من الصحف الاميركية
اشارت الصحف الاميركية إلى أن صفقة النووي السعودي الأميركي المحتمل ستواجه مشاكل صعبة في الكونغرس، واضافت أن خبيرا سيقول للمشرعين الأميركيين إنه يجب على الرياض التخلي عن إمكانية تخصيب اليورانيوم إذا كانت تريد الحصول على التكنولوجيا النووية .
وأوضحت أن المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسة منع انتشار الأسلحة النووية هنري سوكولسكي سيدلي بشهادته في مجلس النواب بشأن الاتفاق الأميركي السعودي المحتمل، وأنه يسعى لإقناع المشرعين بعدم قبول أي شيء سوى “بمعيار ذهبي” يحظر تخصيب اليورانيوم، وذلك خشية تأجيج سباق للتسلح النووي في الشرق الأوسط، ونسبت إلى سوكولسكي القول إن اتفاق النووي المحتمل بين واشنطن والرياض ينبغي له أن يكون شبيها بالاتفاق الذي أبرمته أميركا مع الإمارات منذ عقد من الزمان، حيث وضعت أبو ظبي خططا للمفاعلات النووية الأربعة التي تقوم بتشييدها شركة كيبكو الكورية الجنوبية.
ولفتت الصحف الى ان الرئيسي الأميركي دونالد ترمب لم يكُف عن صبّ الزيت على النار طيلة عطلة نهاية الأسبوع، متسائلة هل يذهب إلى حد إقالة المدعي الخاص المكلف بالتحقيق في حملته الرئاسية روبرت مولر مما ينذر بإدخال البلد في أزمة كبيرة؟.
ما المتوقع من الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب؟ وماذا يريد الأخير منه؟ وما الذي تريده الرياض من واشنطن؟ وهل أصبحت السعودية مدفعا جيوسياسيا غير موجه؟
في هذا الإطار، تناولت الصحف الاميركية هذه الزيارة حيث قالت مجلة نيوزويك في مقال تحليلي كتبه أوين دانييلز إن زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة، تشمل محطات مثل نيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو وسياتل وهيوستن، وأما بشأن الجوانب الرئيسية المتوقعة من هذا الزيارة، فتقول نيوزويك إنها تشمل بحث استراتيجية أميركية سعودية لمواجهة إيران، حيث ترغب إدارة ترمب في اتخاذ موقف أكثر حدة ضد التحديات التي تفرضها إيران على المصالح الأميركية والسعودية، وكذلك على الشرق الأوسط، وسط ما يعرب عنه ترمب من إحباط إزاء اتفاق النووي.
وقالت المجلة إن مصالح الطاقة السعودية تعتبر أيضا شأنا محل بحث في هذه الزيارة، مضيفة أنه إلى جانب الجدل الذي تثيره الحملة على اليمن، فإن ما يثير مزيدا من الخلاف مع الكونغرس هو ما يتمثل في رغبة السعودية المعلنة في تطوير قدرة في مجال الطاقة النووية.
وأما المحور الرئيسي الخامس المتوقع بحثه في هذه الزيارة، فتقول المجلة إنه يتمثل في محاولة كسر جمود أزمة الخليج الدبلوماسية الراهنة، مشيرة إلى أن مجلس التعاون الخليجي صار ممزقا في ظل ما يسمى الحصار الذي تفرضه على قطر ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب روب سوبهاني يقول فيه إن ترمب يريد من ابن سلمان ثلاثة أشياء، وتتمثل في التركيز الكامل على اتباع قوة ناعمة ضد النظام الإيراني وإنهاء الحرب على اليمن ورفع الحصار على الحليف الأميركي المتمثل في قطر.
من جانبه، يرى موقع ستراتفور البحثي في تحليل مطول أن السعودية تتسوق من أجل صفقة نووي، وأنها تسعى لتطوير برنامج للطاقة النووية المدنية بسبب الحاجة إلى تنويع مزيج الطاقة بعيدا عن النفط، لكن امتلاك دورة الوقود النووي سيفتح إمكانية استخدام الرياض قدراتها النووية الأكبر لتلبية متطلباتها الأمنية، بما في ذلك الدفاع عن نفسها ضد أكبر خصومها، المتمثل في إيران.
ويقول التحليل إن الولايات المتحدة ستوازن رغبتها في الحفاظ على نفوذها على السعودية، وذلك من خلال مساعدتها في تطوير برنامج نووي سلمي مدني، في مقابل مخاوفها بشأن الدوافع الأمينة للرياض.
ويضيف أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن السعودية ستنظر إلى قوى نووية أخرى -مثل روسيا- تكون قيودها على ملكية التخصيب أضعف من القيود الأميركية.
وأما مجلة ناشونال إنترست فنشرت مقالا للكاتب دوغ باندو يقول فيه إن السعودية أصبحت مدفعا جيوسياسيا غير موجه، ويشير إلى أن ابن سلمان يقوم بجولة في الغرب سعيا لشراء الأسلحة وتشجيع الاستثمار.
ويضيف أن ولي العهد السعودي مشغول بإثارة الفوضى على المستوى الدولي، وبمعاقبة الأعداء السياسيين محليا، وبتخفيف القيود الاجتماعية في الداخل، وبصقل صورته في الخارج.
ويقول الكاتب إنه بالرغم من تصاعد المعارضة للحرب على اليمن، ورغم التذمر من الطموحات النووية الإيرانية المفترضة، فإنه يبدو أن إدارة ترمب تسعى لبيع ابن سلمان مفاعلات نووية.