الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

أجمعت الصحف الأميركية والبريطانية على أن إبعاد وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون من منصبه كان متوقعا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب الخلافات الكبيرة بينه وبين الرئيس دونالد ترمب في كثير من القضايا الرئيسية، إضافة إلى عدم التوافق الشخصي بينهما، ومع ذلك أجمعت على أن طريقة العزل لم تكن متوقعة كما كانت مهينة .

وقالت واشنطن بوست إن ترمب كان تواقا لطرد تيلرسون منذ أن وصفه بـ “الأحمق” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأنه كان يرغب في إعلان ذلك يوم الجمعة الماضي، غير أن كبير الموظفين جون كيلي أقنعه بالانتظار لحين عودته من جولته الأفريقية وفق ما ذكره مصدران على اطلاع بالمناقشات.

وذكر عدد من الصحف أن الإعلان المفاجئ للقاء محتمل بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون شكل ذروة التوتر بين الجانبين، إذ كان الإعلان دون استشارة وزير الخارجية الذي كان في ذروة جولته الأفريقية، حيث عبر عن سخطه لعدم إدراجه في المناقشات وفق ما ذكر مسؤولون.

وقالت نيويورك تايمز إن سخط تيلرسون بشأن إعلان لقاء قمة بين ترمب وكيم جونغ أون قد أدى إلى خلافات وتوتر حاد مع عدد من مسؤولي البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي وصلت إلى مسامع ترمب وهو ما أجج حماس الأخير لاتخاذ قرار الطرد بحق وزير خارجيته.

كذلك أشارت بعض الصحف إلى الخلاف بين تيلرسون وترمب في الصراع بين السعودية وحلفائها من جانب ودولة قطر من جانب آخر. وقالت نيويورك تايمز إن بعض قادة دول الخليج، الذين سيزور عدد منهم أميركا خلال الأسابيع المقبلة ضغطوا على البيت الأبيض كثيرا لاستبدال تيلرسون ببومبيو.

قال كاتب بصحيفة واشنطن بوست إن التغيير المفاجئ والخشن لوزير الخارجية ريكس تيلرسون ضروري للأمن القومي الأميركي لأنه سيزيل التباين بين الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية، والذي كان يخيم على السياسة الخارجية.

وقال كاتب المقال هاغ هيويت إن المرشح لتولي الخارجية مايك بومبيو يؤيد أولويات ترمب ويفهم أن وظيفته هي أن يخدم أجندة الرئيس وليس خلق أجندة أخرى وفقا لوجهة نظره، وعندما يقول لأحد نظرائه “إن رئيسنا يعتقد..” فإنه يعني أنه هو أيضا يعتقد، مثل وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز مع الرئيس رونالد ريغان، ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر مع الرئيس ريتشارد نيكسون.

وأضاف هيويت أن أي رئيس بحاجة إلى يد يمنى يثق بها وليس شخصا يتشكك في صحة الأهداف الجوهرية للرئيس.

وأورد الكاتب تفاصيل عن المناصب التي لم يستطع تيلرسون شغلها بالخارجية وظلت خالية لأكثر من عام، قائلا إن هذه المناصب حيوية لتفعيل سياسات واشنطن على نطاق العالم وظلت شاغرة بسبب تلكؤ تيلرسون والتباين في وجهات النظر بين البيت الأبيض ومكتب تيلرسون.

وذكر منصب وكيل الوزارة لشؤون السيطرة على الأسلحة والأمن الدولي وممثل أميركا في بعثة الأمم المتحدة في جنيف، مشيرا إلى أن كلا المنصبين لهما علاقة بمراقبة إيران ومحاسبتها على أي شيء يتعلق بـ الاتفاق النووي.

وكذلك منصب وكيل الوزارة للشؤون الإدارية الذي ظل خاليا “رغم أن المخضرمين في الشؤون الإدارية الذين عملوا مع رؤساء جمهوريين سابقين موجودون ومستعدون“.

وفشل تيلرسون في تقديم مرشحين لمناصب سفراء عالية الأهمية مثل ريتشارد غرينيل سفيرا بـ ألمانيا وهي أهم قوة غير نووية بالعالم، بالإضافة إلى السفارات المهمة الأخرى مثل كوريا الجنوبية وتركيا وجنوب أفريقيا.

وقال هيويت إن مؤيدي ترمب والدبلوماسيين المهنيين بالوزارة يتفقون على أن الوزارة أصبحت كحطام السفينة الضخمة الغارقة في الماء.

وليس من المصادفة أن استخدم ترمب -يقول الكاتب- كلمة “حيوية” عندما تحدث عن مرشحه الجديد مايك بومبيو، قائلا إن الأخير سيتحرك بسرعة وحسم مع حلفائه الرئيسيين بمجلس الشيوخ مثل توم كوتون لإعادة تنشيط الوزارة.

وقال الكاتب إن تغييرات أخرى على الطريق قريبا، وإن بومبيو سيكون جزءا من فريق ناجح للأمن القومي بينه وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر والمرشحة لمنصب مدير الاستخبارات المركزية (سي آي أي) جينا هاسبل وأعضاء مجلس الوزراء الآخرون بالإضافة إلى كبار القادة العسكريين بـ البنتاغون، ومع سرعة التحرك لشغل المناصب المهمة بالخارجية ستغادر أميركا بالكامل سياسات الرئيس السابق باراك أوباما.

وأضاف بأنه إذا تعاون ديمقراطيو مجلس الشيوخ مع جمهورييه سيتم تسريع العمل على إنجاز المهام الصعبة بالوقوف أمام الصعود المتزايد لـ الصين والوقوف أمام روسيا التي يتزايد عبثها وتهورها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى