيروت الوطن” اليوم.. وجريصاتي يحمل صيغة حلّ من بعبدا إلى برّي

كتبت “اللواء”: كلما اقترب موعد السادس من أيّار، عيد الشهداء، وموعد اجراء أوّل انتخابات نيابية في لبنان، وفقاً “لقانون عصري” على حدّ تعبير الرئيس ميشال عون، هو النظام النسبي، كلما تشعر لوائح السلطة بأن الأرض تميد تحتها، شعبياً واحصائياً، فتحرك “فريق العمل” إلى الأرض، وتستحضر الاشكاليات، فيما وسائطها الإعلامية، تتهم الخصوم في المدن والدوائر الكبرى ابان عهد الوصاية، أو العلاقة مع نظام الأسد (الرئيس بشار الاسد) الذي أعلن الاليزيه انه بدأ إجراءات لسحب وسام الشرف الفرنسي منه..

كل ذلك، فيما تتحوّل زيارة وزير الخارجية جبران باسيل للجنوب إلى محطة لتحريك المواجهة السياسية بين حركة “أمل” والتيار الوطني الحر، حيث توعد رومل صابر نائب رئيس التيار بالتصعيد إذا أرادوا ذلك، ووصف النائب أنور الخليل زيارة باسيل “بالمشؤومة”، واصفاً من قام بها بالوزير “الحاقد المحرّض”، بالتزامن مع زيارة، خرقت الجمود السياسي، قام بها وزير العدل سليم جريصاتي إلى مصيلح ليؤكد من هناك ان “الرئيس نبيه برّي ضمان ضروري لاستقرار التسوية الكبرى في البلد التي ترتكز على الاستقرار السياسي والأمني..

الجمهورية : السلطة تبيح الرشاوى والفساد… وقلق من الجبهة الإيرانية ـ ‏الإسرائيلية مصادر في “حزب الله” لـ”الجمهورية”: “ايران اتخذت قرارها بالرد

كتبت “الجمهورية “: باق من الزمن 19 يوماً على انتخابات 6 ايار، وعلى طريقها لا ‏يجد المواطن اللبناني ما يمنعه من الترحّم على هذا ‏الاستحقاق ونَعي التمثيل الصحيح والصورة الجميلة التي حلم ‏بها للبنان بعد هذا التاريخ، فيما يكاد بعض النافذين في ‏السلطة يجاهرون بلا خجل بنسف حلم الانتقال بالبلد الى واقع ‏سياسي سليم، بتمثيل برلماني سليم أيضاً يعبّر عن توجهات ‏المواطنين وارادتهم، وليس تمثيلاً مزوّراً بالمال والرشاوى ‏ومُصادراً بالضغوط والارتكابات. وعلى مقربة من لبنان، لم يخرج ‏الميدان السوري من دائرة الرصد وترقّب مجريات الاحداث فيه ‏بعد الضربة الاميركية ـ البريطانية ـ الفرنسية لمراكز النظام، ‏خصوصاً انّ المعلومات الواردة من هذه المنطقة تتحدث عن ‏استعدادات لفتح جبهات جديدة يحضّر لها النظام وحلفاؤه بعد ‏السيطرة على الغوطة الشرقية، فيما تشهد الجبهة الايرانية ـ ‏الاسرائيلية توتراً شديداً، بعد اعتراف اسرائيل باستهداف مركز ‏ايراني في قاعدة “تيفور” الجوية في سوريا قبل ايام. أعقبه ‏إعلان طهران عزمها الرد على الغارة، الذي فرض حالاً من ‏الاستنفار داخل اسرائيل، مقروناً بإعلان ضباط رفيعي ‏المستوى في الجيش الاسرائيلي بأنهم يأخذون التهديد ‏الايراني على محمل الجد.

صار الترحّم على مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية واجباً، بعدما حرف النافذون ‏في السلطة المسار الذي يفترض ان يسلكه هذا الاستحقاق نحو تجديد ‏الحياة السياسية في لبنان، وأدخلوه في مغارة محترفي الاحتيال السياسي، ‏والمبدعين في الارتزاق الانتخابي، وفي المتاجرة بمشاعر الناس وتوجهاتهم، ‏والمصابين بالفجع المزمن على السلطة ومغانمها، متجاوزين بذلك الصرخات ‏التحذرية المتتالية، خصوصاً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس ‏عودة، بوجوب الذهاب الى استحقاق انتخابي نظيف خال من الشوائب يتمتع ‏فيه الناخب بحريته في اختيار من يراه أهلاً لتمثيله في الندوة البرلمانية، ‏وعاملاً على تنقية الدولة واداراتها من الفساد الذي اصبح مادة للمتاجرة ‏خصوصاً من فئة من النافذين تدعو الى مكافحته ليلاً ونهاراً فيما هي ‏منغمسة فيه من رأسها حتى اسفل قدميها.

وتكاد البورصة الانتخابية تعجز عن اللحاق بمسلسل الارتكابات اليومية التي ‏يقوم بها أزلام النافذين واتباعهم في مختلف الدوائر الانتخابية، والناس تشهد ‏على أداء هؤلاء الذين يقدمون خلاله ألواناً مختلفة من الضغوط والافتراء على ‏المواطنين. وثمّة حديث في اوساط الناس عن مئات الشكاوى الى المخافر ‏والمراجع الامنية والقضائية حول الارتكابات التي يقوم بها ناشطون في بعض ‏التيارات والاحزاب، وبعض النواب الذين ينتمون الى تيارات سياسية محسوبة ‏على مراجع عليا، وخصوصاً في جبل لبنان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى