الجعفري: الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبل بلاده وأن سوريا ملتزمة بما صوت عليه السوريون في مؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري في سوتشي وليست معنية بأي لجنة خارجية .
وأوضح الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا اليوم أن أميركا بوجودها في سوريا تنتهك القرار 2254 الذي وافقت عليه والذي يؤكد الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا، لافتا إلى أن المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة نصت على احترام مبدأ المساواة في السيادة وامتناع الدول عن التهديد باستخدام القوة ضد أي بلد.
وأعرب الجعفري عن الأسف لعدم تطرق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا في إحاطته أمام المجلس إلى وجود احتلال أمريكي تركي في سوريا.
وقال الجعفري “إننا في سوريا ندرك أن بلادنا ليست الضحية الأولى نتيجة انتهاك بعض أعضاء مجلس الأمن لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولكن ما تعانيه سوريا جاء كنتيجة للتعامي عن كل تلك الانتهاكات السابقة على مدار عشرات السنين“.
ولفت الجعفري إلى أن سوريا تعرضت لحرب عالمية إرهابية لا سابق لها على مدى 7 سنوات في ظل صمت البعض وتواطؤ البعض ولا مبالاة البعض وتغاضي البعض وتآمر البعض الآخر مبينا أن بعض الدول النافذة في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا سخرت كل طاقاتها للنيل من سوريا أرضا وشعبا وموقفا سياسيا ولتصفية حساباتها القديمة معها.
وحول ما تتعرض له سوريا من حملة إعلامية تضليلية قال الجعفري إن “تلك الدول سخّرت ماكيناتها الإعلامية وبعض موظفي الأمم المتحدة لتشويه حقيقة ما جرى ويجري في سوريا وتضليل الرأي العام الدولي بشأن ما يعانيه المدنيون فيها إنسانيا بفعل ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة التي دأبت على مدى السنوات السبع الماضية على اتخاذ المدنيين في مناطق تواجدهم دروعا بشرية“.
وتابع الجعفري إن الإرهابي المرتزق اليوم يأتينا من 100 دولة عضو اسمه “معارضة سورية معتدلة”، مشيرا إلى اعتراف “رئيس وزراء مشيخة” قطر السابق بأن دعم الإرهابيين كلف الدول الداعمة للإرهاب 137 مليار دولار وإلى إقرار سفير الولايات المتحدة السابق في دمشق بأن بلاده صرفت 12 مليار دولار خلال 4 سنوات منذ عام 2014 وحتى عام 2017 بهدف “تغيير الحكم في سوريا“.
وذكّر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بوثائق ويكيليكس التي فضحت سياسات الإدارات الأميركية المتعاقبة المعادية لسوريا منذ الغزو الأميركي البريطاني للعراق حيث تلاعبت هذه الدول بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما قدمت للمجموعات الإرهابية وسهلت امتلاكها للمواد الكيميائية السامة لاستخدامها ضد المدنيين الأبرياء ومن ثم التلاعب بمكان الحوادث وفبركة المعلومات وتقديم شهادات زور مضللة لآلية تحقيق مشكوك بمصداقيتها وحياديتها ليتم اتهام الحكومة السورية واتخاذه ذريعة لشن العدوان عليها.
وأضاف الجعفري إنه عندما هاجمت القوات الشعبية السورية تنظيم “داعش” الارهابي قامت القوات الجوية الأميركية بقصف هذه القوات ما يكشف مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك الوظيفة الحقيقية لهذا التحالف والدور الذي تلعبه واشنطن في دعم تنظيم “داعش“.
وحول مؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري الذي عقد في سوتشي جدد الجعفري ترحيب الحكومة السورية وإشادتها بجهود الاتحاد الروسي وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين في عقد واستضافة هذا المؤتمر، مشدداً على ضرورة التنبه إلى الحيثيات وعدم التلاعب أو التفسير المغلوط لما صدر عن سوتشي.