من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان الجيشان الأميركي والإسرائيلي أجريا تدريبًا على “احتلال قرية تخضع لسيطرة منظمةٍ إرهابيّة يتجوّل مسلحوها بين بيوت المدنيين“، والتدريب الذي أجريا اليوم هو ضمن مناورات عسكرية بريّة يشارك فيها أكثر من 1000 عسكريّ أميركي وإسرائيليّ، تشكّل جزءًا من مناورات عسكريّة جويّة وبريّة أوسع بدأت في الرّابع من آذار/مارس الماضي وتستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، وأجري التدريب في قاعدة “تسأليم” في النقب، جنوبيّ البلاد.
ويشارك في التدريبات التي أطلق عليها اسم “جونيفير كوبرا 2018” قوات من القيادة الأميركيّة في أوروبا، وقوّات مشاة البحريّة الأميركيّة (مارينز)، وقوّة الحماية الصاروخيّة الأميركيّة، وفقًا لموقع وزارة الدّفاع الأميركيّة، وتهدف المناورات بشكل عام إلى محاكاة وصول قوّات أميركيّة إلى إسرائيل لمساندتها حال تعرّضها لهجوم صاروخي. وفي الجزء الأول من المناورات، سيتمّ نشر بطاريّات صواريخ باتريوت في الأماكن المقرّرة أن تنشر بها في أي حرب مقبلة، بينما يحوي القسم الثاني من المناورات محاكاةً للتعامل مع سيناريوهات مختلفة للتنسيق بين الدفاعات الإسرائيليّة وبين الدفاعات الأميركيّة.
هذا ولفتت الصحف الى ان رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو اعلن في خطاب مقتضب بالكنيست، توصل مكونات الائتلاف الحكومي في إسرائيل إلى اتفاقٍ ينهي أزمته الحادّة التي كادت تطيح بحكومته، ووفقًا لمصادر إعلاميّة إسرائيليّة على اطلّاع على الاتفاق المبرم بين أطراف الائتلاف الحكومي، فإن اللجنة الوزارية للتشريع ستجتمع من أجل نقاش استئناف الوزيرة عن حزب “اسرائيل بيتنا”، سوفا لندفر واتخاذ قرار بموجبه تُعطى كل قائمة حريّة التصويت بنعم أو لا على القرار وفقًا لقرار رئيسها وفق مبدأين: الأول؛ كل أعضاء الكنيست من قائمة معيّنة عليهم التصويت بناءً على قرار رئيس القائمة وثانيًا؛ يبلغ رئيس كل قائمة رئيسَ الائتلاف بقراره خلال نصف ساعة من انتهاء الجلسة الوزارية للتشريع.
تحوّل جذري على موقف رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، من الدّعوة لانتخابات مبكّرة في إسرائيل تجرى في حزيران/يونيو المقبل، رجّحت استطلاعات الرأي أن يحصد فيها حزب الليكود الحاكم 30 مقعدًا.
المحلّل السياسي لصحيفة “هآرتس” يوسي فيرتر كتب في مقال له أن توقيت الانتخابات المثالي لنتنياهو هو في حزيران/يونيو المقبل، أي مباشرةً بعد “يوم الاستقلال” واحتفالات نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس المحتلة، وقبل قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة بتقديم لائحة اتهام ضدّه هي الأولى ضمن عددٍ من القضايا التي يلاحق بها نتنياهو. وفي هذا السّياق، فضّل نتنياهو أن يخوض الانتخابات كمشتبه به لا كمتهم، وكضحيّة للشرطة التي تسرّب عنه معلومات.
وأضافت الصحيفة أن هذه النافذة أغلقت نهائيًا، ليس لأن نتنياهو أراد أو سعى لإغلاقها، إنما لأن شركاءَه (في الائتلاف الحاكم) تمكّنوا، في اللحظة الأخيرة، من التوحّد ضدّه وعزله؛ وفي اللحظة التي قام بها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغادور ليبرمان، الذي ثارت حوله شبهات التنسيق لتقديم الانتخابات مع نتنياهو، بدعم حملة التخلّص من نتنياهو، انتهى الحفل أساسًا، في إشارة إلى الأيام العشرة الأخيرة التي تواترت فيها أنباء عزّزها نتنياهو نفسه عن سعيه لتقديم الانتخابات.
ونقل فيرتر عن أحد الوزراء في الحكومة الإسرائيليّة قوله إن هذه هي المرّة الأولى “في تاريخ دولة إسرائيل” التي يسعى فيها رئيس الحكومة لحلّ حكومته، فيما يسعى شركاؤه، وبالتعاون مع أحزاب المعارضة، عن كثب، لمنع حدوث ذلك.
ويعزو فيرتر الفضل في منع الانجرار نحو الانتخابات إلى وزيري التربية والتعليم والقضاء (“البيت اليهودي”) ووزير الداخليّة، آريه درعي (“شاس”) الذين شكّلوا، خلال الـ72 ساعةً الأخيرة، “جبهةً موحّدة” ضد أن تكون الانتخابات في حزيران المقبل. واتفقت مع هذه الجبهة كافة أحزاب الكنيست، باستثناء حزبيّ “يش عتيد” و”ميرتس“.
كما ذكر فيرتر أن تنسيقًا “نادرًا ومحبّبًا” دار وراء الكواليس بين المعسكر الصهيوني والبيت اليهودي والقائمة المشتركة و”يسرائيل بيتينو” وكافة الأحزاب المتبقيّة. واتفقت الأحزاب على ضرورة تفجير الموعد الذي طمح إليه نتنياهو، أي شهر يونيو.
أما الموعد الذي اتفقت عليه الأحزاب الإسرائيليّة، وفقًا لفيرتر، هو بعد الأعياد، في أيلول/سبتمبر أو تشرين أول/أكتوبر المقبلين، بعد أن يتّخذ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، أفيحاي مندلبليت، قراره بتقديم نتنياهو للمحاكمة
خلال النهار، وعندما أصبحت لدى نتنياهو صورة واضحة عن الوضع القائم، قرّر أن ينسحب “بكرامة”، وبدأ في صياغة خطاب الاستسلام، غير المقنع، وفقًا لفيرتر، وهدفه الخروج من هذه المغامرة غير منكّس الرأس؛ وهو ما حدث في الاتفاق الذي توصّلت إليه مكوّنات الائتلاف، وهو اتفاق يضمن بالفعل الاستقرار والهدوء الصناعي والتخلي عن الألغام المحتملة على الأقل حتى بداية العام المقبل.
وختم فيرتر بالقول “في ظروف عاديّة، كان لدى نتنياهو بالتأكيد مع يستحق الاحتفال. لكن انتخاباتٍ بعد عام هي خبر سيئ له، سننتظر لنرى مساره المقبل… الذي سيأتي“.