يديعوت: بن سلمان يتجه لتحالف أميركي سعودي إسرائيلي
تلقى زيارة زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى واشنطن، اهتماما خاصا، وليس انطلاقا من “الصداقة” العميقة التي نشأت بينه وبين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وصهره غاريد كوشنر، نتيجة تداخل مصالح لا تقتصر على السلاح وحده، وإنما تتصل بإقامة حلف يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية في مواجهة إيران، علاوة على الدفع بما يسمى “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية في إطار المبادرة التي يعمل عليها الرئيس الأميركي، كمقدمة تسمح لإسرائيل بتطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية .
وأبرز موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير نشر اليوم، الجمعة، حقيقة أنه يوجد مصالح اقتصادية للولايات المتحدة في السعودية، وذلك لجهة كونها مشترية السلاح التي تضخ مليارات الدولارات للصناعات العسكرية الأميركية، وأن المصالح المشتركة لا تتوقف عند السلاح، حيث أن الرئيس الأميركي، وقبيل عرضه لما يسمى “صفقة القرن”، لإنجاز اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يرى في السعودية حليفا مركزيا ولاعبا له نفوذ.
وبحسب التقرير، فإن بن سلمان لا يكترث لكون الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإنما لكونه يسعى لتثبيت مكانة السعودية كقوة إقليمية مقابل إيران التي تواصل تعزيز قوتها ونفوذها.
وجاء أن اللقاء بين ترامب وبن سلمان، في العشرين من الشهر الجاري، بعد وقت قصير من لقاء ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يجدر النظر إليه بشكل مدقق، وخاصة بسبب المسألة الإيرانية، حيث أن ترامب سيضطر في أيار/مايو إلى الحسم في مسألة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، علما أنه يميل إلى ذلك، حيث سبق وأن وصف الاتفاق بأنه “رهيب”، وأنه يجدر إدخال تعديلات عليه، الأمر الذي لن توافق عليه الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق.
يشار إلى أن أيار/مايو هو أيضا الموعد الذي يتوجب فيه على ترامب أن يبلغ الكونغرس بشأن مواصلة إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، وفقما يقتضيه الاتفاق النووي، أو يقرر انسحاب واشنطن من هذه “اللعبة“.
كما تجدر الإشارة إلى أن ترامب وعندما عين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، مايك بومبيو وزيرا للخارجية بدلا من ريكس تيلرسون، فذلك لأن بومبيو يؤيد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.
ويضيف التقرير أن ترامب على قناعة بأنه يستطيع وقف البرنامج النووي الإيراني بطرق أخرى. وبحسب حديثه مع نتنياهو، فمن الممكن إقامة جبهة تتألف من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لوقف ما يطلق عليه “التهديد الإيراني”، بعدة طرق، بحيث يبقى الخيار العسكري على الطاولة.
كما يرى ترامب في السعودية كدولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق (صفقة القرن) بما يتيح لإسرائيل تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.
وكتبت الصحيفة أن إقامة أي نوع من العلاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل في إطار “المبادرة العربية للسلام” لم تكن مقبولة في حينه على السعودية بدون إقامة دولة فلسطينية، أما اليوم فإن الوضع في عهد بن سلمان مختلف.
يشار إلى أن محمد بن سلمان، وقبيل زيارته لواشنطن، قد أجرى مقابلة تلفزيونية مع شبكة “CBS”، سوف تبث الأحد القادم، قال فيها إنه “في حال امتلكت إيران قنبلة نووية، فإن ذلك سيبدأ سباق تسلح جديدا في الشرق الأوسط: نحن لا نريد سلاحا نوويا، ولكن بدون شك فإن السعودية ستعمل على تطوير قنبلة نووية في حال فعلت إيران ذلك“.
وفي المقابلة ذاتها، وصف بن سلمان الزعيم الروحي الإيراني، علي خامينائي، بأنه “مثل هتلر في أيام صعود النازية في ألمانيا“.
وأضاف التقرير أن لبن سلمان مصلحة واضحة في وقف البرنامج النووي الإيراني، وتقزيم طموحاتها في التحول إلى دولة إقليمية. ولفتت في هذا السياق إلى أن تساؤلات تقارير استخبارية، قد وضعت قبل زيارته إلى واشنطن، تظهر صورة بن سلمان (32 عاما) كشاب طائش، لم يتردد في اعتقال نحو 200 شخص من رجال الأعمال والأمراء، بزعم “محاربة الفساد“.
كما أشار التقرير إلى أنه بالرغم من إعطاء فتات حقوق للنساء، من جهة السماح لهن بقيادة المركبات ومشاهدة ألعاب رياضية، إلا أنه لم يتردد في وضع والدته رهن الحبس المنزلي. حيث أنه بحسب تقرير “NBC”، الذي يعتمد على مقابلات مع 14 مسؤولا، حاليين وسابقين، فإن بن سلمان أبعد والدته حتى لا تقوم بإطلاع والده الملك سلمان (82 عاما) على ما يقوم به ولي العهد. وكانت قد وصلت تقارير إلى الولايات المتحدة، من مصادر استخبارية، أن بن سلمان كان يقول لوالده إن والدته تتلقى العلاج الطبي خارج السعودية. وبحسب تلك التقارير، فإن والدة بن سلمان تقبع رهن الاعتقال المنزلي لكي يتجنب ولي العهد نفوذها على والده.
وخلص التقرير إلى أن بن سلمان “عمل كل شيء بسرعة، وبشكل طائش، وتمكن من إغضاب أبناء العائلة المالكة، الأمر الذي جعل الدوائر الاستخبارية في العالم تطرح تقديرات بأن ما يقوم به سوف ينتهي باغتيال، فهو عديم التجربة، وينقصه قوة الحماية الداخلية المطلوبة، ولذلك فمن المحتمل أن يدفع ثمنا باهظا بسبب العاصفة التي جلبها على السعودية. وحتى ذلك الحين فسوف يتمتع باحترام الملوك في البيت الأبيض”.