من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا العربية والشرق اوسطية من بينها هجمات القوات التركية على الأكراد والهجمات الجوية الأمريكية على حركة الشباب في الصومال، وتصريحات نائب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست الاسرائيلي بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس بنهاية 2019 .
نشرت صحيفة التايمز تحليلا لهانا لوسيندا سميث بعنوان “أردوغان يبحث عن جائزة أكبر”. تقول سميث إنه في بداية الازمة السورية كان ينظر إلى تركيا كنموذج يحتذى لشرق أوسط جديد..
وتضيف أن الغرب كان يثتي على الديمقراطية الإسلامية التي يمثلها أردوغان وكان يُنظر إليه كنصير للمضطهدين. وكان يبدو كما لو أن تركيا ستخرج من انتفاضات الربيع العربي أقوى دولة في المنطقة.
وتستدرك قائلة إن الحال تغير ولم يعد كذلك، فرفض تركيا التخلي عن المعارضة السورية المسلحة، حتى بعد تغلغل الإسلاميين المتشددين فيها، ترك أنقرة معزولة دبلوماسيا وأصبح إردوغان منبوذا بصورة متزايدة.
وتضيف قائلة إن التصعيد في لهجة أردوغان، التي أعقبها هجوم على الأكراد في سوريا “لوث صورته الدولية الملوثة بالفعل”، ولكن حيلولته دون إقامة دولة كردية على طول الحدود مع سوريا سيجلب له الكثير من الثناء في الداخل.
وتقول إن كراهية وحدات حماية الشعب الكردية، الميليشيا السورية الكردية التي تسيطر على عفرين تنتشر في تركيا، التي تعرضت على مدى عقود لهجمات من حزب العمال الكردستاني، الجماعة الأم لوحدات حماية الشعب الكردية.
وتقول سميث إن تركيا لا يمكنها تقبل فكرة أن تعطي الولايات المتحدة أسلحة لجماعة قتلت المئات من المدنيين في أسطنبول وأنقرة من غيرها من المدن التركية. وتصر أنقرة أن هذه الأسلحة الأمريكية ستستخدم ضد الأتراك.
وتقول سميث إن الجائزة الحقيقية لأردوغان ليست عفرين، ولكن هدفه الرئيسي هو أن يشب الخلاف بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب الكردية.
وتضيف أن تركيا تخشى أن يمتد دعم الولايات المتحدة للأكراد إلى ما بعد قتال تنظيم الدولة الإسلامية، إلى الصراع بشأن مستقبل سوريا. وتختتم سميث المقال قائلة إن أردوغان يعلم إن بلاده لن تكون من الفائزين الكبار في حرب سوريا، ولكنه عاقد العزم على ألا يكون الأكراد أيضا من الفائزين.
وتقول الصحيفة إن الهجمات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة على سوريا والعراق زادت عام 2017 بنسبة 50 في المئة عن العام السابق له
نشرت صحيفة الغارديان تحليلا لجوليان بورغر بعنوان “ترامب يسرع من توسع عملية بدأت في حكم أوباما”، ويقول بورغر إن الهجمات الجوية المتزايدة في الصومال تأتي ضمن إطار عام للاستخدام الواسع المدى للهجمات الجوية بدأ في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وتوسع فيه الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
ويقول بورغر إنه في عامه الأول في الرئاسة أعلن ترامب إنه انتصر على تنظيم داعش، وعزا ذلك إلى تخفيف القيود المفروضة على جنرالاته وصرح قائلا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: “لقد غيرت جيشنا بصورة تامة“.
ويرى بورغر أنه من الصعب التمييز بين الحقيقة والمبالغة في تصريح ترامب، نظرا لأن تفضيل استخدام الهجمات الجوية والطائرات بلا طيار في مناطق بعيدة مثل العراق وسوريا وأفغانستان ليس بأمر جديد، حيث استخدمتها الإدارة الأمريكية السابقة، ولكنه خفف القيود والتشديدات عليها التي وضعت للحد من الضحايا المدنيين.
ونقل بورغر عن جماعة لمراقبة الهجمات الجوية أن هجمات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة على سوريا والعراق زادت عام 2017 بنسبة 50 في المئة عن العام السابق له، ويضيف أن قوات التحالف أسقطت 20 ألف قنبلة على الرقة ، وفي نهاية الحملة العسكرية التي دامت خمسة أشهر على الرقة أعلنت الأمم المتحدة أن 80 في المئة من المدينة أصبحت غير قابلة للسكن والأقامة، ويُعتقد أن 1800 مدني قتلوا في الرقة. ونقل بورغر عن جماعة “إيروورز” الخيرية قولها إن 1400 من بينهم قتلوا في الهجمات الجوية للتحالف.
ويختتم بورغر المقال قائلا إن الاعتماد المتزايد على الطائرات بدون طيار ونشر الحرب ضد الإرهاب إلى مناطفق أبعد مع الحد من القيود والضوابط المفروضة على القتال تنذر بخلق حرب دولية تفتقر إلى الشفافية ويسقط فيها أعداد متزايدة من المدنيين.