من الصحف البريطانية
كشفت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عن بحث جديد أوردته مجلة ميدل إيست آي البريطانية أن النقد يهرب من السعودية بمعدل أسرع بسبب الاقتصاد المتعثر، واعتبرت ذلك أخبارا سيئة لبلد يحاول يائسا التخلص من اعتماده على قطاع الطاقة وإعادة تشكيل اقتصاده لعالم ما بعد النفط .
ويظهر البحث أن المملكة شهدت مغادرة عشرات المليارات من الدولارات كل عام منذ 2012 وحتى نهاية العام الماضي، ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد من هذا الأمر العام المقبل كما جاء في تقرير مارس/آذار لمعهد التمويل الدولي، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، من جانبها، شككت المجلة في أن تكون الاستيلاءات المالية من الأمراء وغيرهم من العائلة المالكة قد أخذت في الاعتبار في تقرير المعهد، والسبب ببساطة هو أن الأمراء كانوا محتجزين وبالتالي لم تكن لديهم حرية التحرك لنقل أموالهم خارج المملكة.
وانفردت صحيفة الفايننشال تايمز بنشر تقرير على صفحة كاملة فيها عن الأوضاع في مصر قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الشهر، وسعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لضمان ولاية ثانية.
وجاء التقرير الذي اشترك في كتابته أندرو إنجلاند وهبة صالح تحت عنوان “السيسي يحكم قبضته على السلطة“.
وينطلق التقرير من لحظة افتتاح السيسي لحقل “ظُهر” الذي يعد من أكبر حقول الغاز الطبيعي أمام الساحل المصري، والتي يرى إنه كان ينبغي أن تكون لحظة مفعمة بالاحساس بالنصر بالنسبة لرئيس ساع الى إعادة انتخابه بالاستناد الى وعود بإعادة بناء البلاد، بيد أنه استغل هذه المناسبة لتوجيه التحذيرات ضد “قوى شر” غير محددة، بحسب تعبير كاتبي المقال.
وينقل التقرير عن كلمة السيسي تلك قوله “أقسم بالله، أنه لا يصح أن يفكر أحد باللعب في أمن مصر وفي حقوق 100 مليون مواطن “، وتشديده على القول “أروح أموت قبل ما حد يلعب في أمنها”، وعلى أنه “مش سياسي بتاع كلام“.
ويشير التقرير إلى أن هذه الكلمة المتلفزة التي بثت في 31 يناير /كانون الثاني كانت من أقوى الدلائل على أن السيسي عقد العزم على التقدم للانتخابات في 26- 28 من شهر مارس/آذار التي ستضمن له ولاية ثانية.
ويردف التقرير أن “البعض يتخوف من أن حكمه الصارم يساهم في تخزين مشاكل مستقبلية مثل الضغوط الديموغرافية والاقتصادية في أكثر البلدان العربية اكتظاظاً بالسكان“.
وينقل التقرير عن أج أيه هيللر، الباحث غير مقيم في مركز ابحاث “اتلانتك كاونسل” ومقره واشنطن، قوله إن “المفارقة هي أن العمل على سد أفواه الناس ومنعهم من التعبير عن أنفسهم ، يؤدي عبر الوقت إلى تداعيات أكثر فوضوية مما حصل في ثورة 2011“.
وأضاف أنه “إذا لم تكن للمعارضة منافذ للتعبير عن نفسها، فإلى أين ستذهب؟” .
ويقول التقرير إن صور السيسي تنتشر في شوارع القاهرة المزدحمة،لكن ليس ثمة ملامح حملة انتخابية واضحة، فالرئيس لم يدل بخطابات تشرح سياسيته كعادة الحملات الانتخابية ولم يحضر أي تجمعات انتخابية تابعة له أو يعرض برنامجه الانتخابي، أمام المرشح الوحيد المنافس له موسى مصطفى موسى فهو “افتراضيا غير مرئي” بحسب تعبير كاتبي التقرير.
وينقل التقرير عن محمد أنور السادات، نجل شقيق الرئيس المصري الأسبق أنور السادات – الذي ترشح لهذه الانتخابات ثم إعلن انسحابه منها- قوله “مررنا بأوقات لم تكن هناك سياسة حقيقية في البلاد، واعتقدت أنه بعد عام 2011 الأشياء قد تغيرت وأننا سنرى مصر جديدة، ينعم الناس بممارسة حقوقهم فيها، إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح“.
وأضاف “لا أحد يهتم بأن يصبح جزءاً من أي نشاط اجتماعي ناهيك عن السياسي … ويبدو أن مصر الجديدة شبيهة بمصر القديمة“.
ويخلص كاتبا التقرير في تقريرهما إلى القول إن “الدرس الذي تعلمه جنرالات الجيش بعد انتفاضة عام 2011 كان إنها يجب أن لا تحدث ثانية”، مشددين على أن إعادة انتخاب السيسي لولاية ثانية المتوقعة الأسبوع المقبل ما هي إلا تأكيد لسيادة وتفوق المؤسسة العسكرية.
كتب ديفيدغاردنر أن سحب الحرب تتجمع مرة أخرى في الشرق الأوسط، وبعد سبع سنوات على الحرب الأهلية في سوريا لا تزال ساحة القتال هناك تمتص قوى أجنبية، وتضع حليفا حلف شمال الأطلسي أميركا وتركيا ضد بعضهما البعض، أو أميركا ضد روسيا.
ويرى الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أن هذه مجرد شرارات تصيب في الغالب الوكلاء، مقارنة بما قد يتحول إلى حرب جديدة تعم المنطقة إذا لم تحسن إدارتها أو تقديرها، وعلى هذه الخلفية فالأمر جد خطير. وأضاف أن إدارة الرئيس دونالد ترمب “غير المنظمة”، والسعودية تحت قيادة ولي العهد “المتهور” محمد بن سلمان، وإسرائيل التي يتزعم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ائتلافا قوميا متطرفا في مواجهة العديد من تحقيقات الفساد؛ تصعد جميعها التحرك في حربها ضد إيران.
وأشار غاردنر إلى إرهاصات ذلك كما في إقالة ترمب المفاجئة لوزير خارجيته ريكس تيلرسون، وتهديده بتمزيق اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015 إذا لم تعاد صياغته، ومع ذلك لم يقدم أي بديل -بخلاف الحرب- للدبلوماسية التي نجحت في تطويع أي طموحات للقنبلة النووية ربما كانت لدى طهران. وفي الوقت نفسه قال محمد بن سلمان في مقابلة قبل زيارته لأميركا هذا الأسبوع إن السعودية ستسعى لامتلاك قنبلة نووية إذا حصلت إيران على واحدة. لكنه أردف أن إسرائيل هي التي قد تضغط على الزناد في حرب جديدة.
وتكهن الكاتب باحتمال قيام الإسرائيليين في الأيام المقبلة بغارات مكثفة على ما وصفوها بأنها قاعدة إيرانية في سوريا جنوب غرب دمشق، كما أن إسرائيل لا تخفي إصرارها على عدم السماح لإيران ولا لحزب الله بإقامة قواعد دائمة في سوريا، ولن تحتمل ترسانة صواريخ حزب الله المتنامية في لبنان.
وختمت الصحيفة بأن نتنياهو، ومن خلفه عداء الولايات المتحدة والسعودية لإيران، قد يشعر بأن باستطاعته الإفلات من العقاب بشن ضربات جوية قوية، مثل تلك التي نفذتها إسرائيل في مفاعل تموز النووي في العراق عام 1981 والمنشأة النووية السورية المشتبه بها عام 2007.