فيسك: ترمب يجعل الشرق الأوسط أشد قسوة
اهتمت صحيفة إندبندنت البريطانية بالصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين والأوضاع الأخرى في الشرق الأوسط، وقالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسهم في جعل المنطقة مكانا أشد قسوة ووحشية .
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إن فلسطين ربما ليست مؤهلة لتكون دولة، ولكن الدولة الإسرائيلية ليست لديها أدنى فكرة عن أين تنتهي حدودها الشرقية من الناحية الجغرافية: أتنتهي في وسط القدس، أم في منتصف الضفة الغربية، أم على طول نهر الأردن؟
وتساءل فيسك عن الأوضاع في غزة، وقال إن الإسرائيليين قصفوها وحطموها إلى أجزاء في نهاية 2008 وبداية 2009، ثم قاموا بقصفها مرة أخرى عامي 2012 و2014، مضيفا أن الإسرائيليين أسقطوا القذائف على نظام الصرف الصحي في غزة حتى تلوثت مياه الشرب ومياه البحر بالقذارة، وتحول جزء من غزة إلى “بؤرة قذارة” بالمعنى الحرفي لتصريحات ترمب الأخيرة.
وأشار إلى أنه حتى جاريد كوشنر -الصهر المدلل لترمب وزوج ابنته إيفانكا- لا يمكنه تحديد أبعاد هذا الجزء من الشرق الأوسط، وذلك لأنه والسفير الأميركي لدى إسرائيل يدعمان الاستعمار اليهودي في الضفة الغربية العربية.
وأضاف فيسك “صدقوني إنه لا توجد بؤر قذارة في تلك المستوطنات الواقعة على قمم التلال”، كما أن كوشنر لا يمكنه أن يحدد أين تنتهي الحدود الشرقية لإسرائيل أو أين يمكنها أن تنتهي في المستقبل.
فالأوضاع التي تتصف بها منطقة الشرق الأوسط من حيث التنوع العرقي والديني لسكانها تعتبر أكثر تعقيدا من أن يستوعبها كوشنر.
وأشار إلى خطوة ترمب بشأن القدس وإلى ادعاء الولايات المتحدة بأن القدس تعتبر عاصمة لإسرائيل، وقال إنه سبق أن تحدث مؤخرا في نقاشات متعلقة بالشرق الأوسط، وإنه وصف ترمب بالمجنون، وإنه يجب أن يكون داخل مصحة عقلية، وذلك بعد إقدامه على هذه الخطوة.
وأضاف فيسك أنه كان يصار إلى تنبيهه من جانب المذيعين أو مقدمي البرامج بأنه لا يحق له أن يصف ترمب بهذه الصفات لأن فيسك ليس طبيبا.
ويقول فيسك: ولكن “لو كنت قد وصفت ترمب بأنه عاقل تماما، فلا اعتقد بأن أحدا سيقوم بلفت انتباهي”، “بينما قد يفعلون لو كنت وجهت صفة الجنون للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي“.
وانتقد فيسك بعض وسائل الإعلام التي وصفها بالأبواق التي تدافع عن رؤساء عنصريين مثل ترمب، بينما لا تمانع في إطلاق الصفات نفسها على قادة عرب أو إسلاميين مثل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أو غيرهما.
وأضاف بالقول “دعونا لا ننخدع”، فإن ترمب يجعل الشرق الأوسط مكانا أكثر قسوة ووحشية، وإنه سيواصل نهجه في هذا السياق، وذلك بمساعدة من صهره المدلل وبقية الجنرالات مثل جيمس ماتيس.
وأشار فيسك إلى بعض القادة العرب مثل القذافي والرؤساء المصريين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري السابق حافظ الأسد والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مشيرا إلى رتبهم العسكرية جميعهم.
وقال إن ثلاثة منهم قضوا نحبهم اغتيالا، واثنين بنوبة قلبية، واثنين لا يزالان على قيد الحياة، وإنهم جميعا قادمون من أمم وصفها ترمب بأنها “بؤر قذرة”، لكن على الأقل لم يكونوا جميعا واهمين.