من الصحافة الاسرائيلية
ابرزت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك” في واشنطن حيث استعرض خلالها ما اعتبرها إنجازاتها، من ضمنها العلاقات التي كونها مع دول عربية، وعلى رأسها الإمارات كما كرر في خطابه تهديداته لايران قائلا: “يجب علينا إيقاف إيران… وسنوقفها“، واستعرض نتنياهو أمام المجلس الداعم لإسرائيل ما اعتبره إنجازاته والعلاقات التي شكلها مع الدول العربية بالسر والعلن، في الوقت الذي عُرض على شاشة عملاقة خلفه، صورًا لطائرة تابعة شركة الطيران الوطنية الإماراتية “الاتحاد“، وزعم نتنياهو أن “إسرائيل لم تتمتع قط بهذا القدر من القوة العسكرية”، وأشار إلى الإسهامات الاستخباراتية والتكنولوجية للعالم.
ونقلت الصحف عن مقرب من المستشار الإعلامي السابق لعائلة نتنياهو نير حيفتس قوله إن الأخير عمل على جمع أدلة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته ساره لمدة سنوات وأوضحت أن حيفتس، الذي وقع اتفاقية “شاهد الملك” مع الشرطة الإسرائيلية في إطار التحقيق في قضايا الفساد التي يشتبه فيها نتنياهو، “أبقى المعلومات خارج منزله حتى لا تضع الشرطة يديها على الأدلة ليتمكن من استخدامها بمثابة بطاقة مساومة أثناء التحقيق مع الشرطة“.
وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنذارًا إلى شركائه في الائتلاف الحكومي، في ظل أزمة قانون التجنيد التي تهدد بتفكك الحكومة، وطالبهم من خلاله التوصل إلى حل طويل المدى من شأنه أن يسمح باستمرار الحكومة حتى نهاية ولايتها الحالية، وإلا سوف يدفع نحو الخيار الآخر – الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وبحسب القناة الإسرائيلية العاشرة، نتنياهو غير معني بإجراء انتخابات في المدى القريب، إلا أن خيارًا كهذا لا يرتبط فقط برغباته، وإنما بشركائه بالائتلاف الحكومي، وعلى ضوء ذلك، أوضح رئيس طاقم نتنياهو لمركبات الائتلاف الحكومي، وزير المالية موشيه كحلون، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ولأحزاب الحريديم، أنه “لن يتم قبول أي حل مرحلي من شأنه أن يفجر المسألة من جديد خلال الأشهر المقبلة، وأن يعيد تهديد استقرار الحكومة“.
وأشارت القناة إلى أن الصيغة النهائية لحل قد يرتضيه نتنياهو تكون بتوافق جميه مركبات الائتلاف الحكومي وبالتشاور مع المستشار القضائي للحكومة، فيما نقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو قولهم: ” الشركاء في الائتلاف موجودون في أحراش الكينا، كل على شجرته الخاصة”، وأن المشكلة الأساسية تكمن عند ليبرمان.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن إمكانية أن تشهد البلاد انتخابات مبكرة للكنيست واردة بالحسبان، وأجمعت بأن صاحب القول الفصل في القضية وتجاوز الأزمة التي تعصف في الائتلاف الحكومي، هو رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المتواجد في أميركا.
وفي هذا السياق، أكدت القناة العاشرة أن أعضاء الكنيست من قائمة “ديغيل هتوراة”، وهي جزء من حزب “يهدوت هتوراة”، سيجتمع مساء اليوم مع مرجعياتهم الدينية للبحث مع الحاخامات إلى أي مدى سوف يقدمون “تنازلات” بشأن مسألة قانون التجنيد، أو مواصلة تهديداتهم بعدم تمرير “موازنة 2019″، إذا ما لم ينصاع الائتلاف الحكومي إلى صيغتهم حول قانون “التجنيد“.
وإذا ما تقرر في اجتماع “ديغيل هتوراة” مع الحاخامات ومرجعياتهم الدينية على أداء أكثر مرونة، سوف تسمح ذلك لقسم من أعضاء الكنيست من “يهدوت هتوراة” وأعضاء الكنيست من “شاس”، أي عشرة من أصل 13، دعم الموازنة في مقابل المصادقة بالقراءة التمهيدية على “قانون التجنيد“.
“الحريديم”، بحسب القناة العاشرة، على استعداد لبذل جهود لإنقاذ الائتلاف، حتى لو كان ذلك يتطلب اجتماعا مشتركا لجميع المجالس الكبرى للحاخامات. وفي الوقت نفسه، هناك تخوف لدى أحزاب “الحريديم” أن يصر نتنياهو على الذهاب إلى انتخابات مبكرة رغم كل شيء بداعي قضايا الفساد التي تلاحقه.
وفي وقت سابق، كرر كحلون تهديداته على إثر النقاش المحتدم حول قانون التجنيد ومساومة الحريديم على الميزانية، بالقول: “المواطنون الإسرائيليون سوف يقضون وجبة عيد الفصح العبري إما دون ميزانية أو دون وزير مالية”، وأكد أنه وأعضاء حزب “كولانو” بقيادته، سوف يستقيلون من الحكومة إذا لم تمر الميزانية حتى موعد أقصاه 30 آذار/ مارس الجاري .
وأضاف كحلون أنه “لن اكون قادرا على العمل ومواصلة العمل كوزير مالية إذا لم تمر الميزانية بنهاية الدورة، أي قبل عيد الفصح (العبري؛ والذي يصادف 30 آذار/ مارس الجاري)”. وتابع أنه “من المهم التأكيد على أنه لا يوجد أي رابط بين قانون التجنيد وأنه لا معنى لربطه في ميزانية الدولة“.
وأكد مصدر في الائتلاف للقناة العاشرة أن الأزمة لن تحل دون تدخل كبير ومباشر لنتنياهو، الذي يعود في نهاية الأسبوع من زيارته إلى واشنطن، وأن ميزانية 2019، التي يصر كحلون على تمريرها خلال الأسبوعين المقبلين، كان من المفترض أن يتم المصادقة عليها مع بنود وتعديلات على ميزانية عام 2018 من فترة.