من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الأميركية قضايا ومواضيع دولية متعددة ومتنوعة، من بينها ما يتعلق بكراهية الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاجئين والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، وترك أميركا الشرق الأوسط يخوض معاركه بنفسه كما هو الحال في أفغانستان .
وبينما تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن شركة آبل وتقنيات الهاتف النقال -خاصة ما يتعلق بسرعة الهاتف وعمر البطارية- تساءلت مجلة فورين أفيرز عن إنجازات الرئيس ترمب في السياسة الخارجية خلال عام على رئاسته.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يلغِ اتفاق النووي مع إيران، ولكنه هدد بالانسحاب منه وإلغائه إذا لم يجر إصلاح ما تعتبره واشنطن عيوبا في الاتفاق.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن ترمب أصدر إنذارا إلى الكونغرس وإلى حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين مطالبا بتعديلات على الاتفاق لا يمكن تحقيقها، ومهددا بإلغاء الاتفاق والانسحاب منه ما لم يمتثلوا بما أوصى به.
وحذرت من أن هذه الخطوة غير الحكيمة من جانب ترمب من شأنها أن تؤدي إلى أزمة لا لزوم لها بعد أربعة أشهر من الآن.
وقالت إنها طالما أشارت إلى أن اتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى تشوبه بعض العيوب، وخاصة في ما تعلق ببعض الأحكام الواردة فيه التي تسمح لإيران في نهاية المطاف باستئناف تخصيب اليورانيوم بكميات غير محدودة.
وأوضحت أن هذا الأمر يؤدي إلى تقليل الوقت الذي تحتاجه طهران لتصنيع السلاح النووي منذ أكثر من عام إلى مجرد بضعة أسابيع.
ولكن هذا الخطر ليس داهما، بل إنه يكمن في سنوات قادمة، في حين يؤكد المفتشون الدوليون مرارا وتكرارا أن إيران ملتزمة باتفاق النووي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ينبغي للاستراتيجية الأميركية الأكثر منطقية أن تتمثل في التركيز على الحد من السلوك الإيراني الإشكالي الآخر، مثل تدخلها في سوريا، وذلك مع وضع خطة طويلة الأجل مع الحلفاء لمعالجة ما يشوب اتفاق النووي من عيوب.
واستدركت بالقول إن ترمب طالب الكونغرس الجمعة الماضي بأن يعتمد تشريعا بهذا السياق، وطالب الحكومات الأوروبية أيضا بأن تقبل “اتفاقا تكميليا جديدا” يفرض عقوبات جديدة متعددة الجوانب على طهران، وذلك إذا طورت أو اختبرت صواريخ بعيدة المدى أو أعاقت عملية التفتيش أو بإحراز تقدم نحو تصنيع أسلحة نووية.
ويسعى ترمب في نهاية المطاف إلى إعادة صياغة اتفاق النووي المبرم في 2015 ولكن من جانب واحد، وذلك دون أن يكلف نفسه عناء التفاوض مع إيران.
وقالت إن اللغة التي وجهها ترمب إلى حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا -زاعما أن من يرفضون قبول شروطه إنما يتماشون مع طموحات النظام الإيراني في الحصول على السلاح النووي- ليس من شأنها سوى تشجيع هذه الدول على رفضها العلني الواضح لتعديل الاتفاق.
وأضافت أنه إذا واصل ترمب تهديده -الذي لم يبق لنفسه مجالا في عدم المضي به- فإن الخاسر الكبير سيكون هو الولايات المتحدة.
كما أنه من المؤكد أن الحكومات الغربية وروسيا والصين سترفض المضي قدما في إعادة فرض العقوبات على إيران، وستكون الولايات المتحدة معزولة عن حلفائها.
وقالت إن ترمب نفسه سيكون هو السبب في كل هذه التطورات السلبية، وذلك لأنه يحاول أن يعمل عكس ما فعل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مهما كانت العواقب، بيد أن هجمات ترمب المتهورة على اتفاق النووي من شأنها تهديد المصالح الحيوية الأميركية.