من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار : لقاء الثلاثاء… ثنائي أم ثلاثي؟
كتبت “الأخبار “: تشخص أنظار القوى السياسيّة نحو اللقاء المرتقب غداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، بعد أجواء من التوتّر العالي خلفتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل وكلامه بحقّ رئيس المجلس النيابي. التهدئة وقعت منذ أن تلقّى برّي اتصال عون الأسبوع الماضي، وفيه جرى الاتفاق على اللقاء، إلّا أن هذه التهدئة لا يبدو أنها تشمل باسيل، الذي لا تزال حركة أمل حانقة عليه على خلفيّة الكلام المسيء بحقّ رئيسها، فيما “لم يرضَ” برّي بعد على الرئيس سعد الحريري.
فالكلام كثيرٌ حول رفض برّي حضور الحريري قمّة الرئيسين المرتقبة، وفي الوقت نفسه، يكثر الحديث عن أن عون سيسعى جاهداً لترتيب انضمام الحريري إلى اللقاء، بعد ترطيب الأجواء مع بري. إلّا أن رئيس المجلس، حين سألته “الأخبار” أمس عن إمكانية حضور رئيس الحكومة غداً، قال: “لا يوجد أي مؤشّر حتى الآن على احتمال حضور الحريري”. ورأى برّي أمام زوّاره أن اللقاء مع عون “ستظهر على أساسه بوادر المرحلة المقبلة”، لكنّه أكّد استنتاجاته من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن “ما حصل يشير إلى أن هناك من يحاول تخريب الوضع الأمني، وعلينا تفتيح عيوننا عشرة على عشرة”، مؤكّداً أن “الانتخابات حاصلة في موعدها”، علماً بأن أبواب الترشح إلى الانتخابات ستُفتح اليوم.
اهتمام رئيس المجلس ينصبّ على الاجتماع “الثلاثي” غير المباشر اليوم في الناقورة، بين ضبّاط العدوّ وضبّاط القوات الدوليّة والجيش اللبناني، الذي سيعيد فيه ممثّل لبنان الموقف الرسمي اللبناني بتأكيد التمسّك بالنقطة 23 البحرية، والحفاظ على حقّ لبنان في الدفاع عن ثروته النفطية ورفض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وادعاءاته بـ”ملكيّة” كيان العدوّ للبلوك 9 الجنوبي. كذلك من المنتظر أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى الأربعاء لمناقشة التهديدات الإسرائيلية.
بدوره، علّق وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على المزاعم الإسرائيلية، معتبراً أن “حقنا في ثرواتنا ليس قابلاً للمساومة، وبالتالي وقّعنا الاتفاق مع الشركات النفطية للتنقيب في البلوك الرقم 9، وأي كلام أو تهويل إسرائيلي بهذا الخصوص، ينتمي إلى مرحلة ماضية وسابقة، ولا سيما أننا كلبنانيين أجمعنا على التصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا التهديد الإسرائيلي، والمقاومة جزء أساسي من هذا التصدي في موقفها السياسي وجاهزيتها دفاعاً عن حق لبنان في أي شيء له صلة بسيادتنا وحقوقنا”. وبشأن الانتخابات، رأى فنيش أن “كل كلام يقال عن أن القانون الحالي للانتخابات يعطي حزب الله فرصة الإمساك بالمجلس النيابي، هو كلام تحريضي، لأن من يقرأ القانون جيداً وكيفية إدارة التحالفات وتطبيقاته وإدارة البلد، يعرف أنه ليس بإمكان أي جهة أن تسيطر وحدها”، مشيراً الى أن “بلدنا لا يمكن أن يحكم بجهة واحدة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية، فلبنان يحكم بالشراكة، وطبيعة نظامنا السياسي، على علّته وشوائبه، هو نظام توافقي تشاركي“.
من جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن “لبنان لا ينتظر مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا عاصفة حزم لحماية السيادة والثروة النفطية اللبنانية، والمقاومة تعرف كل واجباتها الوطنية بالتكامل بينها وبين الجيش اللبناني”. وأضاف أنه “بمعادلة المقاومة، نستطيع حماية الثروة النفطية وانتزاع كامل حقوقنا من العدو الإسرائيلي وأن المقاومة تمتلك قدرة تفوق كثيراً عما كانت تمتلكه في 2006. وهذا ما يردع العدو”. وأضاف أن “حزب الله بالتحالف مع حركة أمل لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، وإنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصّن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية. لكن السفارات الأجنبية الأميركية والسعودية والإماراتية ترفع فزاعة سيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض“.
