ماذا بعد رفض تركيا نشر قوات شعبية في عفرين؟: حميدي العبدالله
تمّ التفاهم بين وحدات الحماية الكردية، وبين الدولة السورية، على نشر «قوات شعبية» للدفاع عن الأرض السورية في منطقة عفرين في مواجهة الغزو التركي .
السؤال المطروح الآن ما هي آفاق الغزو التركي بعد قرار نشر قوات شعبية تعمل بإمرة الجيش السوري في هذه المنطقة؟
ردّ الفعل التركي جاء على مستويين، عسكري بإطلاق قذائف مدفعية على الطرق التي سوف تسلكها هذه القوات للانتشار في عفرين، الأمر الذي أدّى إلى تأخير نشر هذه القوات. المستوى الثاني سياسي جاء على لسان وزير الخارجية التركي، الذي قال إنّ انتشار قوات سورية في هذه المنطقة إذا كان للقضاء على وحدات الحماية الكردية، فهو مرحب به من أنقرة أما إذا كان لمساندة هذه الوحدات فسوف تهاجمه تركيا.
بعد هذه المواقف التركية يمكن رصد الاحتمالات الآتية:
ـ احتمال أول، أن يتمّ تسهيل انتشار هذه القوات لنزع ذرائع تركيا، ولكن من دون أن يكون لذلك ثمناً تطالب به تركيا وهو القضاء على وحدات الحماية الكردية، فهذا شأن سيادي تقرّره الدولة السورية وليس من حق تركيا التدخل فيه، وأيّ خلاف بين المكون الكردي والدولة السورية ستتمّ معالجته من خلال الحوار. الأرجح أن يتمّ تحقيق هذا الاحتمال استناداً إلى تأثير عاملين، الأول قيام موسكو وطهران بإقناع تركيا بذلك، والعامل الثاني مصلحة تركيا ذاتها، لأنّ إصرارها على مواصلة غزو عفرين دونه خسائر كبيرة، والحلّ المقترح عبر انتشار القوات السورية في منطقة عفرين وعلى امتداد حوالي 160 كيلومتراً من الحدود المشتركة بين البلدين هو في مصلحة تركيا، إذا كان فعلاً ما يقلق تركيا هو انتشار وحدات الحماية الكردية على طول هذه الحدود.
ـ الاحتمال الثاني، أن تستمرّ تركيا في الاعتراض على انتشار القوات الشعبية في منطقة عفرين، عندها سوف تنتشر هذه القوات بالقوة، وثمة إمكانية لانتشارها بطرق عسكرية معروفة طالما أنّ أكثر من 90 من منطقة عفرين لا تزال تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية. وفي هذه الحالة سوف تواجه تركيا ليس فقط حامية عفرين المكونة من وحدات الحماية، بل أيضاً القوات الشعبية التي سوف تنتشر انتشاراً عسكرياً لتعزيز الجبهات، وليس لتأمين الحدود، وهو ما كان مفترضاً في الاحتمال الأول، وستواجه تركيا بمقاومة أكبر، ومن غير المستبعد استخدام الدفاعات الجوية السورية لتحييد عمل الطيران التركي استناداً إلى مواقف رسمية معلنة عشية الغزو من قبل الدولة السورية.