وحدة قوى خيار المقاومة
غالب قنديل
لا يملك أي وطني سيادي لبناني ترف التمهل او التردد في معركة يعتبرها العدو مصيرية وتحشد فيها الولايات المتحدة جميع أدواتها وعملائها واجهزتها الإعلامية والاستخباراتية وتستنفر خلفها جميع الحكومات التابعة لنفوذها في المنطقة والمطلوب واحد : الثأر من قوى المقاومة وشركائها وداعميها وجمهورها الحاضن وتحصين قوى خيار الاستسلام للمشيئة الأميركية وللوصاية السعودية والإذعان للشروط الصهيونية ووجهة الثأر منع خيار المقاومة من الحصول على غالبية نيابية.
إنه زمن الثأر الأميركي لجيوش المرتزقة وعصابات القاعدة وداعش والأخوان التي هزمها المقاومون بالشراكة مع الجيش الوطني دفاعا عن لبنان وعن سورية والعراق والثأر لفشل إسرائيل في ترهيب الدولة اللبنانية ولي ذراع القيادات اللبنانية بالرضوخ لخططها العدوانية التوسعية في البر والبحر والجو.
النفير الأميركي السعودي الصهيوني يستدعي نفيرا وطنيا لبنانيا ورصا للصفوف خلف الخيار المقاوم في جميع الدوائر وتشكيل لوائح الخيار واستنفار الجمهور لأجلها وليكن الفرز على هذا الأساس ولا مجال للميوعة ولا للحسابات الذاتية الحزبية او الشخصية ولا لتورم الطموحات والعقد الذاتية التي تبعثر القدرات والإمكانات السياسية والإعلامية والانتخابية .
خلال أيام تبدأ مهل تشكيل اللوائح بعد إقفال باب الترشيحات وما يتمناه جميع الوطنيين وسائر داعمي الخيار المقاوم ان تكون قوى هذا الخيار موحدة في اللوائح بتواضع الأحزاب والقوى والشخصيات وارتضائها تحمل كلفة الشراكة والتخلي عن طموحات ورهانات وحسابات ذاتية لا يجب ان تقف عقبة في وجه وحدة اهل الخيار .
المتوقع من الشعب اللبناني المناصر للمقاومة والحاضن للجيش الوطني الذي شارك المقاومين بناء معادلات الدفاع عن الوطن والشعب ضد العدو الصهيوني والتكفيري ان يهب ليقول في الصناديق انه متمسك بالخيار الذي انتصر وحمى لبنان وردع العدو الصهيوني وصد العدوان التكفيري.
لامكان للنزوات الشخصية ولا للحساسيات الذاتية ولا للمجادلة في هوية مرشحي لوائح الخيار او معاينتهم بحساب الخدمات الشخصية والعلاقات الشخصية بل بأولوية الانتصار في معركة مصير دفاعا عن الوطن وطالما جميع الشركاء في الخيار مدركون لحقيقة المخاطر ولأهداف القوى المعادية فيجب ان تكون المجابهة في المستوى المنشود ويجب ان يحاصر المتلكئون وتخنق جميع محاولات الاختراق والتلاعب التي يحركها التدخل الخارجي الأميركي الغربي والسعودي.
لن نفهم أبدا ان تحول أي تعارضات او تناقضات او مطالب دون ان يحتشد الوطنيون جميعا بشخصياتهم واحزابهم ليكونوا كتلة قوية وصلبة في هذه المعركة ويجب ان نحملهم المسؤولية من اليوم عن تفويت فرصة سانحة لبلورة غالبية مناهضة للوصاية ملتزمة بالسيادة والاستقلال وبالمقاومة والجيش والشعب.
لقد تأخر العمل المنشود لرص الصف الوطني ولمعالجة النتوءات والعنعنات وتذليل العقبات التي تحول دون توحيد الجهود في المعركة الانتخابية التي ستقرر مستقبل لبنان السياسي ومصيره لسنوات قادمة.
لن يكون مفهوما ولا مبررا تغليب التعارضات الثانوية على القضايا المبدئية الجامعة وعقلية تناحر الوجهاء على استحقاق وحدة الصف الوطني المقاوم المستهدف بوجوده على جميع المستويات والتهرب من المسؤولية تحت شعار ان النسبية تحتمل توزع مرشحي الخيار الواحد على لائحتين او اكثر هو هرطقة كاملة فالحاصل الانتخابي يقرر مساحة التمثيل قبل احتساب التفضيل وكل إضعاف لحاصل تمثيل اللوائح الوطنية المقاومة هو إضعاف للخيار المصيري والوجودي حتى لو توفرت فرص الاستفادة من وجود لائحتين وطنيتين في بعض الدوائر.
هذه الانتخابات هي محطة مهمة وثمة بعدها حياة سياسية وبرلمانية مستمرة لكن أي خطة مستقبلية يجب ان ترصد من الآن عيوب التجربة الراهنة وثغراتها الخطيرة الناتجة عن انقسامات وحساسيات ذاتية غير مبررة ترتب أضرارا كبيرة كان من الممكن تلافيها ونحمل جميعا كوطنيين مسؤولية تجاهلها والقعود عن المبادرة لاحتوائها وتفكيكها بالصورة المناسبة بدلا من إهمالها وتركها تتفاقم لاستلحاقها في ربع الساعة الأخير.