أمنياً، نفّذ الجيش مساء امس عملية دهم في باب التبانة لتوقيف أحد المطلوبين البارزين المدعو هـ. ب. الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم “داعش” في سوريا. وقد جوبه عناصر الدورية بالرصاص والقنابل اليدوية، ما أسفر عن سقوط شهيد للجيش وجرح آخرين. وجرى تطويق المكان من قبل قوة من الجيش لتوقيف مطلقي النار
البناء : “إسرائيل” تتراجع عن تهديدات ليبرمان: لا نريد الذهاب إلى الحرب… لكننا سندافع عن أنفسنا ماذا قال باتروشيف لكوهين… وماذا سمع نتنياهو من بوتين حول خيار التصعيد؟ اليوم يبدأ الماراتون الانتخابي… وغداً لقاء بعبدا الرئاسي… والتفاهمات والخلافات “عالقطعة“
كتبت “البناء “: أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبيل الاجتماع الأسبوعي لحكومته ظهر أمس، أنّ “إسرائيل لا تريد الذهاب إلى الحرب، لكنها ستدافع عن نفسها”، وجاء الإعلان بعد نهاية زيارة لمدة ثلاثة أيام لمستشار الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف لتل أبيب عقد خلالها مع الوفد العسكري والأمني المرافق سلسلة اجتماعات تقنية مع مستشار الأمن القومي “الإسرائيلي” مئير بن شبات ورئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس الأركان غادي إيزنكوت وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين ”الإسرائيليين”، من ضمن تفاهم على تقييم للمخاطر التي تتعرّض لها “إسرائيل”، وفقاً لما عرضه نتنياهو أثناء زيارته الأخيرة قبل أسبوعين إلى موسكو.
مصادر مطلعة على الموقف الروسي أكدت لـ “البناء” أنّ موسكو لا تعتقد بوجود مخاطر نشوب حرب قريبة، وتضع التهديدات “الإسرائيلية” ضمن سياق يهدف لرسم مسار يجعل موسكو شريكة في حفظ أمن “إسرائيل” مما سمّاه نتنياهو بتصاعد خطر القوة الإيرانية في سورية وقوة حزب الله في لبنان وسورية، بحيث يجري التوصل بين موسكو وتل أبيب لنوع من تفاهم على تحديد الخطوط الحمراء التي لا يجوز للحضور الإيراني ولوجود حزب الله في سورية تخطيها، بعدما حسمت موسكو بلسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مباحثاته مع نتنياهو، أنّ قوة حزب الله في لبنان شأن لا تتدخّل روسيا فيه، وهي تناقش الوضع في سورية انطلاقاً من كونها موجودة عسكرياً هناك وتشكل حليفاً وشريكاً للدولة السورية وإيران وحزب الله في الحرب على الإرهاب.
تضيف المصادر أنّ القيادة الروسية السياسية والعسكرية والأمنية لم تعط أيّ وعود لـ”الإسرائيليين” بالتدخل، على خط المواجهة أو القيام بوساطة لمنع التصعيد، لكنها وعدت بالاستماع والاطلاع على ما ترغب “إسرائيل” بعرضه للمسؤولين الروس. وهذا مبرّر سفر الوفد الروسي إلى تل أبيب، حيث كان وعد نتنياهو لبوتين بعرض وثائق تثبت ما قاله عن مصانع الصواريخ التي تتّهم تل أبيب طهران ببنائها في سورية.
