شؤون دولية

ميدل إيست آي: بولتون جاسوس إسرائيل في إدارة ترامب

وصف ريتشارد سيلفر شتاين -وهو مدون متفرغ يصف نفسه بأنه صهيوني تقدمي- مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون بأنه “جاسوس إسرائيل” الذي خرب السياسة الخارجية الأميركية لصالح تل أبيب، وبالتالي فإنه في ظل وجود حليف مثله في عقر إدارة ترمب لن ترى إسرائيل أبدا أي نقد أو سياسة تعتبرها معادية لمصالحها

.

وأشار الكاتب -في مقاله بمجلة ميدل إيست آي- إلى أن بولتون منظر يميني متطرف شهير، وأنه كان من المقربين لدى ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

ورأي أنه خرب بالفعل أهداف السياسة الخارجية الرسمية لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، حيث إنه كان كلما اكتشف مبادرة سياسية رآها “معادية لإسرائيل” سارع بتحذير سفير إسرائيل بالأمم المتحدة وقتها داني غيلرمان وكان يوجهه للاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود أولمرت للاتصال بالرئيس بوش ووأد هذه السياسة قبل تطبيقها، حتى قيل عنه أنه على استعداد للتضحية بقواته من أجل تقديم مصالح إسرائيل.

ومثلما حدث عندما كان غيلرمان يعمل مع بولتون لترتيب وقف لإطلاق النار مع نهاية حرب لبنان عام 2006، حيث تعاون الاثنان من أجل المضي قدما في القرار رقم 1701 الذي أدى في النهاية إلى وقف إطلاق النار في تلك الحرب. وقال غيلرمان “لقد دعمتنا الولايات المتحدة وعملتُ بشكل وثيق مع بولتون. بينما أيدت فرنسا لبنان“.

وفي واقعة أخرى منفصلة، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز إلى لجنة أمن قومي كشف أن بولتون كان قد ضغط عليه لمهاجمة إيران.

وعلم بولتون أن بوش كان قد رفض طلب أولمرت مهاجمة إيران، أو أن تهاجمها واشنطن بمشاركة إسرائيل، ومن ثم توجه إلى وزير الدفاع وحثه على القيام بذلك، ولم يسأل رؤساءه عما إذا كان من مصلحة أميركا أن تبدأ إسرائيل حربها مع إيران، لكنه سارع بذلك من تلقاء نفسه.

واستطرد سيلفر شتاين في ذكر مواقف بولتون المؤيدة لإسرائيل وتوقع أن يؤمن مباركة ترمب لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وأنه سيؤدي دورا رئيسيا في تطوير السياسة الإسرائيلية الفلسطينية، وسيترك بصمته بالتأكيد على السياسة الخارجية الأميركية، ومن المرجح ألا يرغب في أي مبادرات سلام. وكرئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون بولتون أكثر ارتياحا بالوضع الراهن الذي يمنح إسرائيل سلطة حرة لبناء المستوطنات والإبقاء على الاحتلال.

وأضاف الكاتب أن بولتون أحد المعادين العتاة للإسلام، وأن هذا العداء -الذي يلتقي فيه مع ترمب- عداء انتقائي، حيث يصِم الشيعة بأنهم “مسلمون أشرار” بينما السنة -مثل السعودية ودول الخليج- “مسلمون طيبون” لأنهم يشترون أسلحة أميركية بمليارات الدولارات ويبيعونها النفط ويعززون مصالحها الأمنية في المنطقة بمحاربة أعداء أميركا في أماكن مثل سوريا. أما المسلمون الأشرار فهم الذين يقوضون مصالح أميركا وحلفائها (إسرائيل) في المنطقة.

وختمت المجلة بأن هذا قد يكون هو النفاق بعينه، لكن هذا هو الوضع الجديد في واشنطن الذي يسود فيه بولتون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى