العويل لن يوقف الحسم
غالب قنديل
تدشن القيادة السورية مرحلة جديدة من المسيرة الوطنية الكبرى التي تخوضها لتحرير كامل التراب السوري من عصابات الإرهاب والتكفير وجيوش مرتزقة حلف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة وفي هذه المرحلة يتركز القرار الوطني السوري على تطهير جميع الجيوب الباقية عبر استخدام أسلوب التفكيك بعد التجميد والحسم والترحيل.
الغاية الراهنة هي التخلص من جميع بؤر الاستنزاف التي تعرض الشعب العربي السوري في مناطق سيطرة الدولة التي تمثل ما يفوق ثلاثة أرباع المساحة السورية لأضرار امنية واقتصادية جسيمة ينبغي التخلص منها لإحياء كامل دورة الحياة والإنتاج في هذه المناطق والانصراف لمعركة طرد الاحتلال الأجنبي ويكفي استعراض الخسائر التي اوقعتها موجات قصف الشوارع والساحات والمدارس والبيوت والمستشفيات في العاصمة دمشق مضافا إليها تعطيل محتلي الغوطة لمئات المعامل والمنشآت الاقتصادية الزراعية والصناعية ولمن لا يقدر حجم المشكلة فالمساحة التي نتحدث عنها هي أقل قليلا من مساحة لبنان.
ليس من المصادفة ان تكون العتبة العسكرية لانطلاق عمليات الحسم في اكثر من منطقة ولاسيما في غوطة دمشق مباشرة بعد ردع العدوانية الصهيونية بإسقاط طائرة معادية لأول مرة منذ ستة وثلاثين عاما فهذه العتبة كانت إعلانا باكتمال إعادة بناء منظومة الدفاع الجوي التي استهدفها العدو بواسطة زمر الأخوان والتكفير التي يشغلها مباشرة او بواسطة الاستخبارات الأردنية والسعودية والقطرية والتركية فمعلوم للعارفين ان منظومات الدفاع الجوي كانت هدفا للعصابات الإرهابية منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية قبل سبع سنوات واحيانا كثيرة كان المسلحون يقومون بتقطيع وتجويف الصواريخ التي استولوا عليها من المواقع والمستودعات لتحويلها إلى عبوات ناسفة كما خربوا العديد من شبكات الرادار التابعة لسلاح الدفاع الجوي التي هاجموها تحت غطاء الغارات الصهيونية لكن الجيش العربي السوري أتم مؤخرا عملية شاملة لتحديث وإعادة بناء منظومات الدفاع الجوي السورية بصورة تشل القدرة الصهيونية على نجدة العصابات المهيمنة في البؤر المستهدفة.
كل المؤشرات تدل على ان القرار اتخذ باستكمال سيطرة الجيش العربي السوري على البؤر والمواقع التي تخترق امن المناطق التي تسود عليها الدولة الوطنية بلا منازع في حصيلة سبع سنوات من المقاومة والصمود الشعبي والسياسي والعسكري ضد العدوان الاستعماري والأمر سوف يستغرق زمنا ضروريا يقدر بعدة أشهر استعد لها الجميع في سورية وعلى كافة المستويات.
الحملة الإعلامية الاستباقية التي شنتها دول العدوان وأدواتها الإعلامية ومنصاتها تستنفر جميع الأدوات التي حشدت منذ البداية في ورشة تأليف وفبركة وترويج للطرق على الأبصار والأسماع بمواد تحريضية ضد الدولة السورية وهذه الحملة تعدت النطاق الإعلامي إلى تحرك سياسي رفيع تقرر من واشنطن مع خطاب امين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيرس امام مجلس الأمن الدولي المشحون بالتفجع على مدنيي الغوطة لاقتناص هدنة غايتها إراحة الإرهابيين وعرقلة حركة الجيش العربي السوري فالمدنيون الفعليون في الغوطة غادر قسم كبير منهم هربا من جور العصابات التي يراد تقديم الحماية لها وفي أسوأ الاحتمالات ضمان خروجها الآمن لتبقى صالحة للاستعمال في جولات عنف جديدة إن لم يكن في سورية فخارجها وقد سبق لأهالي الغوطة ان تظاهروا في أكثر من بلدة مؤخرا مطالبين بخروج العصابات المتناحرة الغاشمة والمتسلطة وبدخول الجيش العربي السوري وهي حقيقة يعرفها الجميع وطالعوا اخبارها لكن ثمة من يتجاهل ذلك بصورة مقصودة ولغاية معروفة.
كما جرت العادة بالإمكان من الآن توقع تحريك الضغوط بعد فبركة صور المجازر والاستعمال المزعوم لأسلحة كيماوية وربما غير ذلك من منتجات الدعاية الأميركية الصهيونية لمحاولة وقف اندفاع الجيش العربي السوري لاسترجاع المناطق من براثن الإرهابيين القتلة الذين يشكلون عبئا ثقيلا على الناس.
الإعلاميون والساسة المتفجعون يقفون في دائرة اتهام فعلية بأنهم متواطئون مع العصابات وينفذون مشيئة حلف العدوان الأميركي الصهيوني السعودي القطري التركي الأردني وإلى آخر قائمة الجهات المتآمرة على سورية من داعمي تنظيم الأخوان وعصابات القاعدة وداعش.
سيتواصل العويل وسوف يشتد كلما خسر الإرهاب رقعة سيطرة جديدة وتقدم الجيش العربي السوري وخلفه سائر مؤسسات الدولة لإعادة وصل شرايين الحياة الطبيعية في جميع مناطق العمليات التي يقودها جيش وطني متمرس ومحارب بكل جدارة وهو المنتمي إلى شعبه واهله ويقدم التضحيات الجزيلة من اجل حماية الناس وتثبيت حقهم في الحياة بكرامة وتحريرهم من بطش الأوباش والمتوحشين والمرتزقة.