من الصحف الاميركية
اهتمت الصحف الأميركية بمرور عام على تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب سدة الحكم، وانتقدت سياسته التي تمثلت في “أميركا أولا”، وقالت إنها تسببت في تغيير دور الولايات المتحدة وتضاؤل نفوذها على المسرح الدولي، وقالت إن ترمب بدأ رئاسته بوضع رؤية مختلفة بشكل جذري للولايات المتحدة كقوى عظمى في العالم، وذلك من خلال ما أطلق عليه “أميركا أولا “.
كما اكدت الصحف ان الولايات المتحدة حثت حليفتها تركيا على “ضبط النفس” والحد من عمليتها العسكرية في شمال غرب سوريا، حيث تشن القوات التركية هجوما على مسلحين أكراد تدعمهم واشنطن، لطردهم من المنطقة الحدودي، ونقلت عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت قولها ان واشنطن تدعم المخاوف الأمنية المشروعة التي تنتاب أنقرة، وفي الوقت نفسه تحثها على التحلي بضبط النفس وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها والحرص على تجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين.
قالت مجلة ناشيونال إنترست إن بقاء القوات الأميركية في سوريا لا يمكن تعليله بأنه للدفاع عن مصالح أميركية مهددة، بل إن إدارة ترمب اتخذت في الواقع قرارا بأن تزج الولايات المتحدة في حرب أجنبية أخرى.
وأضافت المجلة عبر مقال تحليلي للكاتب بول بيلار أن الأهداف التي صرح بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل أيام بشأن إستراتيجية بلاده في سوريا تمثل خروجا عن المهام الأصلية للهذه القوات.
وأوضحت أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تجعل القوات الأميركية تشارك إلى أجل غير مسمى في حرب أهلية للآخرين، وذلك لأسباب مختلفة تماما عن الهدف الأصلي المعلن المتمثل في القضاء على تنظيم داعش، وقال الكاتب إنه في حين لا تشكل العديد من الجماعات الإرهابية أهدافا عسكرية، فإن الوجود الإقليمي الذي أنشأه تنظيم داعش في العراق وسوريا وفرّ فرصة لاستخدام القوات الأميركية في مواجهته، وذلك في أعقاب إنشائه دولة صغيرة في المنطقة، لكن هذه الدولة قد انتهت الآن.
وأضاف الكاتب أن تيلرسون صرح بأنه قد تمت استعادة ما يقرب من 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وأن تنظيم الدولة لم يتمكن من استعادة موطئ قدم منها من جديد.
ويمكن لتنظيم داعش أن يتسبب في مشاكل جديدة في المنطقة بوصفه مجموعة إرهابية تقليدية، وكونه يشكل إلهاما للعنف الجهادي، لكنه لم يعد يشكل هدفا عسكريا بعد الهزيمة الساحقة التي مُني بها.
وقال الكاتب إن الرد الأميركي المناسب لهذه الهزيمة التي لحقت بتنظيم داعش هو إعلان النصر وعودة القوات الأميركية إلى الوطن، وذلك لأنها أكلمت المهمة المفترضة لها في سوريا.
وحاول تيلرسون التذرع بضرورة بقاء القوات الأميركية في سوريا، والتأكيد على ما تسبب به الانسحاب الأميركي المبكر من العراق من تداعيات، لكنه لم يذكر أن تنظيم داعش لم يكن موجودا قبل الغزو الأميركي للعراق، وأن التنظيم ظهر نتيجة مباشرة لهذا الغزو ولما أعقبه من حرب داخلية.
كما أن تيلرسون لم يفسر كيف يمكن لقوات أميركية متواضعة العدد في سوريا أن تفعل ما عجز عن فعله 160 ألف جندي أميركي سبق أن تواجدوا في العراق بهذا السياق.
ثم إن الإستراتيجية الأميركية التي وصفها تيلرسون لا تتضمن استمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا فحسب، بل تشمل أيضا بناء مليشيا صديقة، الأمر الذي يعني استمرار الحرب.