عون أمام الجالية في الكويت: لبنان مستقر جدا والاصلاحات قائمة
طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابناء الجالية اللبنانية في الكويت، أن لبنان بات مستقرا جدا ويحسده الكثيرون على بحبوحته الامنية وان المشاكل السياسية فيه ليست خطرة كما يتم تصوير الامر .
وجدد التأكيد على “اننا اجرينا اصلاحات لمكافحة الفساد بصمت لأن مسؤوليتنا تكمن في الاصلاح لا التشهير، ونعتبر ان كل الناس مواطنون وان كانت اجواؤهم مختلفة عن اجوائنا فلا نشهر بهم ولا نتركهم خارج اطار الدولة”، لافتا الى ان ما تم حتى الان يوضع في خانة الانجازات لانه كان يجب ان يتم منذ عقود، ومن هذه الانجازات قانون الانتخاب الجديد “الذي يسمح باعطاء اكثرية معينة للاكثرية الشعبية كما يعطي الاقلية تمثيلا”، داعيا ابناء الجالية الى “القيام بواجباتهم الانتخابية وفحص ضميرهم قبل الاقتراع“.
كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال أقامه القائم بالاعمال اللبناني في الكويت ماهر الخير على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، في قاعة الراية في فندق ماريوت عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت الكويت (السابعة مساء بتوقيت بيروت).
ومع وصول الرئيس عون الى داخل القاعة، علا التصفيق والهتافات المنادية بحياته والعبارات العفوية المؤيدة لمواقف الرئيس عون وتوجهاته لما فيه مصلحة لبنان وشعبه، فيما كان اعضاء الوفد الرسمي المرافق قد تبادلوا الاحاديث مع ابناء الجالية الذين فاق عددهم الالف شخص، قبل وصول رئيس الجمهورية الى القاعة.
وبعد عزف النشيد الوطني، كانت كلمة لعريفة الحفل جيهان الاعور التي رحبت بالرئيس عون والوفد الرسمي، قبل ان يلقي السيد الخير كلمة رحب فيها بالرئيس عون، معبرا عن سعادة ابناء الجالية اللبنانية بزيارته الكويت.
وقال:”انهم يمضون قدما كما اللبنانيون جميعا مسترشدين بمسيرة الرئيس عون النضالية والزاخرة بالتضحيات والفداء لاجل السيادة والاستقلال والحرية والحفاظ على هوية لبنان، وهو “الذي سار ابيا عقودا وثار على الظلم والظلامة صونا للعزة وانتصارا للكرامة“.
وأكد أنه “بعد عام من عهد الرئيس عون عادت الحياة تدب في كل المجالات السياسية والدستورية والاقتصادية وفي مختلف المرافق كما استعيدت الثقة بمؤسسات الدولة واسترجعت الدولة مكانتها وكرامتها“.
ثم ألقى الرئيس عون كلمة قال فيها: “نلتقي في زيارة لدولة الكويت الشقيقة حيث كان اللقاء مع محبي اللبنانيين كما تحبون انتم الكويتيين. لقد تميزت الزيارة بالاحترام والمحبة، لا سيما واننا متشابهون مع الكويت من الناحية السياسية كما من ناحية المشاكل البسيطة التي يعاني منها اللبنانيون، وتجمعنا طريقة تفكير ومعالجة متشابهة لان لا شيء خطرا في بلدينا. بدأنا في لبنان نهجا جديدا في الحكم، واي تغيير في النهج في الحياة العامة يخلق جوا من القلق، لان ثمة من يحبون الركود، وثمة من يخافون على مصالحهم، فيما هناك من يخافون من التغيير او من لا يعلمون ان التغيير هو بهدف تحسين اوضاعهم. واذا كانت نظرتنا ايجابية نحو تطوير المجتمع والوطن الى الافضل، فان ذلك قد يخلق للغير بعض القلق“.
وتابع: “إننا نغير النهج لأننا لسنا من المدرسة التي حكمت لبنان في السابق بل أننا من مدرسة مختلفة ومن مسيرة حياة وتجربة مختلفتين. نحن تعذبنا لاننا ابناء الارض ونبتنا من الشوك، ولم نأكل لا بملعقة ذهب او فضة. وكان لا بد من اعادة بناء الدولة من مؤسساتها، وهذا ما قمنا به بدءا من المؤسسة الامنية الاهم بالنسبة لتنمية البلاد واستقرارها، فاعدنا تنظيم المؤسسة العسكرية والامنية وارسينا نمطا جديدا من التعامل والعمل على الارض والحمدلله نجحنا في تطهير ارضنا من “داعش” والارهاب وما زلنا حتى يومنا نلاحق الخلايا المخفية ونقوم بعمليات استباقية لمنعها من تنفيذ عملياتها الارهابية. وكان يجب علينا ان نتعامل مع مؤسسات اخرى بالطريقة عينها فأعدنا الحصانة والحماية الى القضاء. وقد بات ذلك ملموسا في المؤسسات الرقابية ايضا، واجرينا اصلاحات لمكافحة الفساد بصمت لان مسؤوليتنا تكمن في الاصلاح لا التشهير، ونعتبر ان كل الناس مواطنون وان كانت اجواؤهم مختلفة عن اجوائنا فلا نشهر بهم ولا نتركهم خارج اطار الدولة“.