تؤكد المصادر المطلعة أنّ قراءة موسكو للحراك “الإسرائيلي” تلحظ سعياً “إسرائيلياً” لمنح “إسرائيل” قواعد اشتباك تتيح استهداف مواقع وأهداف تابعة لإيران وحزب الله في حال نجحت بتوصيف طبيعة الأهداف المسموح ضربها واعتبارها خرقاً للاستقرار واستغلالاً للوجود الروسي، لكنها لم تحصل على شيء من هذا القبيل، فمعادلة موسكو لا تزال تقوم على اعتبار الدولة السورية هي الجهة الصالحة لتوصيف المسموح والممنوع فوق أراضيها، طالما يحظى الوجود الإيراني ووجود حزب الله برضا وقبول الحكومة السورية وتقع تفاهمات ثنائية تربطها بالطرفين ليست روسيا طرفاً فيها. ولذلك تنصح موسكو دائماً بالإسراع بالانطفاء “الإسرائيلي” من المعادلة السورية لصالح الدولة والجيش السوري، وفتح الباب لعودة قنوات أممية غير مباشرة كالأندوف تتيح طرح ما يراه كلّ طرف مصدر قلق على الضفة المقابلة.
في زيارة باتروشيف لتل أبيب، تقول المصادر المطلعة إنّ الزيارة انتهت بالإصغاء والاطلاع على ما لدى ”الإسرائيليين”، وسقف ما يمكن قوله هو أنّ ما أتيح للوفد الروسي الإطلاع عليه وسماعه زاد القناعة لدى موسكو بعدم وجود مخاطر نشوب حرب، والنظر للتهديدات “الإسرائيلية” كاستدراج لتدخلات ووساطات، لا ترى موسكو أنّ ملف النفط اللبناني قد يشكّل عنصر تفجير سريع فيها.
لبنانياً، سيكون يوم غد مناسبة لموقف لبناني بحجم التحدّي الذي فرضه كلام أفيغدور ليبرمان وتهديداته حول الملف النفطي، خصوصاً بعدما تزامن التصعيد “الإسرائيلي” مع ملفات الخلافات اللبنانية، وجاء التراجع على لسان نتنياهو بالتزامن مع النجاح بالسيطرة على الخلافات الداخلية بعد مبادرة رئيس الجمهورية للاتصال برئيس المجلس النيابي، وفتح الباب لحوار حول قضايا الخلاف لا تتوقّع مصادر متابعة أن يصل لنتائج تسبق الانتخابات النيابية التي تنطلق الإشارة الأولى رسمياً نحوها اليوم بفتح باب الترشيحات، ليبدو أنّ التحالفات الانتخابية كما التفاهمات الحكومية والسياسية، ستتمّ تفادياً للمواجهات، على القطعة وبالمفرّق، بمثل ما ستنشأ خلافات ومواجهات موضعية سيكون الحرص لتكون أيضاً على القطعة وبالمفرّق، ليتبلور المشهد السياسي والنيابي بعد الانتخابات، وتنتهي مفاعيل الصراع على الأحجام والأدوار والرهانات على شدّ العصب الطائفي والحزبي كشرط لتحسين الوضع الانتخابي، يصعب معه لطلب التهدئة أن يوصل لتفاهمات راسخة.
ماذا يحمل لقاء بعبدا الرئاسي؟
بينما هدأت العاصفة السياسية والاعلامية التي عصفت بالساحة الداخلية الاسبوع الماضي، جراء الفيديو المسرّب لوزير الخارجية جبران باسيل وتنفّست البلاد الصعداء واستعادت هدوءها الحذر في الفرصة الأسبوعية، يحمل الأسبوع الطالع جملة من الاستحقاقات سترسم معالم المرحلة المقبلة أبرزها اللقاء الرئاسي في بعبدا يوم غدٍ والذي سيجمع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، وربما بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، على أن يحدد هذا اللقاء أيضاً شكل العلاقة بين الرئاسات الثلاث في المستقبل لا سيما بين الأولى والثانية وسيحدد أيضاً مصير مجلس الوزراء والملفات الحياتية والمالية والاقتصادية الضاغطة والداهمة المطروحة على طاولة الحكومة، في وقتٍ يفتح اليوم باب الترشيحات للانتخابات النيابية وسط إعلان الأحزاب والقوى السياسية بالتوالي انطلاق الماكينات الانتخابية لخوض استحقاق أيار على أن تتظهّر اللوائح النهائية وخريطة التحالفات تدريجياً بدءاً من الشهر الحالي حتى أواخر آذار المقبل.
