من الصحف البريطانية
هيمنت قضية اتهام موسكو باستخدام غاز الأعصاب في محاولة اغتيال عميل روسي مزدوج على الأراضي البريطانية على الصحف الصادرة في المملكة المتحدة الخميس، والتي كرست عددا من افتتاحياتها ومقالات الرأي والتحليلات والتقارير الإخبارية لمتابعة أصدائها وتطوراتها .
انفردت صحيفة التايمز بنشر تقرير يتهم فرنسا بتقويض محاولة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتحقيق إجماع على اتخاذ فعل عقابي ضد روسيا الليلة الماضية.
وتقول الصحيفة، التي كرست أيضا مقالها الافتتاحي لتناول القضية ذاتها، إن المتحدث باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بنيامين جريفو، سخر من قرار ماي لاتخاذ إجراء ضد موسكو بعد عملية التسميم في مدينة سالزبري البريطانية، واصفا إياه بأنه نوع “من السياسات الفنتازية“.
جاء ذلك بعد فترة قصيرة من إعلان ماي طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتعليق المحادثات الثنائية مع روسيا.
وتقول الصحيفة إن جريفو قال “حالما تُثبت بالدليل تفاصيل القضية، سيحين الوقت لاتخاذ القرارات” مضيفا أن تسميم سيرغي سكربيل وابنته يوليا كان “عملا خطيرا” استهدف حليفا استراتيجيا لفرنسا، لكن باريس تنتظر أدلة على ضلوع روسيا في الأمر قبل اتخاذ موقف.
وتضيف الصحيفة أن الموقف الفرنسي جاء في وقت وضعت بريطانيا خططا لمصادرة ممتلكات روسية فيها كجزء من موجة ثانية من الاجراءات ضد موسكو إذا ما صعد الرئيس الروسي بوتين النزاع.
وتقول الصحيفة إن وزراء روس حضوا على اتخاذ إجراءات انتقامية من بريطانيا بعد إعلان ماي عن أوسع عملية طرد دبلوماسيين روس من بلادها منذ عام 1985، بل إن موسكو اتهمت الليلة الماضية بريطانيا بصنع غاز الأعصاب القاتل “نوفيتشوك“.
وركزت صحيفة الغارديان على رد الفعل الروسي في سياق تغطيتها الأخبارية التي وضعت عنوانا لها في صدر صفحتها الأولى : “روسيا تهدد بالانتقام بعد طرد ماي 23 دبلوماسيا“
بينما وضعت صحيفة الديلي تلغراف عنوانا رئيسيا في صفحتها الأولى يقول “يجب أن نعزز دفاعاتنا” مستعيرة كلمات وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون في خطاب سيلقيه الخميس تقول إنه سيكشف فيه عن إجراءات للتعامل مع الأسلحة الكيماوية والبايولوجية.
وتقول الصحيفة ان ويليامسون سيشير في أول خطاب رئيسي سيلقيه إلى أن على بريطانيا أن تُحدث دفاعاتها للتعامل مع التهديدات المطردة، محذرا من أن حادثة تسميم الجاسوس الروسي في مدينة سالزبيري يجب أن تزيل كل الشكوك بشأن الخطر الذي تضعه روسيا على بريطانيا.
نشرت صحيفة التايمز تقريرا تحت عنوان “جهاديون يعيدون بناء ملاذات آمنة في أفغانستان لمهاجة الغرب“.
ونقل التقرير عن مسؤولين باكستانيين وأمريكيين تحذيرهم من أن جماعات إرهابية تعيد بناء ملاذات آمنة في أفغانستان للقيام بهجمات محتملة على الغرب، على الرغم من اقتراب حركة طالبان من الدخول في مفاوضات لإنهاء النزاع المستمر منذ 16 عاما في البلاد.
ويقول التقرير إن دعوة تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي لمقاتليه لمغادرة دولة خلافته المتهالكة في العراق والشام باتجاه أرض خصبة في أفغانستان بلورت مخاوف دول مجاورة وواشنطن من عودة الإرهابيين إلى معاقلهم القديمة بعد أكثر من 16 عاما على هجمات 9/11.
وتقول الصحيفة إنها علمت أن جنرالا أمريكيا رفيعا قد حذر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي من أن القاعدة ما زالت تشكل تهديدا قويا في أفغانستان بعد أكثر من 16 عاما من استهدافها في الغزو الأمريكي في عام 2001 في أعقاب الهجمات على واشنطن ونيويورك.
وتضيف أن مسؤولين باكستانيين أشاروا إلى أن جارتهم مازالت تشكل ملاذا آمنا لتنظيم الدولة الإسلامية وآخرين، على الرغم حملات القصف الجوي الكبيرة التي شنتها الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية.
وتنقل الصحيفة عمن تصفه بمسؤول عسكري باكستاني رفيع قوله إن “تنظيم الدولة ينمو في أفغانستان، وعبر متطوعين دوليين، ينشر هجماته الإرهابية في أفغانستان ويجاول مهاجمة باكستان ودول غربية”، مشددا على أن “ملاذات المسلحين الأمنة تشكل تهديدا للعالم كله“.
وتخلص الصحيفة إلى أن ذلك يأتي على الرغم من تأكيد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من العاصمة الأفغانية كابول الأسبوع الماضي على أن بعض المتمردين قد أعطوا مؤشرات على انفتاحهم على الحوار، وقوله ” لدينا مجموعات من طالبان وجماعات صغيرة (أخرى) إما بدأت في تغيير موقفها أو عبرت عن رغبتها في المحادثات”.