من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عدة موضوعات منها اللقاء الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المشرعين من حكومته بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، والذي اعتبرته جزء من خطته لصد المزاعم التي تقول إنه غير مؤهل لشغل ذلك المنصب، كما وصفت الصحف تأثير ترامب بـ”الشيطان الذي يكمن في التفاصيل”، والذي يهدف من خلاله إلى تقويض القيم الديمقراطية في الولايات المتحدة بطرق غير مثيرة للجدل عن سابقيه، مبينة أن قيام أي رئيس سابق بتصرفات مماثلة كانت ستعتبر انتهاكا للقواعد والمعايير.
هذا وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أن السلطات ألقت القبض على الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، جيري تشون شينج لي بتهمة الاحتفاظ بمعلومات سرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي دون سند قانوني، ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن بيان للوزارة أن المحققين اتهموا شينج لي (53 عاما) بمساعدة الصين على تفكيك عمليات تجسس أمريكية وتحديد هوية العملاء، موضحة أن كشف شبكة التجسس كانت أحد أسوأ إخفاقات المخابرات الأمريكية في السنوات الأخيرة.
ولفتت الصحف الى ان المحقق الخاص روبرت مولر ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأمريكي استدعى للإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى، في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وتعد هذه هي المرة الأولى منذ بدء التحقيقات في القضية، التي يوجه فيها مولر استدعاء لأحد كبار المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وجاء هذا القرار قبل أسبوع من مثول بانون أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إعلان الولايات المتحدة دعمها لقوة حدودية شمال سوريا من الأكراد قوامها 30 ألف مقاتل، أثار حفيظة العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، وأكدت الصحيفة أن “الدعم الأمريكي يمكن أن يقود لإقامة كيان كردي مستقل”، وهو ما تعارضه كل من تركيا وإيران وروسيا والدولة السورية.
الصحيفة أوضحت أن الخطة الأمريكية يمكن أن تدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الحرب، ومن ثم فإن واشنطن قد تواجه مأزقاً أعمق في سوريا.
وسعت الولايات المتحدة، ومعها قادة أكراد، إلى محاولة تبديد المخاوف حينما أعلنوا أن هذا الدعم ليس بالشيء الجديد، وأن تلك القوة لن تنحرف إلى الداخل التركي وتشكل تهديداً لها، كما أنها لن تصطدم بقوات النظام السوري.
ويقول مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، وفق الصحيفة: إن “هذه القوة ستكون في جوهرها نسخة معدلة من قوات سوريا الديمقراطية، وإن المقاتلين الأكراد سيكونون مدربين تدريباً مهنياً جيداً كحراس حدود، وسينتشرون على طول أجزاء الحدود السورية مع تركيا والعراق لمنع عودة تنظيم داعش، وهو واجب أخلاقي”، على حد وصفه.
الأراضي التي يتحدث عنها مصطفى تشمل مساحات شاسعة سبق لتنظيم “داعش” أن استولى عليها، حيث حررت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تشكيل مسلح ذو غالبية كردية، مع بعض العرب، تلك المناطق بدعم وتدريب وتسليح أمريكي، ولكن لم يكن هناك اتفاق قبل تحرير تلك المناطق على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد طرد التنظيم.
الحزب الكردي الذي يسيطر على تلك الأراضي قال إن هذه المناطق ستكون حكماً ذاتياً ضمن سوريا الاتحادية، إلا أن النظام السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين يرفضون أي تقسيم للبلاد، كما هو الحال مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وبينت الصحيفة أن أقوى ردود الأفعال على الخطوة الأمريكية جاءت من تركيا، العضو في الناتو، فهي التي تعارض نظام الأسد في سوريا، وترى في الأكراد عدواً خطيراً، وتعترض بشدة على قيام كيان كردي شبه مستقل قرب حدودها التي تسكنها أغلبية كردية، وهددت تركيا بغزو هذا الجيب الكردي السوري.
ونقلت الصحيفة آراء محللين أمريكيين عرضوا وجهات نظر متباينة حيال هذه القوة الجديدة التي تسعى أمريكا لتشكيلها، حيث رأى أندرو تايلر، المتخصص بالشأن السوري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن “هناك حاجة فعلية لإقامة مثل هذه القوة لأنها ستكون قادرة على مواجهة تنظيم داعش”، وأن “هذه القوة مهمتها مواجهة التنظيم على المدى الطويل وليس إقامة دولة كردية“.
إلا أن جوشوا لانديس، المتخصص بالشأن السوري في جامعة أوكلاهوما، قال: إن “الولايات المتحدة تدعم إقامة دولة كردية شمال نهر الفرات، وإن هذه القوة مهمتها إنشاء هذه الدولة، خاصة أنها تسيطر على جزء كبير من احتياطات النفط والغاز، وأيضاً وجود سدها الكهربائي”، مضيفاً أنها “ستصبح دولة يديرها الأكراد بحكم الواقع إذا واصلت أمريكا دعمها وحمايتها وتمويلها“.