فوضى في الجو: جدعون ليفي
المحتل مصاب بالملل وهذا أمر بارز، مصال بالملل حتى الموت، ليس هناك الكثير من الإرهاب باستثناء خدمات الأشخاص المنفردين وفتيات المقصات. أيضا الحواجز الفجائية و«تشبيك الفضاء» والاقتحامات الليلية للقرى لأغراض التدريب وكسر الروتين لا تعتبر شيئا كبيرا يمكنه أن يبدد الملل .
في التلفزيون يبثون مسلسل إثارة عن المستعربين ـ المستعربون الحقيقيون يجلسون في قواعدهم ولا نقول في بيوتهم. في يوم جميل خاص هم يخرجون ويذهبون للقيام بعمليات جريئة خلف خطوط العدو: يندسون في مظاهرة لرشق الحجارة لطلاب مدارس ويعتقلون اثنين يحملان المقلاع. هكذا، لا يوجد هناك ما يروونه لعائلاتهم والأصدقاء، لا توجد أعمال بطولية، لا توجد إثارة، أمر ممل. فماذا نعمل مع كل وحدات النخبة التي أنشأناها؟ كيف سنحصل غدا على ميزانيات جديدة وهالة أخرى؟
فوضى تجبي النجاح، هكذا يحب الإسرائيليون أن يروا أبطالهم اليهود والعرب. نحتاج أيضا إلى فوضى في الحياة. لماذا لا نعمل فوضى في الجامعة؟ ثلة من الأطفال، والقوات المتخفية تنطلق في الفجر، مقاتلو الوحدة الخاصة للشرطة، مسلحون بالكاميرات من أجل الأخبار في التلفزيون، في طريقهم إلى العملية. الساحة: جامعة بير زيت، «عش الدبابير لحماس»، هكذا يقولون للمحاربين. الهدف: رئيس اتحاد الطلاب عمر الكسواني، مخرب كبير، هكذا بالتأكيد أخبر المركز الميداني في الشباك في توجيهه لمتعهدي التنفيذ، رجال شرطة الوحدة الخاصة في حرس الحدود أو الشرطة. أبطال على الطلاب.
المهمة نفذت بسرعة. نجاح كبير. الحرم الجامعي في أيدينا والآن الكسواني أيضا. القائد الطلابي جر بعنف وبتهديد بالمسدس في أروقة الحرم الجامعي الفاخر والحديث في بير زيت أمام الطلاب المصدومين.
في الحرب ضد الإرهاب أنتم تعرفون أن كل شيء مسموح. أيضا خرق القاعدة غير المكتوبة بأن قوات الشرطة والجيش لا تدخل الحرم الجامعي، مهما كان مضحكا قول ذلك. في اليوم التالي تم تعليق الدراسة في بير زيت، التي اكتست بالدهشة والكراهية المبررة لمن فعل ذلك. أي جامعة إسرائيلية لم تفتح فمها بالطبع، ما للجنة رؤساء الجامعات بهذا الأمر. ما للعمداء والأساتذة وخرق حرية الأكاديميا.
يوجد لديهم برامج أكاديمية خاصة لمن يقومون بكل ذلك. أيضا لم يقم أي من زعماء الطلاب اليهود بفتح فمه احتجاجا على اختطاف نظيره. هم مشغولون بالإعداد لاحتفالات يوم الاستقلال.
الآن الكسواني في التحقيق لدى الشباك، غنيمة كهذه لم تتوفر لهم منذ فترة. مرتين حاولوا اعتقاله والآن ها هو الهدف الكبير بين أيدينا. ربما سيثبتون أنه حرض وربما دعا إلى التمرد، وبالتأكيد أنه لا يحب الاحتلال، وهذا أمر خطير بحد ذاته، ربما أيضا أنهم لن يكلفوا أنفسهم ويقومون بإرساله إلى الاعتقال الإداري بدون محاكمة.
أيضا السلطة الفلسطينية اعتقلته ذات مرة لأنه نظم مظاهرة ضدها. الآن تعتقله الديمقراطية الإسرائيلية باتهامات مشابهة. الكسواني هو معتقل سياسي ينضم إلى مئات المعتقلين السياسيين الآخرين الذين يوجدون في أيدي الديمقراطية الوحيدة. المراسلون العسكريون عرفوا كيفية تكرار التفاصيل حول الخطر الذي تم إحباطه. الكسواني هو حمساوي، ولا خلاف حول ذلك. من سيحل محله بالتأكيد سيكون ممثل البيت اليهودي في بير زيت.
الآن العملية تعرض للخطر كل صحافي إسرائيلي يقترب من المناطق. نفي الشرطة بأن المستعربين لم يتنكروا كمراسلين تواجه بشهادات الطلاب الذين شاهدوهم وهم يحملون الكاميرات والميكروفونات ويقدمون أنفسهم على أنهم صحافيون.
هناك ألف طالب آخر بالتأكيد سجلوا في هذه الأثناء لحماس. هم لن ينسوا كيف قاموا بجر قائدهم داخل الجامعة. هذا كان اختطاف مثل كل اختطافات الجيش الإسرائيلي والشباك وحرس الحدود. وفي المساء فرح الإسرائيليون وهم يشاهدون صور البطولة. لقد حصلوا مرتين على فوضى في المساء، في عملية 1 زائد 1.
كم هو بائس النظام الذي يخطف زعيم للطلاب من جامعته، وكم هو ظالم، لكن البؤس الحقيقي يوجد في رد المجتمع الإسرائيلي، ولا سيما في مجتمع الأكاديميا. باختصار، ما حدث هو في نظرهم مساء لطيف آخر من الإثارة الجميلة.
هآرتس