غزو عفرين: من يسقط التحالف الأميركي ـ الكردي أم تركيا؟: حميدي العبدالله
بدأت القوات التركية عملية غزو عفرين التي مهّدت لها بسلسلة من التصريحات على لسان كبار المسؤولين .
بديهي القول إنّ معركة عفرين غير كلّ معارك تركيا السابقة في سورية، الاختلاف يكمن في طبيعة العدو المستهدف من قبل تركيا وهم أكراد سورية بالدرجة الأولى، الذين سيقاتلون قتالاً أكثر ضراوة من قتال داعش عندما غزت تركيا جرابلس الباب، حيث رصدت الكثير من الوقائع التي أكدت حصول تسليم وتسلّم لهذه المناطق بين الجيش التركي وداعش.
صعوبة النجاح وسرعته في غزو عفرين يفتح آفاق المواجهة على احتمالات عدة، وفي هذا السياق هناك احتمالان:
ـ الاحتمال الأول، أن تلجأ وحدات الحماية الكردية لتقديم الدعم لوحدات الحماية الكردية في منطقة عفرين من خلال فتح معركة ضدّ القوات التركية من عين العرب حتى القامشلي، ومن الطبيعي أن تردّ تركيا على وحدات الحماية الكردية في هذه المنطقة التي تحظى بحماية أميركية، وعندها أمام واشنطن واحد من خيارين، إما التخلي عن وحدات الحماية لكي لا تخسر تركيا، وفي هذه الحال سوف ينهار التحالف الأميركي الكردي، ويكون ضحية للغزو التركي لعفرين، بمعزل عن نجاح أو فشل عملية الغزو، أو القتال إلى جانب وحدات الحماية ضدّ تركيا، لحماية التحالف الأميركي الكردي والحؤول دون انهيار هذا التحالف الذي يمثل الورقة الأهمّ التي تمتلكها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها المعلنة في سورية، ومن بين هذه الأهداف إنهاء أو تقليص وجود بعض الأطراف التي تقاتل إلى جانب سورية ضدّ الإرهاب، وفرض شروط أميركية أخرى في إطار الحلّ السياسي النهائي.
ـ الاحتمال الثاني، أن تفشل عملية غزو عفرين، سواء قدمت وحدات الحماية الكردية في مناطق تواجدها في عين العرب والرقة والحسكة لدعم سكان عفرين عبر فتح جبهات على امتداد الحدود التركية – السورية، أو أنّ المدافعين عن عفرين طلبوا العون من الدولة السورية، وبالتالي أصبحت لديهم القدرة على إفشال الغزو التركي وتحويله إلى مستنقع للقوات التركية الغازية، وربما تصبح عفرين جبال قنديل ثانية بالنسبة للقوات التركية، وفي هذا السيناريو، أو الاحتمال فإنّ حكم حزب العدالة والتنمية هو المهدّد بالسقوط جراء هذه العملية.