من الصحف الاميركية
اهتمت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بما يجري في سوريا حاليا، والخطط الأميركية للتعامل معه، فأكدت أن المطالب التركية بسحب الولايات المتحدة قواتها من منبج قد تحول المدينة الواقعة في ريف حلب شمالي سوريا إلى نقطة توتر بين أنقرة وواشنطن، وذكرت أنّ أنقرة تسعى لصد التوسع الكردي في المناطق الحدودية سواء السورية أو العراقية، ولكن أردوغان الآن يخاطر بإمكانية مواجهة القوات الأمريكية في مدينة منبج، والتي قد تكون بؤرة توتر بين دولتين حليفتين في “الناتو”، وتسهم في تصاعد التوتر بينهما.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على التفجير الانتحاري الذى شهدته العاصمة الأفغانية كابول وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 100 قتيل ، قائلة إنه تذكير آخر بالوضع الدموي الذى تعانى منه أفغانستان التي فقدت العام الماضي فقط نحو 10 آلاف من قواتها الأمنية بينما أصيب ما يزيد على 16 ألفا آخرين، وقالت إن الخسائر البشرية المُتكبدة في التفجير الانتحاري الذى شهدته العاصمة الأفغانية كابول رسالة تذكيرية أخرى على النزيف في صفوف المدنيين، إذ أشارت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن ما متوسطة نحو 10 مدنيين قتلوا يوميا على مدار الأشهر التسعة الأولى من 2017.
قالت واشنطن بوست إن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا محكومة بالفشل، في الوقت الذي يقاتل فيه حلفاء واشنطن بعضهم البعض، وأوضحت واشنطن بوست أن الهجوم التركي على أكراد سوريا كشف حدود السياسة الأميركية الجديدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، وأثار الشكوك حول جدوى خطط واشنطن للحفاظ على وجود عسكري لها في سوريا دون أن تتورط في صراع أوسع.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الأميركية الجديدة -التي أعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون- تلزم بلاده بنهاية مفتوحة لوجود قوات برية لها في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا، تتجاوز أهدافها منع عودة تنظيم الدولة لتشمل عددا من الأهداف الأخرى بما فيها وقف التمدد الإيراني وهزيمة تنظيم القاعدة، وتأمين تسوية سلمية للازمة السوري.
وقالت أيضا إن المعارك بين تركيا العضو بحلف الناتو وبين أكراد سوريا -الذي تعتبره واشنطن الحليف الرئيسي لها ضد تنظيم الدولة- تبرز الصعوبة الرئيسية أمام أي إستراتيجية أميركية تتطلب المحافظة الفعالة على تحالفات مع قوتين متحاربتين.
ونسبت إلى الباحثة غونول تول مديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن قولها إنها لا تستبعد أن تهاجم القوات التركية منبج التي توجد بها قوات أميركية تساعد الأكراد هناك.
أما صحيفة نيويورك تايمز فتوقعت أن يقلب الهجوم التركي على الأكراد في منطقة عفرين السورية وضع المنطقة بأكملها، قائلة إن هذه الجبهة الجديدة ليست محلية فقط، فقد تقود إلى ثورة كردية أوسع تعيد رسم الخريطة بالمنطقة.
وأشارت إلى أن الدول الغربية يجب أن توضح ما تريد تحقيقه في الشرق الأوسط، وإلا سيصب الوضع في مصلحة لاعبين آخرين.
وقالت إن الأكراد بالعراق وإيران وسوريا وتركيا تعرضوا لاضطهاد متشابه، وربما تدفعهم الظروف الجديدة والعسكرة الواسعة لهم لثورة واسعة لا تقتصر على دولة واحدة. ولذلك فإن ما يجري في عفرين لا يتعلق فقط بمستقبل الأكراد بشمال سوريا، فقد يتسبب في تغيير المنطقة، خاصة تركيا والعراق وإيران، وسيكون لذلك تداعيات عميقة بالنسبة للغرب الذي سيواجه تحديا من روسيا التي يتزايد نفوذها وحيويتها وقدراتها.