الحقبة السورية قادمة
غالب قنديل
يتباكى كثيرون على الشعب السوري وهم شركاء في اللعبة الجهنمية لسفك دمائه ونهب ثرواته واقتلاع أبنائه ونثرهم في المحيط الإقليمي وأقاصي بلدان العالم والمفارقة ان ينبري للندب بعض السوريين الذين باعوا انفسهم للمشغل الأجنبي الأميركي والفرنسي بل والصهيوني وفي اكثر الحالات تحفظا للمشغل الخليجي تعبيرا عن نبض “عروبتهم “.
هؤلاء يتقدمون طوابير العويل وهم يندبون عجز المغيث الأميركي عن شن حرب كبرى لتدمير بلدهم طلبوها وتمنوها منذ بدء لعبتهم الجهنمية التي غلفوها بأكاذيب الثورة السلمية التي شهدت أفظع المذابح على أيدي عتاة التكفيريين والأخوان والمرتزقة الدوليين الذي استحضروا إلى سورية بقرار عالمي متعدد الجنسيات كمثل فصائل الإرهاب.
سورية تنهض من بين الركام بإرادة صلبة وتقاوم القتلة ومفجري الحروب وقوى الهيمنة الاستعمارية دفاعا عن استقلالها وعن دورها القومي.
إنها سورية التي صمدت سبع سنوات في وجه أشد موجات التدمير المعاصرة توحشا وهي صمدت في البداية وحيدة ودفعت كلفة عالية لعدم فهم أصدقائها لحقيقة ما يستهدفها ويستهدفهم من خلالها بعدما اختلقه حلف العدوان من روايات افتراضية عن دعوات الإصلاح وعن التحركات السلمية التي نبش المحتشدون فيها ما تم تخزينه من السلاح في البساتين والحارات والمخابئ بل واحيانا في المساجد والأنفاق التي هربت لإنجازها عشرات الحفارات الألمانية الحديثة التي مولت شراءها قطر والسعودية.
الحقبة السورية الجديدة علامتها نهوض الجيش العربي السوري بقوته المتجددة تنظيما وتجهيزا وعديدا وبشارتها نهوض الوعي الشعبي الوطني والعودة إلى حضن الدولة وركل الأكاذيب والخدع التي تكشفت وافتضح امرها عن الثورة والثوار بعدما أعمل وحوش التكفير سكاكينهم في القلوب والعقول وخلفوا وراءهم آلاف المذابح والمسالخ البشرية الفظيعة.
الحقبة السورية الجديدة إشارتها وعي شعبي ينتشر ويتوسع في جميع انحاء سورية لحقيقة ما استهدف الوطن وارتباط المتآمرين بالكيان الصهيوني واستعادة قدرة الردع السورية ضد طيران العدو هي بشارة تحول كبير هتف لها السوريون في كل مكان.
الحقبة السورية القادمة عنوانها ان شركاء الصمود في وجه العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي هم شركاء البناء بعد الحرب والبناء المنشود يشمل البشر والحجر فهو كناية عن عملية شاملة للتجدد الوطني تطال المجتمع والاقتصاد والتربية والتعليم وسورية في سياق هذا التحول ستكون ركيزة لكتلة شرقية صاعدة تضمها مع روسيا والصين والهند وإيران والعراق وتتسع لكل العرب الذين ينتفضون لكرامتهم فيتفلتون من الارتباط الذليل بالغرب الذي يسعى للهيمنة على ثرواتهم وأسواقهم بكل فجاجة ولا يقيم وزنا لكرامتهم بل هو يجاهر بتبني الكيان الصهيوني وخططه ويريدهم ان يخضعوا لسيطرته الإقليمية.
الحقبة السورية الجديدة لها عنوان هو الكرامة القومية وإرادة الاستقلال والمقاومة ضد الهيمنة والاحتلال والغزو وبالتأكيد سيولد فجر جديد على أرض سورية وتمرغ وجوه العملاء بوحل هزيمة أسيادهم.
الحقبة السورية القادمة ستفرض إحياء الحركة القومية والعروبة ونهوض المارد العربي الجديد مع انتصار سورية على الغزاة والمستعمرين فالمعركة الفعلية من اجل استقلال سورية وعزتها ومناعتها التي يقودها الرئيس بشار الأسد هي ضد الإمبراطورية الأميركية التي تحرك عملاءها وأدواتها من الحكومات والميليشيات المرتزقة والعميلة ومعها الكيان الصهيوني وملحقات من الحكومات العربية التابعة التي تنفذ تعليمات المخبرين الأميركيين لديها.
ستكون ولادة جديدة للمجد القومي بانتصار قادم لا محالة يتوج بطرد المحتل الأميركي وفي عقبه المعتدي الصهيوني والتركي وسوف يحفظ تاريخ العرب ان رئيسا سوريا مقاوما صلبا صمد في وجه أعتى مؤامرة على الشرق وقاد بلاده إلى النصر ولم تنل من عزيمته جميع التهديدات في احلك الظروف وكتب مع شعبه وجيشه بداية لنهضة عربية معاصرة.