وفي ظل هذا الواقع الداخلي المأزوم تبقى الأنظار مشدودة الى الوضع جنوباً مع تصاعد التهديدات ”الإسرائيلية” ضد لبنان وثروته النفطية والغازية على أن يشهد هذا الأسبوع ايضاً اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية على أن يحدّد خلاله خطة المواجهة لمحاولة “إسرائيل” القرصنة على بلوكات الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، لا سيما الرقم “9” واعداد الجبهة الداخلية للرد على أي عدوان جديد محتمل على أن يُكمل ذلك ويتكامل مع موقف وخطة الردع والمواجهة التي أعدّتها المقاومة والتي من المتوقع، بحسب مصادر أن يعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة له منتصف الشهر الحالي في ذكرى الشهداء القادة في حزب الله.
وعلى رغم تمكّن لبنان من معالجة ذيول الأحداث الامنية الأخيرة واحتواء الشارع وطي صفحة الفتنة الطائفية التي أطلّت برأسها من بوابة الحدث الضاحية الجنوبية، غير أن صفحات القلوب المليانة لم تُطو بعد لا سيما تداعيات كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بحق رئيس المجلس النيابي ولم تحطّ الخلافات والاختلافات بالجملة بين حركة أمل و”التيار” رحالها، ما يعني أن ربط النزاع وارجاء الملفات المتفجّرة والسير بين الألغام في الحكومة وتحديد قواعد اشتباكٍ داخلية جديدة ستشكل المعادلة التي ستحكم البلاد الى ما بعد الانتخابات النيابية.
وإذ سُجِل لقاءٌ جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على هامش التعازي بوفاة والد قائد الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي في وادي شحرور، أوضحت مصادر معنية لـ “البناء” أن “اللقاء لم يكن منسقاً، بل كان محض صدفة ولم تعقد خلوة بين المجتمعين، بل ما قيل كان كلاماً عاماً تناول التطورات الأخيرة على الساحة الداخلية”. وأوضحت المصادر أن “الاختلاف بوجهات النظر لا يعني القطيعة، بل إن قنوات التواصل قائمة بين حارة حريك وبعبدا، لكن لقاء وادي شحرور لم يقدم أي معطيات جديدة تغير في المعادلة بشأن الأزمة القائمة”، ولفتت الى أن “حزب الله دخل على خط حل الأزمة بين بعبدا وعين التينة والرابية بعد أن انتقل الصراع الى الشارع واستشعر خط الفتنة واهتزاز ورقة التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر، وبالتالي سعى الى حصول لقاء بين حليفيه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في بعبدا، علّه يكون بداية تجسير للعلاقة وكسر للحاجز النفسي بينهما“.
النهار: مطبّات على طريق “تفاهم مار مخايل”
كتبت “النهار”: سيتدخل حتماً رئيس الجمهورية ميشال عون لضبط الامور من حوله بعدما بلغت مداها مهددة العهد في انطلاقته المتعثرة أصلاً، اذ بدا من المواقف الاخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ان ثمة تصعيداً متدرجاً حيال “حزب الله” وتالياً الثنائي الشيعي بما يمثله من حالة “ممانعة” تحاول قوى غربية وعربية معاً وضع حد لنفوذه المتعاظم المستند خارجيا الى دعم ايراني والمستقوي داخلياً بهذا الدعم وبكم كبير من السلاح لا يمكن ان تبسط معه سيادة الدولة.
واذا كانت غدا، 6 شباط، الذكرى الثانية عشرة لتفاهم مار مخايل الذي وقعه العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله، فان التحديات، بل المطبات التي تواجه الاتفاق باتت كبيرة ومتشعبة، وهي تتوزع على التحالفات السياسية والاصطفافات، الى انماط التعامل مع مجمل ملفات الداخل، وصولا الى سيادة الدولة ووحدانية سلاحها وبسط سلطتها من دون منازع. لكن اصرار الفريقين على “تدعيم” التفاهم يظل قائماً وان سادت أجواء غير مشجعة على استمراره بالدفع نفسه، وجاء لقاء المصالحة في الحدث نهار الجمعة الماضي ليبرز خطورة الوضع وتدهور الاوضاع بين الفريقين، بعدما سادت أجواء مذهبية بين الحدت – بعبدا والضاحية الجنوبية كانت اضمحلت سنوات. وعلم ان حركة اتصالات نشطت بين الضاحية وبعبدا لتوضيح مواقف باسيل الاخيرة في ضوء اتهامه بتقديم ” واجب الطاعة” لدول الخليج وواشنطن ضمن حسابات رئاسية مبكرة. والامر حمل رئيس مجلس النواب بري على أن يردّد امام ضيوفه ان ثمة تقليداً في المانيا هو ان من يشغل حقيبة الخارجية يترشح لرئاسة الجمهورية، لكن التخوف في ذكر المسألة هو “ان يسمعها جبران”.
