من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الأميركية قضايا ومواضيع دولية متعددة ومتنوعة، من بينها ما يتعلق بالنهج المتبع في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفي كون كبير مستشاري البيت الأبيض جون كيلي يعتبر عراب هذا النهج، وذلك بحسب صحيفة نيويورك تايمز .
وتحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن الكيفية التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة مساعدة المعارضة الإيرانية في دحر التعتيم الإلكتروني الذي يفرضه النظام، بينما أعربت واشنطن بوست عن الرضا جراء إعلان ترمب نتائج فحوصاته الطبية وتساءلت عن الضرائب المتعلقة بأمواله.
دعت صحيفة واشنطن بوست إلى عدم الانشغال بكلمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب البذيئة التي وصف بها بعض بلدان المهاجرين، وقالت إن تصريحاته التي تنكر دور هؤلاء المهاجرين في بناء الولايات المتحدة وأمنها ونهضتها هي التي تعتبر بحد ذاتها مسيئة.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب رونالد كلاين أحد كبار المساعدين للرئيسين الأميركيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وكبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في حملة 2016، قال فيه إن “انشغالنا بكلمات ترمب البذيئة” ساعد على تجنيبه المساءلة عن جرائمه أو مخالفاته الحقيقية الأخرى.
وأشار الكاتب إلى شريط فيديو سابق احتوى حديثا متعلقا بترمب بشأن تعاملاته مع النساء، وقال إن الناس انشغلوا بتصريحات ترمب بهذا السياق بوصفه حديثا عابرا في غرفة تبديل الملابس، دون الالتفات إلى أنه ضم اعتراف ترمب شخصيا بأنه اعتدى جنسيا على نساء.
وعودة إلى القريب الحاضر، فإن الناس ركزوا على الكلمات البذيئة التي أطلقها ترمب بحق بلدان بعض المهاجرين التي وصفها بأنها “بؤر بذيئة” مثل هاييتي والسلفادور والدول الأفريقية، دون أن ينتبهوا إلى إنكار ترمب لمساهمات هذه الدول وأبنائها في نهضة وأمن الولايات المتحدة.
وردا على تساؤل ترمب عن سبب حاجة الولايات المتحدة لهذه الشرائح من المهاجرين من هذه البلدان، قال الكاتب إن الحقائق على أرض الواقع هي التي توفر الإجابة.
فالمهاجرون من أفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي يشكلون 43% من الأفراد من أصل أجنبي المنضمين إلى صفوف القوات المسلحة الأميركية، بينما لا يشكل الأفراد من أصل أوروبي سوى 6% من هذه القوات.
كما أن نحو 42% من المهاجرين الأفارقة يحملون شهادات جامعية، بينما يحملها نحو 30% من المهاجرين من أصول أجنبية أخرى، ويحمل 32% من الأميركيين الأصليين مثل هذه الدرجات العلمية.
كما أن المهاجرين من أصل أفريقي أيضا يعتبرون حاصلين على درجات علمية عليا في القانون أو الطب أو المجالات العلمية الأخرى أكثر من الأميركيين الأصليين. حيث يبدو أن نوعية الحياة في البلد الأصلي ليس لها كبير علاقة بنوعية المساهمة التي يمكن أن يقدمها المهاجرون من ذلك البلد إلى الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أن للمهاجرين دورا كبيرا عند الحديث عن محاولات الولايات المتحدة للتنافس مع الأمم على الصعيد الدولي، سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو المجالات الأخرى، وأن الكثير من المبدعين في أميركا هم مهاجرون قادمون من المناطق المضطربة أو الفقيرة.
كما بادر مهاجرون أفارقة من الأطقم الطبية في الولايات المتحدة إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية في أفريقيا الغربية، وذلك للمساهمة في إنقاذ المصابين بفايروس “إيبولا” الذي سبق أن اجتاح مناطق أفريقية متعددة.
وأعرب الكاتب عن الدهشة إزاء اعتقاد ترمب بأن لا يكون هناك مكانا لهؤلاء المهاجرين المؤهلين في الولايات المتحدة وإزاء كراهية ترمب للأجانب بشكل عام.