سورية أحبطت العدوان الثلاثي
غالب قنديل
فجر السبت شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عدوانا عسكريا على مواقع للجيش العربي السوري وقد تصدت قوات الدفاع الجوي السورية للصواريخ المعادية التي اطلقت من البحر والجو كما أفادت المعلومات وتم إسقاط بعض تلك الصواريخ وحرف بعضها الآخر عن مساره.
لم يحقق العدوان إصابات تذكر وقد انطلقت حملة إعلامية غربية لتسويق ما جرى بوصفه عملا يستهدف برنامج السلاح الكيماوي السوري الذي أعلن عن تصفيته وتفكيكه منذ العام 2013 بإشراف الأمم المتحدة والوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية وجاء توقيت العدوان استباقا لمباشرة محققي هذه الوكالة عملهم في بلدة دوما وبعدما أعلنت روسيا ان الفحوصات التي أجراها خبراء روس تثبت عدم وجود أي أثر لاستخدام أسلحة كيماوية في حين ترددت معلومات عن وجود شهود ووقائع تشير إلى مسرحية كيماوية خططتها المخابرات البريطانية مع عملاء لها من الجماعات المسلحة في دوما.
التصدي للعدوان الثلاثي أثبت الإرادة والقدرة لدى الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الجوي التي منعت المعتدين من تحقيق أهدافهم وهذا ما اطلق موجة احتفالية في الشارع السوري تذكر بها البعض ما جرى خلال حرب تشرين عندما تساقطت الطائرات الصهيونية بصواريخ المضادات السورية وقد عمت اجواء ابتهاج وفرح في المدن السورية ولاسيما في العاصمة دمشق بصورة تكشف أثرا معنويا كبيرا للمواجهة يبطل أي هدف معنوي افترض تحقيقه قادة العدوان الراغبون في المزيد من ترهيب الشعب السوري وتوهين صلابته والنيل من صموده وثباته والتفافه حول الدولة والجيش والرئيس السوري وقد برزت في شوارع دمشق هتافات لحلفاء سورية ولاسيما لإيران وحزب الله وروسيا.
من الواضح ان العدوان الاستعماري الثلاثي حقق غاية سياسية صفقت لها وسائل الإعلام السعودية الخليجية والصهيونية وتفاخرت إسرائيل بشراكتها الاستخباراتية في تحضير العدوان في البداية ثم تداول الإعلام الصهيوني تقارير عن إحباط صواريخ العدوان ومنعها من إصابة اهدافها نتيجة مقاومة الدفاعات الجوية السورية للعدوان بفاعلية ودقة.
بعض الخبراء تحدثوا عن حجم العدوان المحدود ومنهم من زعم ان العملية اتفق عليها مسبقا مع روسيا وهو ما اوحى به كلام المسؤولين الأميركيين عن اتصالات جرت ضمن ترتيبات تنسيق الطيران مع القيادة العسكرية الروسية واستنتج البعض ان الغاية المركزية كانت حفظ ماء وجه الرئيس الأميركي بعد تهديداته وفي الواقع ان عملية القصف الجوي والصاروخي التي نفذت صممت لتستهدف مواقع للجيش السوري وللدولة السورية بعضها للبحث العلمي والتقني وقد تحاشى المعتدون أن يطالوا أهدافا روسية او إيرانية خشية الردود التي لاحت نذرها منذ انطلاق التهديدات الأميركية بالعدوان وقد تكفل الجيش العربي السوري بالرد منفردا دون الحاجة لمؤازرة أي من حلفائه الموجودين في سورية.
ليس إحباط العدوان رد سورية الوحيد على الغطرسة الاستعمارية فالمعركة السياسية الدبلوماسية مفتوحة وكذلك الردود العسكرية المتوقعة بمواصلة سحق عصابات الإرهاب واستكمال تحرير الأرض السورية من اوكارها وثمة مكان راسخ في حسابات القيادة السياسية والعسكرية السورية لتحرير التراب الوطني من الاحتلال الأميركي وتلك معركة لها اوانها وتوقيتها الذي تختاره دمشق.
وقفة سورية البطولية وإفشالها للعدوان الاستعماري الثلاثي ترد الروح للعروبة المناضلة ولفكرة التحرر من الهيمنة الاستعمارية وتعيد تأكيد حقيقة ان الحكومات العربية الرجعية التابعة للاستعمار هي جزء لا يتجزأ من معسكر أعداء الأمة وهي منخرطة في شراكة مباشرة مع دول الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني ومن هنا تآمرها على الجمهورية العربية السورية.
ترنحت حرب الوكالة بواسطة الإرهاب التكفيري وانبرى الغرب الاستعماري الذي دبرها بجيوشه وطائراته وأساطيله وقواعده في البلاد العربية ليشن العدوان مباشرة وكما صمدت سورية وقاومت تصدت لهذا العدوان وهي بالمرصاد للغطرسة الاستعمارية لن تهون ولن تنثني فهي كانت وستبقى قلعة العروبة وقلبها النابض بقيادة الرئيس بشار الأسد.