أما رسمياً، فان المشكلة التي تفجرت أخيراً مع الرئيس بري، وطواها جزئياً الرئيس عون باتصاله الهاتفي الذي اعقب بياناً رئاسياً دعا فيه الى التسامح، فستحضر في اجتماع الرؤساء الثلاثة غداً في قصر بعبدا، الذي سيساهم الى حد كبير في استشراف المسار الذي ستسلكه الامور لاحقاً، اذ سيتحدد بعده مصير مرسوم الاقدمية لضباط دورة العام 1994، كذلك مصير جلسات مجلس الوزراء الذي يجب ان يناقش سريعاً خطط الحكومة للمؤتمرات الدولية لدعم لبنان. وسيعرض الاجتماع سبل تصدي لبنان لمخططات اسرائيل العدوانية، ان باقامتها الجدار الحدودي، أو بادعائها امتلاك البلوك رقم 9 وتهديد ثروة لبنان النفطية. وكان عون عرض على بري عقد الاجتماع نهار الجمعة الماضي، الا انهما اتفقا على عقده الثلثاء. ويردد بري انه يعول عليه ويؤسس لتثبيت الاستقرار في البلد، وفتح افاق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد والسلم الاهلي.
وفي ملف الخلافات مع اسرائيل على الجدار الفاصل وترسيم حدود لبنان البحرية لتأكيد سيادته على حقول النفط والغاز، استبق وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف الاجتماع الثلاثي الدولي – اللبناني – الاسرائيلي الذي يعقد اليوم بجولة حدودية على بوابة فاطمة والعديسة أمس صرح خلالها: “أننا لن نرضى ان يهددنا أحد، لا العدو الاسرائيلي ولا غيره، ولن ننسى أهلنا في الجنوب مهما صار، ولبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه واقف لحماية أراضيه، لا يخضع للتهديد، ونؤكد سيادته على أرضه ومياهه وموارده النفطية، وزيارتنا الحدود اليوم تأكيد لذلك”.
أما اللقاء الثلاثي الدولي – اللبناني – الاسرائيلي فيعقد في العاشرة صباح اليوم في رأس الناقورة لدرس جدول اعمال مثقل بالملفات الساخنة أبرز بنوده الجدار الذي تبنيه اسرائيل على الحدود الجنوبية. وأفادت مصادر معنية أن اسرائيل تناور في هذا الملف من طريق طرح ابعاد الجدار مسافة متر واحد عن النقاط الـ13 المتنازع عليها على ان يقتصر البناء الاسمنتي على المناطق المواجهة لبلدتي بليدا وميس الجبل، فيما يمتد في المناطق الآخر على شكل شريط شائك. الا ان الجانب اللبناني سيؤكد في الاجتماع الثلاثي رفضه الخطوة الاسرائيلية الاستفزازية التي تتزامن مع مناورات اسرائيلية ضخمة على الحدود اعتباراً من اليوم. والى الجدار، سيثير وفد لبنان ملف البلوك النفطي رقم 9 الذي ادعى وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان ملكيته، اذ سيثبت لبنان بالوثائق والخرائط ملكيته له.
المستقبل: الاجتماع الثلاثي يمهّد لقرارات “الدفاع الأعلى”.. وبري لوضع “كل الأمور على الطاولة” الحريري للبيارتة: “صوت واحد” يُحدث الفرق
كتبت “المستقبل”: بمعزل عن مسرحيات “الزعيق” الشعبوي على خشبة الاستحقاق الانتخابي حيث تصاعدت خلال الساعات الأخيرة وصلات “النقّ والدقّ” على إيقاع طبول “دونكيشوتية” تمتهن الضرب على وتر الدولة والناس دونما أي مشروع سياسي مفيد خارج نطاق المزايدات والشعارات الممجوجة التي لا تُغني ولا تُسمن لا من سيادة ولا من إصلاح.. تسير القافلة الوطنية بخطى ثابتة متسارعة نحو محطة السادس من أيار لتكون الحكم والفيصل بين نهجين ومشروعين: الأول لا يتهرّب من المسؤولية ولا يساوم على الاستقرار، والثاني يعتاش على فتات الأزمات ولا يجد له موطئ قوت سياسي إلا على موائد “الشعبوية والقلاقل”. وبين النهجين، يكمن “التحدي الكبير” كما وصفه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس لافتاً انتباه البيارتة إلى أن “صوتاً واحداً يُحدث الفرق” في هذه الانتخابات “فكلما زاد التصويت وأقبل الناس على الاقتراع كلما زادت حظوظ نجاحنا وعدم خرق لوائحنا”.
