هجوم عفرين يوتر العلاقات بين تركيا وألمانيا
بدأ الهجوم التركي على عفرين السورية، المسمى عملية “غضن الزيتون”، بكشف آثاره الجانبية، وعلى رأسها احتمال توتر علاقة تركيا بألمانيا بعد أن صعدت الأخيرة من حدة لهجتها، على أثر تطورات العملية العسكرية .
وقال وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، إنه طلب من حلف شمال الأطلسي، ومن أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، بشكل خاص “مناقشة الوضع في سورية وشمال هذا البلد“.
ومن مؤشرات الاستياء الاخرى، قرار ألمانيا أن تؤجل حتى إشعار آخر تحديث دبابات من طراز “ليوبارد” تابعة للجيش التركي، ومعدات عسكرية ألمانية كما طلبت أنقرة.
ويسود قلق شديد ألمانيا حيث تعيش جاليات تركية وكردية كبيرة. وتخشى السلطات انتقال تداعيات النزاع إلى أراضيها بعد العملية العسكرية في شمال سورية. وبدأت المشاحنات بين أفراد من الجاليتين وكذلك أعمال تخريب طاولت المساجد التركية.
وأكد غابرييل أن “المصالح الأمنية” التركية في المنطقة الحدودية السورية يجب أن تؤخذ بالاعتبار، في حين تخشى أنقرة من بداية قيام دولة كردية على حدودها.
وأضاف أنه من أجل التوصل إلى حل، “يجب أن تنتهي” المواجهة العسكرية، مشيرا إلى أنه “سبق أن ذكرت ذلك عدة مرات للحكومة التركية“.
وتواجه الحكومة الألمانية منذ أيام انتقادات بعد أن نشرت تركيا دباباتها من طراز “ليوبارد” في مواجهة الأكراد بعفرين. وقال غابرييل “بالنسبة للحكومة الألمانية، من الواضح أنه ليس في وسعنا تسليم أسلحة في مناطق التوتر كما أننا لن نفعل ذلك أيضا“.
ومن المتوقع أن يثير القرار عدم ارتياح تركيا لأنها تنتظر الضوء الأخضر من برلين للاتفاق مع شركة “راينمتال” للأسلحة لتحسين حماية دبابات ليوبارد.
وكانت برلين سلمت تركيا 354 من هذه الدبابات بين عامي 2006 و2011. ولا يحظر العقد الموقع عام 2005، أي استخدام يتعارض مع القانون الدولي.
في الأسابيع الأخيرة، بذل وزير الخارجية الألماني جهودا كبيرة لتقليص الهوة مع أنقرة بعد عام ونصف عام من العلاقات الصعبة منذ الانقلاب الفاشل في تموز/ يوليو 2016 في تركيا.
وقد التقى مطلع كانون الثاني/ يناير، في مقر إقامته نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو. وأبدى الرجلان في هذه المناسبة مؤشرات تقارب وأعربا عن استعدادهما لتحسين العلاقات التي ساءت كثيرا.
وصرح غابرييل حينها أنه ونظيره التركي “قررا بذل كل ما في وسعهما للتغلب على الصعوبات في العلاقات الألمانية التركية”. والخلافات كثيرة بين البلدين. فقد انتقدت برلين خصوصا اعتقال العديد من مواطنيها في تركيا، وبعضهم يحمل جنسية مزدوجة.
من جهتها، تتهم أنقرة المانيا بالتساهل حيال الانفصاليين الأكراد وزعماء الانقلاب المفترضين، وتوترت الأوضاع إلى درجة اتهم فيها الرئيس رجب طيب إردوغان المستشارة آنجيلا ميركل بارتكاب “ممارسات نازية“.
وبصفتها شريكا رئيسيا لبرلين، خصوصا في أزمة اللاجئين، تتولى تركيا أيضا إدارة العديد من المساجد في ألمانيا. وقد تعرض مسجدان لأعمال تخريب منذ بدء العملية العسكرية ضد الأكراد في سورية.