العقاب المناسب لنتنياهو: دان مرغليت
الانتخابات المبكرة التي يفرضها نتنياهو الآن على شركائه ستضر قبل أي شيء حزبي «كلنا» و«البيت اليهودي». على كحلون وبينيت تجنيد أحزاب المعارضة، وربما ايضا الاحزاب الحريدية لحكومة انتقالية بديلة، يترأسها شخص لن يتنافس على هذا المنصب في الانتخابات القادمة. هكذا يمنعون رئيس الحكومة من استقبال ترامب في السفارة في القدس، وابقاء اليد على الزناد في مواضيع الامن والمناطق واحتلال شاشة التلفاز من دون توقف مع اعلانات رسمية حسب الحاجة. هكذا ايضا يعاقبونه على استخدام صناديق الاقتراع للتملص من سلطة القانون .
القصة قديمة، الحدث تم نسيانه والعبرة آنية. في 1959 توفي رئيس الكنيست الاول يوسف شبرنسك، تصرفت مباي في حينه في الكنيست كعزبتها الشخصية، حاولت الاملاء على اعضاء الكنيست أن مرشحها سينتخب لهذا المنصب. مناحيم بيغن ود. يوحنان بادر خرجا بغضب إلى عملية ثأر. أقاما تحالفاً فورياً لأحزاب اليمين واليسار، وتركا قائمة السلطة في وضع الأقلية. بيغن لم يخش من التصويت لصالح عضو الكنيست من احدوت هعفودا الذي كان على يسار مباي، د. ناحوم نير رفالكس. لقد تولى حتى الانتخابات للكنيست الرابعة. مباي تعلمت الدرس وفي الجولة التالية طرحت ترشيح كديش روز المتواضع والعقلاني، الذي كان مقبولا على أعضاء الكنيست.
مقابل بنيامين نتنياهو الذي يفرض عليهم بصورة منفردة انتخابات مبكرة، يجب على موشيه كحلون ونفتالي بينيت انشاء تحالف شبيه (افيغدور ليبرمان الذي كثير من أعضاء حزبه «اسرائيل بيتنا» يوجدون الآن على مقاعد الاتهام أو في الطريق إلى السجن، اتفق كما يبدو مع نتنياهو على تأييد الانتخابات المبكرة). عليهم ضم المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل وميرتس والقائمة العربية المشتركة، وربما حتى الاحزاب الحريدية، وأن يشكلوا حكومة انتقالية لأربعة أشهر يترأسها شخص لن يترشح للكنيست القادمة. بذلك يمنعون نتنياهو من استخدام مناوراته الرسمية حسب احتياجاته في صناديق الاقتراع.
هكذا نتنياهو لن يستقبل الرئيس الأمريكي عند قدومه لتدشين السفارة الأمريكية في القدس. ولن يستمر في وضع أصبعه على الزناد في مواضيع الامن والمناطق، ولن يستطيع القيام بمناورات واحتلال شاشات التلفاز طوال الوقت بالاعلانات الرسمية، التي هي فعليا دعاية انتخابية مباشرة. وبدونه سيشكلون حكومة مهمتها الاعداد للانتخابات وتجميد أي شيء آخر. إذا لم تتم إزاحته من منصبه تمهيداً للانتخابات فإن حزبي «كلنا» و«البيت اليهودي» سيكونان الحزبين الأوليين اللذين سيخدمان نتنياهو، سيعرضان انجازات تسحر الناخبين.
لا يوجد في خطوة كهذه ما من شأنه استبعاد الليكود. إذا تمكن نتنياهو من منع تقديم لائحة اتهام ضده أو إذا تم تقديم لائحة اتهام ضده لسبب آخر أو إذا تمت تبرئته، حينها يمكنه المشاركة في حكومة مستقبلية إذا وافق الشركاء ـ حتى أن يقف على رأسها ـ إذا لم يقم الليكود بإزاحته من رئاسة القائمة قبل الانتخابات.
حكومة انتقالية كهذه (التي سيستدعى اليها الليكود ويرفض) ستعاقب نتنياهو على نزوة تقديم الانتخابات فقط بسبب أن الشرطة تشكّك فيه مرتين بتلقي الرشوة. وهو لا يستحق جائزة كهذه تتمثل في استخدام صناديق الاقتراع للتملص من سلطة القانون.
من الغريب أن كحلون وبينيت لا يدركان أن عليهما فعل كل ما في استطاعتهما من أجل إزاحة نتنياهو من رئاسة الحكومة إذا تم تقديم موعد الانتخابات. كل ذلك بسبب الخوف الغامض من الادعاء الهستيري بأنهم قاموا بحل حكومة اليمين، في الوقت الذي قام فيه رئيسها بهذا العمل. «لهم عيون لا يرون بها، وآذان لا يسمعون بها».
هآرتس