أضاف: “وضعنا ما تم حتى الآن في خانة الانجازات لانه كان يجب ان يحصل منذ عقود من الزمن. واهم انجاز كان اقرار قانون الانتخابات الذي جعل كل الطوائف تتمثل حسب حقوقها. وفي الوقت نفسه يتيح العدل بين الطوائف وضمن كل طائفة لأن النظام النسبي يسمح باعطاء اكثرية معينة للاكثرية الشعبية كما يعطي الاقلية تمثيلا، فيكون بذلك الشعب اللبناني برمته ممثلا في مجلس النواب وهكذا دواليك. قد تسمعون من وقت لاخر ان هناك مشاكل سياسية في لبنان، ولا تقرأون في الصحف الا العناوين السيئة وكأننا نتبادل اطلاق النار وهذا مخالف للواقع. فلبنان أصبح مستقرا جدا جدا، ويتمتع بالاستقرار والامن ويقر بذلك كل زواره وخاصة من الاوروبيين الذين باتوا يحسدونه على بحبوحته الامنية، فالبحبوحة الاخرى لم تستقم بعد واعني بذلك الوضع الاقتصادي“.
وقال: “ان الاقتصاد اللبناني لم يكن منتجا طوال ثلاثين عاما، ولذلك نقوم اليوم بتغيير النمط. في السابق، كان الاعتماد على الاقتصاد الريعي حيث كان يبيع المواطن ارضا ليحقق ربحا لكن الانتاج كان يختصر بارباح في جيوب من يتاجرون بالارض أي لم يكن من انتاج في لبنان ما جعله مديونا بثمانين مليار دولار. ان هذا الرقم كبير جدا بالنسبة للبنان مقارنة مع دخله، لذلك نتبع نهجا جديدا يتمثل بخطة اقتصادية نقوم من خلالها بالتوظيف في القطاعات المنتجة بحيث يكون المال الوسيلة للانتاج لا لاثراء بعض الاغنياء وافقار كل الفقراء. لذلك، تحفظوا قليلا على ما تسمعونه من اخبار على شاشات التلفزة وما تقرأونه في الصحف“.
وتابع: “تابعتم ما قيل عن معركة حريات في لبنان، لكن كيف تكون هذه الحريات مكبوتة، ولا يوجد صحافي واحد في السجن ولم نمنع وسيلة اعلامية من الصدور؟ اليوم ثمة رغبة لدى الناس في حب الشائعة التي تتبدل وتتغير من يوم لآخر مقابل الحقيقة التي لها وجه واحد. قد يكون الكلام عن الفضائح تراجع قليلا لاننا باشرنا بنهج دعوة القضاء لكل من يتكلم عن فضيحة او يتهم آخر بفضيحة لسماع افادته ومطالبته باعطاء القرائن على ذلك. لكن هذا الامر لا يطبق على بعض من يتمتع بحصانة“.
وتوجه إلى أبناء الجالية بالقول: “لقد احتضنتكم الكويت واعطتكم فرص العمل وتعاملكم كمواطنين، ونحن كذلك نشعر أن الكويتيين إخوتنا وقد اعتادوا على زيارة لبنان منذ الخمسينات، وعلاقتنا تعود لعقود من الزمن دون أن تعتريها شوائب، وكانت صداقتنا صافية، لذلك فإن هذا الوطن يستحق منكم المحبة والوفاء كمحبتكم للبنان والوفاء له“.
وختم: “اوصيكم بالقيام بواجباتكم الانتخاببة ونحن نؤمن لكم الاجواء المناسبة، وعلى كل واحد منكم فحص ضميره والتمعن في الفترة الاخيرة من تاريخ لبنان ومشاكله ليقرر على ضوئها خياراته. فالشعوب التي لا ذاكرة لها تكرر اخطاءها، والشعوب التي لا تفحص ضميرها وتتذكر الاحداث وما يجب تغييره تقع في الاخطاء، من هنا آمل ان تفكروا قليلا قبل ان تقترعوا. عشتم وعاش لبنان وعاشت الكويت“.
وبعد الانتهاء من كلمته، قدم الخير الى الرئيس عون درعا عبارة عن سفينة تمثل تلك الموجودة في شعار دولة الكويت. ثم عمد رئيس الجمهورية الى مصافحة الحاضرين قبل ان يغادر والوفد الرسمي الى مقر الاقامة.