من الصحف البريطانية
ذكرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم أن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي يزور الشرق الأوسط في وقت ربما يكون فيه الدور الأميركي كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين قد انتهى إلى غير رجعة، وقالت أن العلاقات بين الفلسطينيين وواشنطن إبان رئاسة دونالد ترمب توترت للغاية، ومن المتوقع أن تؤكد زيارة بنس الحالية هذا التوتر .
واعتبرت بعض الصحف إن ترمب قضى على فرص بنس لزيارة الضفة الغربية عندما نأى الشهر الماضي بالسياسة الأميركية تجاه الصراع العربي-الإسرائيلي عن النهج الذي ترسخ خلال العقود السبعة الماضية، حيث اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خارجا عن الإجماع الدولي الذي يرى أن قضية القدس يجب مناقشتها في محادثات السلام مع الفلسطينيين.
من ناحية اخرى تناولت الصحف دعوة تركيا الى أعضاء حلف شمال الاطلسي (الناتو) لدعم الحملة العسكرية التي تقول إنها أطلقتها ضد مقاتلين أكراد في عفرين شمال سوريا، وقالت ان مندوب تركيا لدى الناتو أحمد برات كونكار قال إنه يتعين على الولايات المتحدة والحلفاء الاخرين اعادة تقييم عضويتهم فى التحالف العسكري اذا اعترضوا على أعمال تركيا التى وصفها بأنها شرعية.
نشرت الغارديان موضوعا تناولت فيه العوامل التي مهدت لإشتعال الربيع العربي، مشيرة إلى أن الغضب الذي تمخض عنه عاود الاشتعال مجددا في تونس.
وتوضح الصحيفة أن أسباب المظاهرات الأخيرة في تونس هي نفسها التي أدت إلى انتفاضة واسعة في عدد من الدول العربية عام 2011إذ ترتكز حول ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور وزيادة أسعار السلع والخدمات بعد قرار الحكومة تقليص الميزانية وإدخال استقاطاعات مالية لتقليل حجم العجز في الميزانية العامة.
وتشير الغارديان إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة التي نتجت عن الربيع العربي مطالبة بالحفاظ على تجربتها بعد 7 سنوات من الانتفاضة الأولى في مواجهة التضخم الاقتصادي، وتراجع سعر العملة المحلية بسبب تردي أحوال قطاع السياحة الذي يسهم بالمدخول الأساسي في الميزانية العامة.
وتضيف الصحيفة أن سياسات الديكتاتور التونسي السابق زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بورقيبة كانت ترتكز على تشجيع المرأة على التعلم والعمل لتقليص عدد المواليد وهو ما أدى إلى أن تباطوءزيادة السن في مع تراوح عمر الغالبية حول الثلاثين.
وتقول الجريدة إن الأوضاع أسوأ في بقية الدول العربية مثل مصر وسوريا واليمن حيث يتراوح عمر الغالبية العظمى من المواطنين حول العشرين عاما وهو الأمر الذي يدعم فكرة وقوع ثورات بشكل متكرر.
وتضيف أن اليمن يبلغ سن غالبية المجتمع عشرين عاما وهو أكبر بقليل في مصر وسوريا وبينما وقعت سوريا في حرب اهلية واليمن كذلك أعادت مصر بناء ديكتاتوريتها الحاكمة مرة أخرى.
وتخلص الجريدة إلى مقولة أن النظام الحاكم بشكل ديمقراطي يجب عليه الحفاظ على الطبقة الوسطى لأنها إن ضعفت تتضعضع الديمقراطية نفسها.
نشرت الإندبندنت موضوعا للكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية باتريك كوبيرن بعنوان “التوغل التركي في الجيب الكردي يهدد بفتح مرحلة أكثر دموية في الحرب الاهلية السورية“.
يقول كوبيرن إن الحرب التي استمرت نحو 7 سنوات في سوريا واتسمت بالدموية قد تدخل مرحلة أكثر عنفا بدخول القوات البرية التركية إلى الجيب الكردي في عفرين شمال غرب البلاد.
ويرى كوبيرن إن التوغل التركي يضيف بعدا جديدا للصراع في سوريا “ولعبة الشطرنج” الجارية حيث من المتوقع أن تضع هذه الخطوة الولايات المتحدة على خط المواجهة المباشرة مع حليف لها في حلف شمال الاطلنطي (الناتو) حيث ان تركيا تقاتل حليفا امريكيا في المنطقة وهو ميليشيات واي بي جي التي كانت تحصل على الدعم الجوي والاستخباراتي أثناء معاركها ضد تنظيم الدولة وتمكنت قبل أشهر من الاستحواذ على مدينة الرقة عاصمة التنظيم.
ويشير كوبيرن إلى أن تركيا راقبت بعين مدققة صعود الأكراد في شمال سوريا والذين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص ويتركزون في الغالب شمال شرق البلاد حيث تعتبر أن ميليشيات واي بي جي هي أحد أذرع تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي تعتبره تركيا والغرب تنظيما إرهابيا.
ويعتبر كوبيرن أن الوضع التركي الآن هو واحد من العوائق أمام االأكراد لكن أهم وأكبر عائق أمامهم هو أنهم توسعوا مؤخرا بشكل أكبر من اللازم والمحتمل بالنسبة لإمكاناتهم حيث تماهوا مع السياسات الأمريكية بكل الأشكال وسيطروا على أماكن شديدة الاهمية من الناحية الاقتصادية بما فيها أبار النفط قرب دير الزور.
ويقول كوبيرن إن الأكراد ليس لديهم كثيرا من الخيارات فقد أصبحوا محاصرين من كل الجهات وفقدوا اهميتهم لواشنطن بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي فلاحاجة لهم موضحا أنهم شاهدوا ما جري لإخوانهم في العراق فقد استفادوا من الدعم الأمريكي في بناء منطقة حكم ذاتي شمال العراق وعندما قضي على التنظيم خسروا كل شيء بسبب سياسات خاطئة وتقديرات فاسدة دفعتهم لتنظيم استفتاء على الاستقلال في وقت شديد الحساسية.