من الصحافة البريطانية
انتقدت الصحف البريطانية الصادرة اليوم العلاقات بين بريطانيا والسعودية، وابرزت دراسة تثبت أن الشائعات تنتشر بشكل أسرع من الأخبار الحقيقية وتصل إلى قطاع اوسع من الناس.
في صحيفة الإندبندنت انتقد مارك ستيل العلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، وتساءل لماذا وجهت الحكومة البريطانية الدعوة لمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي لزيارتها بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟
أما صحيفة الديلي تليغراف فنشرت موضوعا لمحررة الشؤون العلمية سارة نابتون بعنوان “مارك تواين كان محقا: الشائعات تنتشر أسرع من الحقائق”.
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان “لو قالت تيريزا ماي إن السعودية يجب أن تبدأ إصلاحات سياسية فيجب ان نثق في حدوث ذلك“.
المقال الساخر الذي كتبه الصحفي مارك ستيل يتناول بالنقد العلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، إذ يتسائل ستيل: لماذا وجهت الحكومة البريطانية الدعوة لمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي لزيارتها بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟
ويضيف ستيل “إنه لا شك أن بن سلمان أحد رموز الحركة المطالبة بحريات النساء، فالمملكة تعد من إحدى الدول القليلة التي لا تحاكم المرأة إذا قادت السيارة تحت تأثير الخمور ولكن لماذا؟، يتسائل ستيل قبل أن يستدرك ساخرا، لأنها لم تكن تسمح للمرأة بقيادة السيارات أصلا“.
وفي السياق نفسه يقول ستيل إن المرأة في السعودية أقل تعرضا للتحرش من المرأة في لندن وذلك لأن المرأة السعودية لا تركب وسائل المواصلات العامة دون الحصول على إذن من ولي أمرها الشرعي والذي لا بد ان يكون بالضرورة رجلا.
ويقول ستيل متهكما إن السعودية يبدو أنها ستشهد خلال الأعوام المقبلة تغيرات كبيرة وحادة ومساع لتصبح ديمقراطية ويردف قائلا “ومن يمكن ان يكون أصلح لقيادة هذا التغيير من الأمير محمد بن سلمان؟“
ويضيف ستيل “بن سلمان سيعمل على ضمان مشاركة السلطة وتداولها ديمقراطيا فهو ولي العهد ووزير الدفاع وقائد الشؤون الاقتصادية وقد عينه والده في كل هذه المناصب بعدما كان قبل ذلك مجرد أمير متواضع“.
ثم يشير ستيل إلى الإعلانات الكبيرة الملصقة على اللوحات الإعلانية على طريق موكب الأمير من المطار إلى المنزل الذي سيقيم فيه مشيرا إلى أن صور الأمير الموجودة على اللوحات وقد كتب تحتها “نقوم بالتغيير في المملكة العربية السعودية”، موضحا أن الذي وضع هذه اللوحات هي شركات العلاقات العامة والتي يمكن للأمير أن يدفع لها الأموال ليرحب بنفسه في أي مكان يتوجه إليه مردفا بشكل ساخر “من الصعب أن تبقى متواضعا وتحظى بعلاقات طيبة مع الناس في الوقت نفسه الذي تشعر فيه بأنك تحصل على تقدير وافر“.
أما صحيفة الديلي تليغراف فنشرت موضوعا لمحررة الشؤون العلمية سارة نابتون بعنوان “مارك تواين كان محقا: الشائعات تنتشر أسرع من الحقائق“.
تقول نابتون إن المقولة الشهيرة بأن “الشائعات تلف العالم سريعا بينما تراوح الحقائق مكانها” اتضح أنها صحيحة بعدما أثبتتها التجارب العلمية.
وتشير نابتون إلى أن المقولة تعزى إلى الروائي البريطاني، الذي عاش خلال القرن التاسع عشر، مارك تواين وقبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار على مدار الساعات الأربع والعشرين.
وتوضح نابتون ان دراسة قام بها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة أثبتت أن الشائعات تنتشر بشكل أسرع من الأخبار الحقيقية وتصل إلى قطاع اوسع من الناس وهو ما وصفه الباحثون بأنه أمر مخيف.
وتقول نابتون إن تحليلا لقصص إخبارية بين عامي 2006 و 2017 أظهر أن الأخبار المغلوطة تزداد نسبة إعادة نشرها من المتلقين على وسائل التواصل الاجتماعي بنحو 70 في المائة كما أن الأخبار المغلوطة استغرقت نحو سدس الوقت المستغرق لتصل إلى 1500 متلقي مقارنة بالأخبار الصحيحة.
وتنقل نابتون عن ديب روبي المديرة السابقة في تويتر بين عامي 2013 و 2017 قولها إن “هذه النتائج تلقي الضوء على حقيقة الاتصالات البشرية على شبكة الإنترنت” وأردفت ناصحة جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي “بالتفكير قبل إعادة مشاركة أي شيء”.