وفي الكلمة التي ألقاها خلال حفل عشاء بيروتي أقيم على شرفه في منزل رئيس اتحاد العائلات البيروتية الأسبق محمد سنو، كانت رسالة من الحريري إلى أبناء العاصمة متوجهاً إليهم بالقول: “أمامنا تحدٍ كبير، تيار المستقبل كان ولا يزال مستهدفاً منذ لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري (…) البعض يعتقد أنه بالقانون الجديد سيتمكن في مكان ما من أن يصغّر أو يقلّل من أهمية “المستقبل” ولكن ليس هناك سوى صناديق الاقتراع التي يمكنها أن تثبت غير ذلك”.
ولبيروت “العزيزة التي تتحمّل كل لبنان”، حرص الحريري على تبديد كل الشائعات التي تستهدف حصتها في وظائف الدولة مؤكداً أنها “الأكبر في وظائف الفئة الأولى”، وختم مشدداً على أنّ “بيروت ليست مكسر عصا لأي كان ولن أقبل بأن تدفع الثمن عن كل من يخطئ”، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ البلد تجاوز “قطوعاً خطيراً جداً” خلال الأزمة الأخيرة التي انتهت إلى “الوصول لتفاهم” بفعل “حكمة” كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري.
اللواء : السباق الإنتخابي اليوم.. والسلطة لاحتواء الخلافات غداً إستشهاد جندي في مداهمات التبانة.. وإضراب تربوي يهزّ المدارس الخاصة
كتبت “اللواء “: تسعون يوماً، تزيد أو تقل، يتوجه بعدها الناخبون إلى صناديق الاقتراع لتجديد التمثيل في المجلس النيابي، في ضوء قانون النسبية، الذي يختبره اللبنانيون لأول مرّة، وهو ينطوي على مفاجآت تجعل من الصعب بمكان التنبؤ بالنتائج، التي ستتوقف ربما على صوت واحد، وفقاً لما لاحظه الرئيس سعد الحريري.
وتنطلق الترشيحات اليوم في وزارة الداخلية، وسط سباق محموم إلى الترشيح بانتظار “التحالفات الملونة” واللوائح المقفلة وحسابات الصوت التفضيلي، على ان يكون غداً في بعبدا اجتماع، يفصل بين الخلافات السياسية اليومية، والاستحقاقات النيابية أو الدفاعية أو حتى الاستراتيجية، في ما يتعلق بثروة لبنان النفطية، وردع إسرائيل، العدو الذي يتربص بلبنان واللبنانيين.
ولم يخفِ الرئيس الحريري ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً، لأن الكلام الذي سمعناه اعادنا 30 سنة إلى الوراء، ولولا حكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي لما تمكنا من الوصول إلى تفاهم.
الجمهورية : إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية.. والترشيحات تبدأ اليوم
كتبت “الجمهورية “: على وقع تراجع التوتر السياسي والتهدئة المستمرة، تشخص الأنظار إلى اللقاء الرئاسي المقرر في قصر بعبدا، في وقت ستفتح وزارة الداخلية باب الترشيح للإنتخابات النيابية، وذلك في تأكيد داخلي اضافي، بعد دعوة الهيئات الناخبة، على انّ هذه الانتخابات ستجرى في 6 أيار المقبل، وسيلي هذه اللقاء اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي يبحث في التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة ضد لبنان، وكان منها إعلان اسرائيل ملكيتها “البلوك 9” الغازي في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة في اعتداء جديد على سيادة لبنان وحقوقه النفطية، علماً انّ اجتماع الناقورة الثلاثي الدولي ـ اللبناني ـ الاسرائيلي المقرّر اليوم سيتناول بالبحث الاعتداءات والتهديدات والاطماع الاسرائيلية الجديدة، وسيؤكد لبنان خلاله تمسّكه بحقوقه وسيادته براً وبحراً، رافضاً أي قرصنة إسرائيلية لها تحت طائلة التصدي لها بكل الوسائل.
