حول الخطاب الانتخابي
غالب قنديل
يقوم الرئيس سعد الحريري باستعراضات خطابية متكررة في حملته الانتخابية ويؤازره في استهداف حزب الله وسورية السيد سمير جعجع في مهرجانات القوات وخطب مرشحيها بينما حليفهما جنبلاط الذي نثر مرشحيه مع مرشحيهما في اللوائح يتردد في ركوب الموجة ذاتها نتيجة عبرة التجارب ولا يبخل بغطائه المعنوي على حليفيه فيخوض معاركه معهما رغم شكواه من الطعنات وكشفه بعضا مما يضمرانه بعد الانتخابات.
في وجه الصخب والهياج وثرثرات شد العصب تظهر لوائح المقاومة وحلفائها حالة من الهدوء وتركز على أهدافها وطروحاتها بكل هدوء وبثقة ناتجة عن حقيقة التحول الجاري في التوازنات على مستوى المنطقة لصالح محور المقاومة.
لا يتناقض الهدوء والابتعاد عن الإثارة مع جردة الحساب التي ما يزال مرشحو الخيار المقاوم “خجولين” في عرضها امام الناس بالوقائع والمعطيات وهذا يستدعي إيراد بعض النقاط التي نقترح معالجتها إعلاميا وسياسيا بالشكل المناسب ومهما كانت التبعات والتداعيات.
اولا إن الجهة التي سيطرت على القرار الاقتصادي منذ عام 1992 هي تيار المستقبل وهي مسؤولة عن جميع السياسات والقرارات الاقتصادية وعن حصيلتها وإذا كانت تتنصل من مسؤولياتها في تلك الحقبة بكذبة الوصاية فإنها مع القوات وجنبلاط ومنذ العام 2005 كانت في صلب صيغة الحكم والسياسة الاقتصادية كانت من صناعتها والنتيجة هي مفاقمة الديون واعبائها وتكاليفها ومضاعفة عناصر التأزم وبالتالي لا يحق لهؤلاء جميعا ان يتحدثوا عن ازمة هم صانعوها او على الأقل ادعاء امتلاكهم لوصفة الحل فما يمتلكونه مشروع نهب مستمر وموجة لصلصة وخصخصة جديدة ستهدد الثروة النفطية المكتشفة في البحر والبر وعينهم عليها وعلى عائداتها مع الشركات الأجنبية التي يسمسرون لها.
ثانيا صيغة التقاسم والمحاصصة التي تغطي الفساد وتخرب الاقتصاد وتسحق الإنتاج وتطحن الطبقات الشعبية هي خيار هذا الفريق الذي حكم البلد وادار سياسته الاقتصادية بقيادة تيار المستقبل ورموزه الذين عملوا بالتوجيهات الصادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وما يصيب لبنان سبق ان أصاب الدول التي اتبعت تلك التوجيهات وحصدت الخراب والانهيار.
ثالثا التهديد الوجودي الذي تمثله إسرائيل قائم ومستمر وفريق المستقبل والقوات هو الذي عمل بقيادة جيفري فيلتمان للنيل من المقاومة ولمحاصرة الجيش بينما كان الفريق الوطني متمسكا بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي جددت قوتها وفاعليتها في حرب تموز حيث يعرف كل فريق في أي خندق كان والسلوك المشين لمن حرضوا ضد المقاومة وتآمروا عليها مع الأميركي والأطلسي في خدمة العدوان ما يزال دون حساب واللبنانيون يعرفون المتورطين احزابا وزعماء ومرشحين ويعرفون من ساهم في الدفاع عن لبنان ومن تلاحم مع المقاومة والجيش وحمى الوحدة الوطنية.
رابعا هناك من استهدفوا البلد بالفتنة المذهبية وهناك من منعوا الفتنة وتصدوا لها ومنعوا تمزيق الشعب وتهديد السلم الأهلي واللبنانيون يعرفون الفريقين: من حاول إغراق لبنان بالدماء وبالاقتتال ومن حمى لبنان من تطاولوا على الجيش ومن دعموه ووقفوا معه لمحاصرة الفتنة ولحماية السلم الأهلي.
خامسا ثمة فريق لبناني وبأوامر الخارج جلب الإرهابيين إلى لبنان وقدم لهم الأوكار والتسهيلات ليشارك في إشعال الحرب على سورية وداخلها وغامر بأمن لبنان واستقراره وورط كثيرا من اللبنانيين بحمل السلاح في صفوف عصابات التكفير الإرهابية وتسبب بفتن متنقلة في العديد من المناطق وصولا إلى عرسال ولهذا الفريق أسماء ورموز ومنه متورطون يعرفهم اللبنانيون كما يعرفون من قاتل ضد عصابات الإرهاب وقدم الشهداء في الدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش الوطني الذي ترك دون تغطية طويلا وتعرض لمؤامرات واعتداءات كانت تغطيها جهات لبنانية متآمرة ومرشحة للانتخابات.
سادسا الفريق الذي قاوم الإرهاب وقاتل في سورية ولبنان ضد العصابات الإرهابية هو الذي حمى لبنان بالاشتراك مع الجيشين السوري واللبناني وقطع اوصال العصابات وساهم في تصفية اوكارها الحدودية وهو نفسه الفريق الذي تعاطى بحكمة مع خصومه السياسيين ولم يفرض عليهم ثمن جرائمهم ضنا بالوحدة الوطنية وللحؤول دون انقسام لبناني يعمل الآخرون عليه بمناسبة الانتخابات غير آبهين بالنتائج ويواصلون استقواءهم بالأميركي والفرنسي والسعودي وسواهم.
لابد من وضع الخيارين بالمقارنة امام الناخبين ودعوتهم للاختيار وقبل كل شيء بين الاستقلال والوصاية فالفريق الوطني المقاوم هو خيار الاستقلال والتحرر والحماية بالمقاومة اما خصومه فهم فريق الوصاية الأجنبية الخليجية سياسيا واقتصاديا وشروطها المعروفة والمعلنة بمنع لبنان من تحقيق مصالحه بالتواصل مع سورية وبالشراكة من سورية مع روسيا والصين وإيران والشرق الواسع الصاعد الزاخر بالفرص الحقيقية الواعدة في الاقتصاد والتكنولوجيا مقابل الهيمنة الغربية وسيطرة مصاصي دماء العالم الذين يتحكمون بنادي باريس الربوي.