مقالات مختارة

لا يقاطع أبو مازن إلا الرئيس الأمريكي: إيال زيسر

 

في خطابه أمس في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، عرض زعيم السلطة الفلسطينية أبو مازن، خطة سلام، موضوعها تجميد الأسرة الدولية لإجبار إسرائيل على الاستجابة للمطالب الفلسطينية. تتضمن خطة أبو مازن اعتراف أعضاء الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية وانعقاد مؤتمر دولي، يدير فيه الفلسطينيون وإسرائيل مفاوضات على أساس المبادرة العربية (التي تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل لحدود حزيران 1967 واعتراف، وإن كان مبدئيا، بحق العودة ).

ترفض إسرائيل كما هو معروف، الدخول في مفاوضات على أساس هذه الشروط. كان هذا موقفها منذ البداية، إذ إن اتفاقات السلام التي وقّعت عليها مع جيرانها العرب، تحققت في مفاوضات مباشرة وبمشاركة الولايات المتحدة، في ظل الأخذ بالحسبان مصالح إسرائيل واحتياجاتها الأمنية.

لقد وصل أبو مازن إلى الأمم المتحدة بعد أن زار تقريبا كل دولة وقارة في الأشهر الأخيرة. واشنطن وحدها هي التي يقاطعها، وفقط مع إسرائيل يرفض الدخول في مفاوضات مباشرة وبلا شروط مسبقة. وهو يواصل الأمل والحلم في أن أحدا ما في العالم سيؤدي المهمة نيابة عن الفلسطينيين وبدلا منهم، فيتباحث مع إسرائيل ويفرض عليها شروطهم. وهكذا فإنه يفوت مرة أخرى، لحظة مناسبة للفلسطينيين للتقدم للأمام بمصالحهم القومية.

يسعى أبو مازن للعودة إلى لحظة الفلسطينيين الكبرى في الأمم المتحدة قبل أكثر من سنة، في كانون الأول 2016، عندما تبنى مجلس الامن قرار 2234 الذي قضى بأن المستوطنات الاسرائيلية في يهودا والسامرة غير قانونية. لقد كانت إدارة أوباما أغلب الظن هي الروح الحية خلف القرار، وبامتناعها عن استخدام الفيتو أتاحت اتخاذه.

غير أن أيام أوباما انقضت منذ زمن. والولايات المتحدة، لا الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة التي في وسعها أن تدفع للأمام الآن تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. هذه الحقيقة الأساس يرفض الفلسطينيون قبولها. فهم مستعدون لأن يقبلوا المساعدة المالية السخية التي تمنحها لهم واشنطن، ولكن في الوقت نفسه يلعبون لعبة الحرد، يقاطعون مبعوثيها ويردّون مساعيها للسلام. ليس هكذا يتم التقدم نحو السلام!

إسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى