هآرتس: لماذا تراجع نتنياهو عن تقديم الانتخابات؟
طرأ الثلاثاء تحوّل جذري على موقف رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، من الدّعوة لانتخابات مبكّرة في إسرائيل تجرى في حزيران/يونيو المقبل، رجّحت استطلاعات الرأي أن يحصد فيها حزب الليكود الحاكم 30 مقعدًا .
المحلّل السياسي لصحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، كتب في مقال له، نشر في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أن توقيت الانتخابات المثالي لنتنياهو هو في حزيران/يونيو المقبل، أي مباشرةً بعد “يوم الاستقلال” واحتفالات نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس المحتلة، وقبل قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة بتقديم لائحة اتهام ضدّه هي الأولى ضمن عددٍ من القضايا التي يلاحق بها نتنياهو. وفي هذا السّياق، فضّل نتنياهو أن يخوض الانتخابات كمشتبه به لا كمتهم، وكضحيّة للشرطة التي تسرّب عنه معلومات.
وأضافت الصحيفة أن هذه النافذة أغلقت نهائيًا، ليس لأن نتنياهو أراد أو سعى لإغلاقها، إنما لأن شركاءَه (في الائتلاف الحاكم) تمكّنوا، في اللحظة الأخيرة، من التوحّد ضدّه وعزله؛ وفي اللحظة التي قام بها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغادور ليبرمان، الذي ثارت حوله شبهات التنسيق لتقديم الانتخابات مع نتنياهو، بدعم حملة التخلّص من نتنياهو، انتهى الحفل أساسًا، في إشارة إلى الأيام العشرة الأخيرة التي تواترت فيها أنباء عزّزها نتنياهو نفسه عن سعيه لتقديم الانتخابات.
ونقل فيرتر عن أحد الوزراء في الحكومة الإسرائيليّة قوله إن هذه هي المرّة الأولى “في تاريخ دولة إسرائيل” التي يسعى فيها رئيس الحكومة لحلّ حكومته، فيما يسعى شركاؤه، وبالتعاون مع أحزاب المعارضة، عن كثب، لمنع حدوث ذلك.
ويعزو فيرتر الفضل في منع الانجرار نحو الانتخابات إلى وزيري التربية والتعليم والقضاء (“البيت اليهودي”) ووزير الداخليّة، آريه درعي (“شاس”) الذين شكّلوا، خلال الـ72 ساعةً الأخيرة، “جبهةً موحّدة” ضد أن تكون الانتخابات في حزيران المقبل. واتفقت مع هذه الجبهة كافة أحزاب الكنيست، باستثناء حزبيّ “يش عتيد” و”ميرتس“.
كما ذكر فيرتر أن تنسيقًا “نادرًا ومحبّبًا” دار وراء الكواليس بين المعسكر الصهيوني والبيت اليهودي والقائمة المشتركة و”يسرائيل بيتينو” وكافة الأحزاب المتبقيّة. واتفقت الأحزاب على ضرورة تفجير الموعد الذي طمح إليه نتنياهو، أي شهر يونيو.
أما الموعد الذي اتفقت عليه الأحزاب الإسرائيليّة، وفقًا لفيرتر، هو بعد الأعياد، في أيلول/سبتمبر أو تشرين أول/أكتوبر المقبلين، بعد أن يتّخذ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، أفيحاي مندلبليت، قراره بتقديم نتنياهو للمحاكمة
خلال النهار، وعندما أصبحت لدى نتنياهو صورة واضحة عن الوضع القائم، قرّر أن ينسحب “بكرامة”، وبدأ في صياغة خطاب الاستسلام، غير المقنع، وفقًا لفيرتر، وهدفه الخروج من هذه المغامرة غير منكّس الرأس؛ وهو ما حدث في الاتفاق الذي توصّلت إليه مكوّنات الائتلاف، وهو اتفاق يضمن بالفعل الاستقرار والهدوء الصناعي والتخلي عن الألغام المحتملة على الأقل حتى بداية العام المقبل.
وختم فيرتر بالقول “في ظروف عاديّة، كان لدى نتنياهو بالتأكيد مع يستحق الاحتفال. لكن انتخاباتٍ بعد عام هي خبر سيئ له، سننتظر لنرى مساره المقبل… الذي سيأتي”.