يترقّب الجميع الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا قبل ظهر غد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى جدول اعماله الأزمة الرئاسية في ظلّ توقعات بأن يشرع المجتمعون في التأسيس لحل شامل لهذه الازمة التي كانت قضية مرسوم الاقدمية لضبّاط دورة عون 1994 منطلقها.
كذلك، سيتناول اللقاء نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الإسرائيلية ـ الدولية الذي سينعقد قبل ظهر اليوم في مقر القيادة الدولية في الناقورة، للبحث في طلب لبنان وقف بناء الجدار الإسرائيلي الذي اقترب من إحدى النقاط الـ13 التي يتحفّظ عنها لبنان ضمن الاعتراض المعلن عنه منذ 25 ايار 2000 حول طريقة تحديد الأمم المتحدة الخط الأزرق.
ورداً على سؤال عن اللقاء الرئاسي، قال برّي امام زواره أمس: “هذا اللقاء يعوّل عليه ان يؤسّس لترسيخ الاستقرار الذي حصل، ويفتح افق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد وسلمه الاهلي“.
ولم يؤكد بري او ينفي حضور الحريري هذا اللقاء، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية إقترح عليه خلال اتصاله به ان يلتقيا في اليوم التالي، لكن ارتُؤي نتيجة الانشغالات ان ينعقد اللقاء غداً. وقد أوحى عون خلال الاتصال انّ الحريري سيحضره.
وسُئل بري عن اجتماع الناقورة المقرر اليوم، فأكد “وحدة الموقف اللبناني الرسمي حول هذا الملف المرتبط بمحاولة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي داخل المنطقة الحدودية المتنازَع عليها، وقال: لقد أُعطيَت التعليمات لممثل لبنان في الاجتماع بتأكيد الحق اللبناني في منع اي محاولة إسرائيلية لبناء جدار في البر تستهدف من خلالها اسرائيل السطو على النفط في البحر، وهو ما أشار اليه صراحة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن “البلوك” الرقم 9، والذي كشف حقيقة الهدف الاسرائيلي.
وعمّا يحكى عن محاولات خلف ما يجري لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، قال بري: “لا شيء سيؤثر على الانتخابات، هناك جهود يقوم بها من يحاول خَلق إرباكات في الداخل على غرار المحاولات المخابراتية للطابور الخامس، وخصوصاً في الحدث“.
وعن الوضع الامني، قال بري: “نتيجة ما حصل في الايام الاخيرة وشغل الطابور الخامس، يجب ان نبقي العيون مفتوحة، وهذا لا يعني أنّ الوضع الأمني ليس جيداً وممسوكاً بواسطة الجيش والأجهزة الامنية”. وقال: “لو حصل وقَبِلت بطروحات البعض تأجيل الانتخابات لكان ذلك سيحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية من خلال المؤتمرات المقررة وغيرها في مجال إنعاشه الاقتصادي، علماً انّ ما من زائر خارجي للبنان هذه الأيام إلّا ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها“.
ورداً على سؤال حول حديث البعض عن انّ “حزب الله” وحلفاءه سيفوزون بموجب القانون الانتخابي الجديد بالاكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، قال بري متسائلاً: “ومَن لا يُحب ان يربح؟ نحن نتمنى ان نربح، وإن شاء الله نربح، ونحن نحتكِم الى لعبة الانتخابات، وإن ربحوا “صحتين على قلوبهم”، ومن الطبيعي ان تحصل عندئذ موالاة ومعارضة“.
وفيما يستمر التأزم في العلاقة بين بري وحركة “امل”، مع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، توقعت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان يتمّ في الايام المقبلة “وضع مخطط لتنفيذ محاولتين: الاولى، لفصل النزاع بين حركة “امل” وباسيل عن علاقة رئيس مجلس النواب برئيس الجمهورية.