بقلم غالب قنديل

تآمر على الخيار المقاوم

غالب قنديل

تتحرك الولايات المتحدة والسعودية بتدخلات هجومية لاستثمار بعض التعارضات بهدف توسيع الشقوق والتباينات وتغذية الحسابات الفئوية داخل صفوف الثامن آذار ويقع في أفخاخ هذه الخطة العديد من القوى والشخصيات الوطنية التي تجاري شروطا يضعها الحلف الأميركي السعودي بواسطة الحريري وجنبلاط هنا او هناك لإقصاء رموز واضحة وصلبة في انتمائها القومي المقاوم وفي دفاعها عن سورية فالمطلوب منع دخول مثل هذه الرموز إلى مجلس النواب على أبواب الانتصار السوري القادم ونهوض الدور السوري في المنطقة وهزيمة الولايات المتحدة وحلفائها.

إن الوهن والشقوق في بعض صفوف جبهة حلف المقاومة في الانتخابات لا يتصلان فحسب ببعض الإشكالات والحساسيات الشخصية والسياسية كما يشاع بل إنها احيانا بفعل مواقف وخيارات غير معلنة استجابة لتهديدات أميركية سعودية ومراعاة لمخاوف حريرية جنبلاطية من وصول أصوات وشخصيات شجاعة وجريئة في كشف المستور ورفض الخضوع للرأسمال المتوحش وللتقاسم الطائفي والحزبي للمغانم والوظائف.

يجب ان نقول لجميع قوى الفريق الوطني إن غرف العمليات الأميركية والسعودية والفرنسية تتدخل في التفاصيل لأن هاجس الغرب وعملائه هو منع تشكل غالبية وطنية واضحة داخل البرلمان الجديد قد تجعل فكرة الدولة المقاومة الحليفة لسورية حقيقة قائمة وهذا ما يسعون لمنعه بالقوة الناعمة من خلال ممارسة جميع أساليب الترغيب والترهيب لعرقلة نشوء تحالفات قوية بين اطراف الفريق الوطني ولبلورة لوائح ضد المقاومة وحلفائها الصادقين يجري نسجها وتمويلها مباشرة كما حال العديد من الدوائر.

نقاط الضعف والاختراق والمناورة معروفة ومكشوفة وينبغي العمل على سد الثغرات ومن الواضح ان ذلك يتطلب رص صف انصار المقاومة وشركائها ومحاصرة الاختراقات الحاصلة وتحقيق إدارة موحدة للمعارك لا تفسح مجالا للثغرات وتحول دون نجاح مناورة الجبهة المعادية في سائر المناطق.

لبنان تحت المجهر الأميركي الفرنسي الصهيوني السعودي ويخطيء من يسقط هذا العامل من اعتباره او يتخيل غياب البعد السوري من الحسابات فثمة محاولات حثيثة لاستهداف أصدقاء سورية الصادقين الواضحين كما جرى دائما منذ العام 1992 والذين تورطوا في الحرب العداونية ضد سورية يريدون إضعاف فرص من وقفوا معها وساندوها كما أن الذين اتخذوا مواقف مشبوهة خلال عدوان تموز 2006 يريدون إضعاف رموز الانحياز إلى المقاومة والمنتمين إلى خيارها التحرري في وجه تآمرهم وتورطهم في خطط فيلتمان وبندر واسرائيل.

هناك تصفية حسابات تجري على هامش الانتخابات وتديرها سفارة عوكر باخطبوط واسع من العملاء والمخبرين والمستكتبين الذي يدسون معلومة هنا او هناك او يكلفون بجس النبض وبمحاولة التأثير على توجه بعض القوى السياسية وتأليبها ضد نقاط قوة معتلمة في الصف المقاوم .

معركة الانتخابات تدور حول هوية لبنان بعد العام 2018 وأولوية الأولويات منع انضمام لبنان إلى جبهة مشتركة مع الدولة الوطنية السورية ضد مشروع تهويد فلسطين وضد مخطط فرض التوطين الذي سيطرحه دونالد ترامب ولذلك ثمة من يريد وبأي ثمن عرقلة حظوظ الرموز المقاومة الصلبة ومحاصرتها خارج الطائفة الشيعية فالأصوات السنية والدرزية والمسيحية القومية والعروبية تاريخيا هي المستهدفة ويجري استهدافها بالفيتوات وبالتحالفات تحت الطاولة ومن فوقها ومن لا يدرك هذه الحقيقة او يتجاهلها يخطيء بحق لبنان والخيار المقاوم ولا ذريعة تغفر مثل هذه الخطيئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى