الحريري رأس حربة الغرب بوجه حزب الله: ناصر قنديل
– ليس كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن أنّ الهدف من معاركه الانتخابية هو حزب الله شدّ للعصب، لأنه يعلم أنّ حليف حزب الله في بيروت الذي تمثله جمعية المشاريع الخيرية سيحصد مقعداً نيابياً بأصواته التي تضمن له المقعد في أيّ لائحة يشكلها بالتعاون مع مرشحين آخرين، كما يعلم أنّ مقعد النائب السابق أسامة سعد مضمون بتصويت الناخبين في أيّ لائحة يشكّلها سعد بمعزل عن التصويت الشيعي في الدائرة يوفر فرصاً إضافية لفوز المرشح الماروني إبراهيم عازار، على حساب مرشح حليف حزب الله الذي يمثله التيار الوطني الحر، وفي باقي الدوائر لا تشارك بين تيار المستقبل وحزب الله على التنافس في دوائر مشتركة، لأنّ حال المقعد الشيعي في زحلة تضمنه أصوات الناخبين الشيعة، وكذلك حال المقعد الشيعي في البقاع الغربي، وحال الحليف السني هناك الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فلماذا افتعال عنوان للمعركة الانتخابية اسمه حزب الله؟
– يفتّش الحريري عن الأماكن التي لحزب الله فيها مرشحون ولوائح، ويسعى لتجميع أيّ تحالفات ولو كانت لا تشبهه سياسياً، أملاً بالتأثير على لوائح حزب الله، وخصوصاً منح مرشح سني سينضمّ لكتلة المستقبل إذا حجزت اللائحة مقعداً لها ونال مرشحه العلني أو المموّه أصواتاً تفضيلية كافية، وإلا السعي لترجيح كفة مرشّح شيعي على حساب أحد مرشحي اللائحة، أو أحد الحلفاء المسيحيين فيها. وهذا ما يقوله تشكيل لوائح يشارك فيها المستقبل أو يدعمها من تحت الطاولة، في دوائر الجنوب والبقاع، والقضية لا تتصل بتنافس مشروع لنيل فرص الفوز بمقاعد إضافية، بل بهمّ والتزام عنوانهما المواجهة مع حزب الله التي أعلنها عنواناً لمعركته الانتخابية في خطاب الإعلان عن لائحة بيروت.
– بات واضحاً أنّ حملة تهميش اللواء أشرف ريفي، سعودياً، والتبنّي الأوروبي الأميركي لمؤتمري روما وباريس المشبوهَيْن، وحملات لوائح الحريري المباشرة وغير المباشرة، حلقات في سلسلة واحدة عنوانها إعادة اعتماد الحريري رأس حربة الغرب في مواجهة حزب الله، فلمؤتمر روما وظيفة تتصل بفتح ملف سلاح حزب الله، تحت عنوان شرط دولي غربي للمساهمة في دعم الجيش والأجهزة الأمنية، هو وضع استراتيجية عسكرية، تسمّى دفاعية وليس فيها من الدفاع شيء، لأنّها مطلوبة خالية من كلّ ما يزعج «إسرائيل» ويضع حداً لانتهاكاتها للسيادة اللبنانية. فالاستراتيجية التي سيرتبط بها دعم الجيش والأجهزة الأمنية مطلوب أن تجيب عن سؤال يتصل بمستقبل سلاح حزب الله، وإظهار موقف رسمي مستعدّ للتفاوض على هذا السلاح ورفع الغطاء عنه، ومؤتمر باريس هو مؤتمر يتلطّى وراء دعم لبنان اقتصادياً، لقول الشيء نفسه في السياسة، أنّ هناك مليارات تنتظر لبنان، لكنها تنتظر موقف لبنان من سلاح حزب الله، علماً أنّ المليارات المزعومة هي المزيد من الديون ليس إلا، ولا يُخفى على أحد أنّ تحديد مواعيد للمؤتمرين تسبق الانتخابات، وتستعجل إقرار الموازنة بالتهويل والضغط بعيداً عن الحرص الدستوري على الاستحقاق الدستوري المتعلق بالموازنة نفسها، كلّه ضمن روزنامة مدروسة معاكسة لمصلحة لبنان ومصلحة الراغبين بالدعم لو كانوا صادقين. فالطبيعي في بلد يذهب لانتخابات كلبنان أن تنتظر هذه المؤتمرات الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي وما تفرزه من واقع حكومي، للتفاوض مع حكومة باقية لا حكومة راحلة، والتطلع لبرنامج تصدّقه قوى نالت تفويضاً شعبياً طازجاً، لا قوى راحلة وقد لا يعود بعضها، أو لا يستعيد حجمه وموقعه، فالتوقيت مشبوه، كما الهدف، تلميع للحريري، وتقديمه بوابة للعلاقة بالأوروبيين والغرب والخليج، في قضيتي الأمن والمال.
– بعد الانتخابات كلام من نوع آخر.